​ماذا يعني إقرار العليمي بالخلافات داخل «الرئاسي» ؟

>
قال الرئيس رشاد العليمي: (هناك خلافات داخل المجلس الرئاسي ولا أريد أن نقدم صورة وردية، لكننا حريصون على استمرار المجلس وفق المشتركات، نحاول حل الخلافات بالتوافق وأحيانا بالانحياز لمبدأ 3+ الرئيس ولم نستخدم التصويت، وبعص الأعضاء يسحب البعض إلى مربع الصراع، ونلجأ إلى حلول مشتركة وتوافقية وأحيانا الضغط بأكبر عدد من الأصوات). بهذه العبارة يكون رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني قد أقرَّ لأول مرة بوجود خلافات حادة تعصف بمجلسه الرئاسي وتجر المجلس إلى صراع محتمل، فمنذ قرابة شهرين لم يستطع المجلس عقد اجتماع لأعضائه الثمانية في مقره بالعاصمة عدن، بل إن جميعهم باستثناء السيد عيدروس الزبيدي قد غادروا المدينة إلى محافظات أخرى أو إلى خارج البلاد، ومعظمهم فعل ذلك مغاضبا وحنقا عما يقون به المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس السيد عيردروس الذي هو أيضًا عضو بمجلس القيادة، بل عضو فاعل ونشط فيه إلى درجة اقلقت بقية الأعضاء.

زادت الأحداث الأخيرة في محافظتي شبوة وأبين من تعميق الهوة داخل المجلس الرئاسي بعد أن اعتبر أعضاء حزب الإصلاح المشاركون بالمجلس أن ما جرى ويجري هناك يُعد استهدافًا له أو  لما أسماه بالشرعية، وتمكينًا للمليشيات الانفصالية، في إشارة واضحة إلى القوات الجنوبية التي يقودها السيد الزبيدي.

العليمي الذي أطلق تصريحه الصريح هذا من نيويورك في مقابلة له خلال جلسة حوار معه استضافها معهد الشرق الأوسط بواشنطن عبر "الزوم"، يعرف أن الخلافات داخل مجلسه لم يعد من الممكن إخفاؤها، فقد بلغت مرحلة تضع المجلس على حافة الانهيار إن لم يتم تدارك الأمر بالحال أو بإجراء عملية جراحية لجسده المتهدل بمشرط سعودي إماراتي، والعليمي بتصريح كهذا بقدر ما يتصف بالشفافية فإنه بالوقت عينه يبعث برسائل حادة للمعنيين بالأمر داخل المجلس، ولا نعتقد أنه كان يقصد بذلك فقط أعضاء حزب الإصلاح، بل أيضا المجلس الانتقالي الجنوبي والسيد الزبيدي تحديدا، وهذا يتضح جليا من حرص العليمي على التذكير بطريقة اتخاذ القرارات داخل المجلس على طريقة التصويت العددي، وهذه الطريقة كما نعرف إن تم تطبيقها سيكون المجلس الانتقالي -الذي يشارك بعضو واحد فيه هو عيدروس الزبيدي وإلى حدٍ ما الداعية السلفي أبو زرعة المحرمي- المتضرر الوحيد والأكبر، بل سيجد نفسه مجرد كمالة عدد داخل المجلس الرئاسي، وهذا التذكير من العليمي نحسبه تهديدا مبطنا منه بوجه الانتقالي الجنوبي، الذي اتخذ رئيسه الزبيدي قرارات جريئة بصفته عضوًا بمجلس الرئاسة أغضبت كل أعضاء المجلس تقريبا بمن فيهم الرئيس العليمي. من  جملة هذه القرارات  كان قرار تجريد حملة عسكرية للقوات الجنوبية نحو محافظة أبين للتصدي للجماعات المسلحة هناك، فهذا القرار اعتبره أعضاء الإصلاح بمجلس القيادة استهدافًا لقوات الجيش الوطني، ومارس الحزب ضغوطا على الرئيس العليمي لثني القوات الجنوبية والسيد عيدروس عن هذه العملية، لكن دون جدوى، برغم من التوجيهات المكتوبة التي أصدرها رئيس مجلس القيادة العليمي لوقف العملية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى