​هدية يمنية فريدة للعالم..ناطحات"شبام" تزيّن مقر الأمم المتحدة

> جمعة بوكليب

>
إلى جانب جدار برلين، وشجرة النخيل البحرينية المرصعة باللؤلؤ، وستارة باب الكعبة، انضمت لوحة "شبام" اليمنية لمقر الأمم المتحدة.

وأعلن اليمن تقديم هدية تذكارية للأمم المتحدة لعرضها في مبناها الرئيسي في نيويورك عبارة عن لوحة لمدينة شبام التاريخية التي تضم أول ناطحات سحاب بالعالم، ويطلق عليها "مانهاتن الصحراء".


وتعكس الهدايا المقدمة للأمم المتحدة ميزات فنية رفيعة نابعة من الثقافة الأصلية للدول الأعضاء، وتستهدف حفظ وتعزيز التراث الفني والثقافي للدول الأعضاء في المنظمة الدولية، من خلال عرضها بمقرها الرئيسي في نيويورك.

وهدية اليمن التذكارية أعدتها مؤسسة حضرموت للثقافة وسلمها رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن لدى زيارته الأمانة العامة للأمم المتحدة وهي عبارة عن صورة التقطت خصيصا لغرض إيصال رسالة من منهاتن الصحراء "شبام" إلى منهاتن نيويورك وللعالم أجمع. ووضعت الصورة داخل إطار خشبي خاص يتضمن زخارف فنية فريدة.


وأراد اليمن، من خلال تلك الهدية، بعث رسالة عاجلة للعالم إلى أن حرب مليشيات الحوثي أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على مبانٍ أثرية نادرة ذات قيمة تاريخية عالمية ما يتطلب موقفا دوليا حازما لدعم الحكومة المعترف بها دوليا للحفاظ على هذا الإرث الفني والثقافي الفريد.

قصة الصورة وإطارها


تظهر الصورة أو اللوحة الفنية مجموعة من الإبل يتقدمها راعٍ لدى السير في الرمال البيضاء من صحراء منهاتن التي تطل عليها مدينة شبام التاريخية الواقعة في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

وتعد الصورة التي التقطها المصور اليمني علاء عسكور قطعه فنية بديعة لا سيما بعد أن وضعت في إطار خشبي جهز وزخرف بشكل يدوي من قبل الفنان اليمني الحضرمي عاطف السعدي.

ويعد الإطار الخشبي الذي أحاط بالصورة الجميلة، بحد ذاته قطعة فنية رائعة محتضنة لزخارف تقليدية من حضرموت مستوحاة من العناصر الطبيعية للنباتات والحيوانات الموجودة في اليمن.


كما يعكس الإطار تراث الحرف اليدوية الماهرة النابع من الشعب اليمني، والذي يمثل المبادئ الأساسية للتلاحم والتعايش في مدينة مأهولة بشكل غير منقطع منذ 1700 عام.

كما يعبر الإطار عن التقاليد اليمنية الراسخة لا سيما المبادئ الأساسية للحياة والمعتقدات الثقافية والدينية للشعب الحضرمي.

أعجوبة اليمن


لا تزال شبام واحدة من أعاجيب تاريخ اليمن وآثاره المذهلة والعريقة والذي تمتد لقرون طويلة وتعد أحد أهم المكتسبات الثقافية للحضارة الإنسانية في العالم.

ويعود تاريخ مدينة شبام إلى القرن الـ3 الميلادي، وتتألف من مبانٍ طينية تصنف كأقدم ناطحات السحاب التي شيدت على الإطلاق في العالم منذ عام 1532 للميلاد.

وأدرجت منظمة اليونسكو مدينة شبام على قائمة مواقع التراث العالمي عام 1982 باعتبارها أعجوبة معمارية للمباني الشاهقة المصنوعة من الطوب الطيني.

وتمثل شبام أحد أفضل الأمثلة على التخطيط الحضري القائم على مبدأ البناء الرأسي كما تعد مثالا دائما وساحرا لآثار وممتلكات اليمن الثقافية التي لا تزال قائمة حتى اليوم في شكلها البديع والتي تبين عمق وتنوع التاريخ اليمني العريق.

رسالة مغلفة بـ"هدية"

ونشرت الخارجية اليمنية بيانا على موقعها قالت إن الهدية التذكارية للأمم المتحدة كانت لغرض رسالة من منهاتن الصحراء شبام إلى منهاتن نيويورك ومنها للعالم أجمع، في إشارة إلى أنها حملت رسالة مغلفة بـ"هدية".

ونقل البيان عن وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك قوله إن الرسالة التي حملتها الهدية تمثلت باعتزاز اليمنيين بتراثهم الثقافي والذي أصبح يواجه الكثير من التحديات بدءا من حرب مليشيات الحوثي القائمة إلى التغيرات المناخية.

وأضاف أن "مدينة شبام تحتل مكانة فريدة في هويتنا الوطنية.. وتعد أحد المكتسبات المادية التي يجب حمايتها مع جميع قطع التراث الثقافي اليمني - سواء المخطوطات أو الآثار أو المواد الأخرى- بشكل جماعي والحفاظ عليها".

وأضاف أنه "إلى جانب العمارة الجمالية لشبام، توجد آثار متنوعة وجدت في مناطق أخرى من اليمن ورثتها حضارات ما قبل التاريخ المختلفة التي كانت موجودة وازدهرت، وأشهرها مملكة سبأ المرتبطة بحاكمها الأسطوري ملكة سبأ".

واختتم بن مبارك حديثه المطول بالتأكيد على أهمية "التخفيف من أي آثار مدمرة للتراث اليمني من أجل ضمان حماية كل المكتسبات المادية وغير المادية في اليمن للأجيال القادمة للتعرف عليها".


ماذا يعني تقديم الهدية؟

بدأت الأمم المتحدة منذ عام 1950، اعتماد إجراء مجموعة الهدايا والتي تتألف من أعمال فنية وقطع ذات قيمة تاريخية ومجسّمات معمارية، متبرّع بها رسمياً من الدول الأعضاء ومؤسسات خيرية ومانحين أفراد.

وتمثل الهدايا وفقا لموقع الأمم المتحدة تنوعا لثقافات وحقب تاريخية، كون الأعمال الفنية بديعة من الناحية الجمالية وملائمة من الناحية الرمزية، إذْ تمثل ميزات فنية رفيعة ونابعة من الثقافة الأصلية للدول الأعضاء التي قدمت الهدايا، وفي الوقت نفسه تسهم في المحافظة على أهميتها بالنسبة للأعمال التي تضطلع بها الأمم المتحدة.

وتعرض الأمم المتحدة الهدايا في مقرها الرسمي في نيويورك فيما تحتفي بها باستمرار على مواقعها الرسمية كخطوة تستهدف حفظ وتعزيز التراث الفني والثقافي الذي عهدت به الدول الأعضاء لأمانتها العامة.

"العين"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى