الجعدي لـ"الأيام": تمديد الهدنة مرتبط بمقومات السلام في الجنوب

> حاورته/ دعاء نبيل

> مقومات السلام الدائم في اليمن مرهونة بشكل أساسي بحل القضية الجنوبية ،وأي قفز على خيارات الجنوبيين لن يولد سوى حروب مؤجلة ولن يكون هناك سلام دائم.
 تمديد الهدنة يرتبط بمدى توفير الهدنة لمقومات السلام في الجنوب ومشاركة المجلس الانتقالي في مفاوضات تحقيقها.

تهدف المساعي الأممية إلى تمديد الهدنة لأطول فترة ممكنة، لحلحلة الأزمة الإنسانية والتخفيف من وطأة الملايين من اليمنيين الذين تضرروا جراء الحرب التي ألقت بظلالها اقتصاديا وسط انهيار للعملة اليمنية، وتدني المؤسسات الخدمية مما ضاعف من معاناة اليمنيين، هناك تحديات تواجه الهدنة الإنسانية الأممية في اليمن التي تم تمديدها للمرة الثالثة على التوالي، منذ إعلان الهدنة الأولى 2 إبريل  2022م وأبرز التحديات العروض العسكرية المتتالية للحوثيين التي أثارت مخاوف لدى اليمنيين والحقوقيين من إخفاق أممي قد يحدث في عدم استمرارية الهدنة وفتح المعابر المغلقة منذ سنوات  وسط البلاد، ونشوب الحرب مجددا وسط مساعي إقليمية ودولية وأممية لمحاولة التهدئة والشروع بحل سياسي بين كافة الأطراف اليمنية، حوار حول المشهد السياسي وزوايا الأطراف المتنازعة في اليمن أجرته "الأيام" مع عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقال الجنوبي، نائب الامين العام، أ. فضل الجعدي.

س - بعد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، توجهت انظار الناس حول تطبيق المخرجات، لكن تطلع الداخل اليمني تفاجأ بتوقف العمل السياسي، واندلاع الحرب ؟ لماذا توقفت العملية السياسية في اليمن واندلعت الحرب ؟
ج - الانقلاب الحوثي هو السبب الرئيسي لتوقف العملية السياسية واندلاع الحرب.

س - هل كانت هناك ترتيبات واستعدادات عسكرية داخلية وخارجية لإدارة حرب في اليمن؟
ج - الخطوات والتصعيد وافتعال الأزمات التي مارسها الحوثي أثناء وبعد انتهاء مؤتمر الحوار كانت مؤشرات على استعدادهم لإعلان الحرب كأداة داخلية ومن ورائهم إيران كداعم خارجي.

قرار الستة الأقاليم هو استجابة لشروط قوى تحالف حرب 94 الظالمة

س - هل كان قرار إعلان الستة الأقاليم، من ضمن الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب في اليمن؟
ج - قرار الستة الأقاليم لم يتم التوافق عليه من المكونات التي شاركت بمؤتمر الحوار وكان قرارا متعجلا وسياسيا ومستجيبا لشروط القوى التي كانت تتمتع بالقوة ( تحالف حرب 94 الظالمة )  وكانت تلك القوى تهدف بقرار الستة الأقاليم إلى تمزيق الجنوب إلى إقليمين لمنعه من تحقيق تطلعاته وتقرير مصيره كما قسمت الشمال إلى أربعة أقاليم لم يراع فيها الخصائص الجغرافية والاقتصادية والثقافية ولذلك وجد الحوثي ومن وراءه إيران الذريعة المناسبة لإشعال فتيل الصراع، وأستطيع أن أقول أن القرار كان مسرعا لخطوات الانقلاب لأن تحضيرات تفجير الوضع كانت تمضي على قدم وساق.

س - بعد صدور القرار  ٢١٤٠ من مجلس الأمن  الدولي حول اليمن هل تلمست عناية حثيثة من مجلس الأمن الدولي في تطبيق بنود القرار وخاصة في الجزء المعني بالعقوبات أمام المعرقلين لسير مرحلة الانتقال الديمقراطي في اليمن؟
ج - قرار مجلس الأمن 2140 جاء بعد استكمال أعمال مؤتمر الحوار وصدور وثيقته النهائية، وقد ركز القرار على مسألتين :
الأولى: التأكيد على ضرورة إنجاز عملية الانتقال السياسي وفقا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار، والمسألة الثانية: انتقال مجلس الأمن إلى مرحلة جديدة، أكثر تشددًا وحسمًا في تعامله مع الأوضاع الخطيرة في اليمن، وعدم التسامح مع الجهات والأشخاص والكيانات التي تعيق عملية الانتقال السياسي والبدء في فرض جزاءات دولية في مواجهة الأفراد أو الكيانات الذين يشاركون في أعمال تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في اليمن، أو يقدمون الدعم لتلك الأعمال، فهل تلتمس أنت كمتابع بعد ثمان سنوات حرب أن هناك ثمة ما تحقق من القرار 2140 ؟، بالنسبة لنا نرى أن المرجعيات التي تحدث عنها القرار لم تعد مواكبة للواقع على الأرض.

س - تشكلت لجنة أممية معنية بمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني للعام 2013، إلى أين انتهى دورها؟
ج - في اعتقادي أن الحرب أنهت دور اللجنة الأممية.

س - بنظركم، لو بدأنا نحلل جذور  وأسباب توقف العمل السياسي، وبدأنا نحلل ساعة الصفر لاندلاع الحرب، ماهي الأسباب الأقدم، وماهي الأسباب التي توالت مع مجريات الأحداث من القوى السياسية التي وضعت نفسها في مواجهة أمام الشرعية اليمنية؟
ج - في ظل الحرب والبارود تحدث إفرازات عديدة من ضمنها انحسار العمل السياسي، ولقد كان من ضمن تداعيات حرب 94 الظالمة التي اجتاحت الجنوب التضييق على ممارسة العمل السياسي وانحراف بوصلة النظام إلى التضييق والقمع والاستبداد والإقصاء والاتجاه إلى توريث الحكم وهو ما أحدث احتقانات وغبن كان أول تعبيراتها ثورة الحراك السلمي الجنوبي وما تلاها من أحداث، وصولا إلى الانقلاب الحوثي وتدخل التحالف العربي لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، ومن المهم الإشارة إلى الدور الذي لعبه الجنوب في تحقيق الانتصارات وكان له شرف السبق في عملية التحرير وهزيمة وكسر قوات وألوية الحوثي وعلى عكس بعض القوى التي استنزفت دعم دول التحالف العربي ولم تحقق أي تقدم بل ومنيت بهزائم تترا، وخاضت معارك جانبية استهدفت الجنوب والمناطق المحررة عوضا عن مواجهة الحوثي.

س - يتجه الصراع في اليمن إلى رسم خارطة للصراع وبمقاطعات عسكرية، تارةً تكون واضحة أركانها، وتارةً تنكمش أركانها، هل من الممكن أن ترى التقسيم الأكثر وضوحا لمواقع قوى الصراع على الأرض؟
ج - أعتقد أن خارطة الصراع واضحة ولا تحتاج إلى ذكاء لمعرفتها.

"حول اتجاهات السلام في اليمن"

 الأدوار المفقودة في مجال تحقيق السلام في اليمن
لعبت الوساطات الأممية دورا بارزا لتحقيق التقارب بين أطراف الصراع
س - هل ترى أن هناك  أدواراً مفقودة سواء من قبل مكتب المبعوث الأممي لليمن، أو أطراف الصراع، أو ربما يؤجل تناولها؟
ج - ما أستطيع أن أقوله في هذا الصدد هو أننا ندعم جهود المبعوث الأممي لإحلال السلام الشامل.

س - تواجه الهدنة الأممية القائمة في اليمن تحديات عدة تهدد فرص تمديدها للمرة الثالثة، برأيكم ما الذي تفتقدها الهدنة لتتوسع؟
ج - موقفنا في المجلس الانتقالي بشأن تمديد الهدنة ينطلق من موقفنا الساعي للسلام والداعم للجهود التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن والمجتمع الدولي لإحلال السلام وأن أي حديث عن تمديد الهدنة يرتبط بشكل أساسي بمدى توفير الهدنة لمقومات السلام في الجنوب ومشاركة المجلس الانتقالي في مفاوضات تحقيقها، وبمدى التزام مليشيا الحوثي بمقتضيات الهدنة واحترام تعهداتها.

س - كيف تقيم أدوار النساء اليمنيات، والشباب في بناء السلام، وأهمية مشاركتهم في مفاوضات السلام اليمنية؟
ج - النساء والشباب عنصر فاعل في اي عملية سياسية ولا بد أن يكون لهم حضور وتمثيل في صناعة عملية السلام .

س - ماهي خطة السلام الأنسب لليمن، من وجهة نظرك ؟
ج - مقومات السلام الدائم في اليمن مرهونة بشكل أساسي بحل القضية الجنوبية العادلة بما يرتضيه الشعب في الجنوب وان اي قفز على خيارات الجنوبيين لن يولد سوى حروب مؤجلة ولن يكون هناك سلام دائم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى