القاعدة في الجنوب.. تاريخ من الإرهاب يمتد إلى عقد التسعينيات

> «الأيام» نيوزيمن:

> بدأت السيرة الذاتية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ومقره اليمن، من نقطة عودة "الأفغان العرب"، في ثمانينيات القرن الماضي، إذ إن عودة عناصر الجماعات الإسلامية -ومعظمهم من تنظيم الإخوان- من أفغانستان إلى البلاد، أسهمت، إلى جانب عوامل عدة، في جعل الأراضي اليمنيّة تربة خصبة للتنظيم الذي حولها لاحقا إلى منطلق لعملياته الإقليمية والدولية.

ميدانيا، ظهر التنظيم في محافظة أبين جنوبي اليمن عام 1997م، ونفذ أولى عملياته في ديسمبر من العام 1998م عندما قام بخطف 16 سائحا أجنبيا، وقتل أربعة منهم أثناء محاولة قوات الجيش اليمني تحرير الرهائن.

وتوسع نشاط تنظيم القاعدة في بعض المحافظات الجنوبية، مع بداية الصراع بين القوى السياسية اليمنية، ونشط بشكل كبير في محافظة أبين عام 2007م.

وفي العام 2008م نفذ عددا من العمليات الإرهابية في محافظة أبين، وكانت أولى عملياته استهدفت حاجزا أمنيا تابعا لقوات النجدة بمدينة العين شرق زنجبار عاصمة المحافظة، وقتل جميع أفراد النقطة الأمنية.

كما نفذ عمليات أخرى ضد القوات الأمنية والعسكرية في ذات المحافظة في 2008م، و2009م وكان أبرزها هجومه على بعض مقار أمنية في مدينة لودر، وإعدام جميع الجنود، بالإضافة إلى عمليات اغتيالات لضباط في جهاز الأمن السياسي.

وأسقط تنظيم القاعدة في العام 2011م، عددا من مديريات محافظة أبين من ضمنها زنجبار عاصمة أبين، واتهمت تقارير صحفية بعد ذلك حزب الإصلاح الإخواني، وقائد جناحه العسكري الجنرال علي محسن الأحمر، بتسليم المحافظة الجنوبية لتنظيم القاعدة.

وشرد تنظيم القاعدة جميع أبناء زنجبار وجعار وخنفر، من مناطقهم، ونزح الأهالي إلى مدينة عدن والمحافظات المجاورة.

وبعد سقوط زنجبار ارتفعت وتيرة العمليات الإرهابية، في جميع مديريات أبين، ما دفع بأهالي لودر إلى تشكيل لجان شعبية، لحماية كبرى مدن المحافظة من تنظيم القاعدة.

وخلال العام 2011م نفذ القاعدة عمليات انتحارية على مقرات اللجان الشعبية بلودر قتل على إثرها العشرات من أبناء المديرية، كما قتل قائد اللجان الشعبية، توفيق حوس بعبوة ناسفة زرعتها العناصر الإرهابية أمام منزله.

وفي أبريل 2011م، شن القاعدة هجوما على مدينة لودر لإسقاطها، وتمكن من السيطرة على الكتيبة بمداخل المدينة، لكن اللجان الشعبية، بإسناد من القبائل، نجحت في التصدي للقاعدة وكسر الهجوم.

وقبل ذلك بأشهر استهدف القاعدة قبائل أبين على مداخل مدينة زنجبار وأعدم العشرات من أبناء قبائل آل فضل، كما هاجم قبائل النخعيين بسيارة مفخخة، في العرقوب وسقط في العملية الانتحارية العشرات من أبناء القبيلة بين شهيد وجريح.

وفشل التنظيم في إسقاط لودر رغم الهجمات المتكررة من عدة جهات، والقصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وانتصرت اللجان الشعبية، في المعركة التي استمرت ما يقارب أربعين يوما.

وتشكلت اللجان الشعبية في جعار بقيادة عبداللطيف السيد، قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين حاليا، تزامنا مع تشكيل لجان في مدينة لودر.

وتعرض السيد ولجانه الشعبية لعمليات إرهابية انتحارية بعد تطهير أبين من القاعدة، وقتل شقيقه مع مجموعة من عناصر اللجان ومواطنين آخرين، بعبوة ناسفة تم زرعها في خيمة عزاء بجعار.

وتراجعت العمليات الإرهابية عقب تطهير أبين من أنصار الشريعة، جناح تنظيم القاعدة في اليمن، ونجحت اللجان الشعبية في تأمين مديريات المحافظة ما بين أعوام 2012، و2013م، 2014م.

وبعد هزيمته في محافظة أبين لجأ تنظيم القاعدة إلى زرع العبوات الناسفة، على الطرق وتفخيخ السيارات والدراجات النارية، لاستهداف نقاط ومقرات اللجان لترهيبهم.

وفي العام 2015م تفككت اللجان الشعبية في أبين، بعد دخول مليشيات الحوثي، ذراع إيران إلى الجنوب، ما أدى إلى انفلات الوضع الأمني في المحافظة، وعودة الجماعات الإرهابية مجددا.

وعقب تحرير المحافظات الجنوبية في عام 2015م وبداية 2016م، قام تنظيم القاعدة بعمليات انتقام في محافظة أبين، ونفذ اغتيالات لقيادات وأفراد اللجان الشعبية.

واغتيل العشرات من الشخصيات القبلية بالمنطقة الوسطى، في تلك الفترة، كما تم تفجير منزل قائد اللجان الشعبية عبداللطيف السيد بجعار، وإعدام أحد أقربائه يدعى علي السيد.

وفي نهاية 2016م، أطلق الحزام الأمني حملة أمنية لتطهير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية، وقام تنظيم القاعدة باستهداف عدد من المواقع بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة.

وخسرت أبين ما يقارب الثلاثين شهيدا في يوم عرفة من العام 2016م بعملية انتحارية استهدفت موقعا للحزام الأمني بمحيط محكمة الوضيع، تلتها عمليات إرهابية في مدينة العين ومودية والمحفد.

وفي 2017م نجحت الحملة الأمنية لقوات الحزام الأمني التي قادها الشهيد أبو اليمامة، والعميد عبداللطيف السيد، في تثبيت الأوضاع الأمنية في محافظة أبين، بعد حملة مداهمات لمعاقل تنظيم القاعدة في المحافظة.

وتحركت الجماعات الإرهابية في أغسطس 2019م، تزامنا مع الصراع في الجنوب بين الانتقالي والسلطة السابقة، ونفذت عمليات إرهابية، على قوات الحزام الأمني بمديرية المحفد، وبعدها بأيام أعدمت خمسة جنود من الحزام الأمني بمفرق القوز في مديرية مودية.

وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، تركزت عمليات تنظيم القاعدة في محافظة أبين، على استهداف أفراد وقيادات الحزام الأمني، حيث سجلت أكثر من عشرين عملية اغتيال لأفراد وقيادات في الحزام الأمني بأبين.

ومن بين القيادات التي استشهدت على يد تنظيم القاعدة، نائب قائد الحزام فهد غرامة، وقائد حزام مودية بصير الصالحي، وقائد حزام المحفد، الكازمي، كما نجا قائد الحزام الأمني عبداللطيف السيد وأركانه الشنيني من أكثر من محاولة اغتيال.

ونفذت الجماعات الإرهابية في يونيو من العام الحالي، الإعدام بحق خمسة جنود من أبناء أبين، يتبعون اللواء الثالث حماية رئاسية في منطقة أحور.

وما زال التنظيم يستهدف أبين وجنودها حتى اللحظة، حيث شن مطلع الشهر الحالي عملية إرهابية في أحور أسفرت عن استشهاد 21 من قوات مكافحة الإرهاب الجنوبية، وإصابة خمسة جنود آخرين.

وأطلقت القوات الجنوبية، عملية سهام الشرق، لتطهير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية والعناصر الخارجة، نجحت الحملة في تطهير مناطق واسعة في المحافظة، وتمكنت من الوصول إلى أوكار ومقرات تنظيم القاعدة الإرهابي.

وأصبح معسكر عومران، شرق مدينة مودية، أحد أكبر معسكرات تنظيم القاعدة، في قبضة القوات الجنوبية بالكامل بعد تطهيره من العناصر الإرهابية، التي هربت باتجاه المحفد، وحطيب بشبوة.

وأكدت القوات الجنوبية أنها ستنتقل بعد تأمين مودية إلى مديرية المحفد لتطهير آخر معاقل الإرهاب في محافظة أبين والإعلان عن نجاح عملية سهام الشرق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى