المستشار الألماني يغادر السعودية دون نتائج واضحة

> جدة "الأيام" العرب

> لم تفرز زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس السبت إلى السعودية عن نتائج واضحة بشأن مسألة الطاقة ومدى تفاعل الرياض مع رغبته في بناء شراكة واسعة تتجاوز حدود الوقود الأحفوري لتشمل الهيدروجين والطاقات المتجددة.

وفيما قال شولتس إنه يريد تعميق شراكة الطاقة الشاملة بين البلدين، فإن وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أوردت تغطية خبرية عن لقاء شولتس بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم تشر فيها إلى مسألة الطاقة واكتفت بذكر الشراكة في المطلق، وهو ما يظهر اختلافا في النظر إلى نتائج الزيارة بين الطرفين.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إنه خلال اللقاء “جرى استعراض أوجه العلاقات السعودية – الألمانية، ومجالات الشراكة بين البلدين، إضافة إلى بحث آفاق التعاون الثنائي وفرص تطويره وفق رؤية المملكة 2030″.

كما جرى، بحسب الوكالة، “استعراض مستجدات الأوضاع على المستوى الإقليمي والدولي، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والسلم الدوليين، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك”.

وأشارت الوكالة، إلى أن ولي العهد السعودي والمستشار الألماني “التقيا رجال الأعمال من الجانبين السعودي والألماني”.

ولم يتحدث شولتس عن أيّ اتفاق بشأن موضوع الطاقة، ما يظهر وجود عوائق بين الطرفين سواء ما تعلق برغبة السعودية في أن تقف بعيدا عن الخلاف الروسي – الغربي بشأن أوكرانيا أو برغبتها في الالتزام باتفاقيات أوبك+ التي تمنعها من زيادة الإنتاج أو اتخاذ أيّ خطوة من شأنها التأثير سلبا على الأسعار، وهو مسار يخدم روسيا ويتعارض مع مساعي ألمانيا وبقية الدول الغربية لتحديد أسعار متدنية للنفط والغاز الروسيين في سياق العقوبات على موسكو.

ويقول مراقبون إن المستشار الألماني الذي جاء يبحث عن إنقاذ سعودي يبدو أنه أثار انزعاج السعوديين بالحديث عن موضوع الصحافي جمال خاشقجي لاعتبارات من بينها أن لا مبرر لدى شولتس لطرح هذا الموضوع حتى لو كان ذلك لمجرد تسجيل موقف يسترضي المعارضة في ألمانيا، فألمانيا ليست الولايات المتحدة، والسعودية لم تعد تقبل الدروس من أيّ جهة كانت.

وقال شولتس، الذي يقوم بزيارة إلى الخليج تستغرق يومين، إنه تناول أيضا قضايا تتعلق بحقوق الإنسان والحقوق المدنية في محادثاته مع ولي العهد السعودي.

ودعا ساسة ألمان بارزون من مجموعة من الأحزاب شولتس إلى معالجة هذه الأمور، وذلك في مقال السبت في مجلة “دير شبيجل”.

وردا على سؤال عما إذا كان قد ناقش أيضا مقتل الصحافي جمال خاشقجي قال “يمكنك افتراض أنه لم يُترك شيء دون أن يقال”.

وكانت وسائل إعلام ألمانية قد أشارت في تقارير خلال الأسبوع الماضي إلى أهمية الزيارة بالنسبة إلى ألمانيا وإستراتيجيتها في البحث عن بدائل للغاز الروسي، وجلب المزيد من الاستثمارات الخليجية مثلما فعلت دول أخرى مثل فرنسا وروسيا.

وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن هيبشترايت إن شولتس سيركز خلال الجولة الخليجية على ألمانيا كوجهة للاستثمار، بالإضافة إلى إيجاد إمدادات طاقة بديلة بعد قرار روسيا وقف تسليم الغاز عبر خط أنابيب رئيسي.

وتأتي زيارة شولتس في وقت تعاني فيه ألمانيا وبعض الدول الأوروبية شحا في إمدادات الغاز الروسي، جراء الحرب في أوكرانيا، بعد أن أغلقت موسكو خط أنابيب نورد ستريم 1، الرابط الرئيسي للغاز إلى ألمانيا، مرجعة ذلك إلى مشكلة تتعلق بالصيانة.

وعادت دول أوروبية على رأسها ألمانيا وفرنسا والنمسا وهولندا، وقريبا إيطاليا، لاستخدام الفحم في توليد الطاقة الكهربائية، عبر إعادة فتح محطات تعمل بالفحم.

وقبل الزيارة، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر دبلوماسي في السفارة الألمانية بالرياض، لم تكشف عن اسمه بناء على طلبه، قوله الاثنين إن شولتس “يعلّق أهمية كبيرة على نتائج محادثاته مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعدد من أعضاء الحكومة السعودية”.

وأوضح أن المحادثات بين الجانبين “ستركز على أهمية تصحيح مسار العلاقات بين البلدين التي اعتراها بعض الفتور، نتيجة اختلاف مواقف البلدين تجاه عدد من القضايا، ومن بينها الحرب في اليمن وحقوق الإنسان”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى