الروسية إيرينا: أريد العيش والموت في مدينتي المحروسة حوطة لحج

> الحوطة "الأيام" هشام عطيري:

> كشفت مأساة الروسية ايرينا فكتوريا حقيقة التلاحم المجتمعي في التعاون والتآزر لمساعدة الآخرين مهما كانت جنسياتهم أو دياناتهم من خلال سرعة الإنقاذ وتوفير المأوى لها بعد انهيار المنزل الذي كانت تسكن فيه منذ سنوات طويلة، حيث قدم لها مجانا من قبل اسرة البغدادي التي تعد من الأسر العريقة في لحج.

السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة والمجلس الانتقالي بمديرية الحوطة والعديد من الشخصيات المجتمعية في المدينة كانوا من المبادرين في إنهاء معاناة ايرينا فكتوريا ذات الأصول الروسية.

الروسية ايرينا درست الطب ولم تمارسه بحسب بعض المصادر وهي تعيش في مدينة الحوطة منذ 38 عام تزوجت من أحد الشخصيات التربوية البارزة وقد تعرضت لمأساة وفاة أولادها الاثنين في حادث مروري مروع في التسعينيات لتشكل لها مأساة حقيقية وصدمة مازالت متأثرة بها حتى اليوم.

​مأساتها عبرت عن التلاحم المجتمعي اللحجي
​مأساتها عبرت عن التلاحم المجتمعي اللحجي

تعيش ايرينا وحيدة مع الحيوانات وتتنقل من منزل إلى منزل حتى استقر بها المقام طوال 11 عام في منزل البغدادي بحارة الجفارية حتى انهيار هذا المنزل العتيق فهي حسب قولها لا تستطيع ترك مدينة الحوطة أو العودة إلى موطنها روسيا تريد أن تعيش في الحوطة حتى وفاتها إلى جانب أولادها وزوجها المتوفون، لقيت كل الحب والتعاون مع الأهالي منذ وصولها حتى اليوم، تعيش وحيدة مع الحيوانات التي تهتم بهم بشكل كبير بمصدر دخل محدود يقدر ب 25 ألف ريال هي جزء من راتب زوجها المتوفي لا تكفي لمعيشتها.

يقول محمد عبده محمد ناصر إن ايرينا فكتوريا تعتبر حاليا جزءً من المجتمع اللحجي وفور وصول معلومات انهيار منزلها تقدمت إحدى الأسر العريقة من آل العلم بمنحها منزل شعبي متواضع للسكن فيه مدى حياتها بدلا عن المنزل المنهار مشيرا إلى تحركات قيادة المجلس الانتقالي بمديرية الحوطة برئاسة فارض البان والسلطة المحلية بقيادة سامي الجبلي بعد وصول المعلومات عن انهيار المنزل، الكل تحرك لتقديم المساعدة لها لإنهاء معاناتها.


يؤكد عاقل حارة الجفارية أن ما حدث للروسية ايرينا فكتوريا كشف أن أبناء الحارة والمدينة لُحمة واحدة في هذه الظروف الكل يريد أن يساعد ويقدم خدماته للروسية اليمنية فكتوريا التي عانت مأساة عديدة في وفاة ولديها وزوجها وانهيار منزلها وفقدان كل شيء كان يحوي هذا المنزل المنهار من أدوات ومعدات مختلفة مشيرا إلى أن المجتمع اللحجي يحتضن العشرات من النساء المسلمات ذات الأصول الروسية متزوجات بمواطنين من أبناء لحج شكلوا أسرًا نموذجية في هذا المجتمع.

تحرك إيجابي قام به رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية الحوطة فارض البان عقب الحادثة حيث تابع بشكل ميداني حالة الروسية وتواصل مع العديد من الجهات لتوفير كافة الإمكانيات لإنهاء إشكالية المنزل المنهار وخطره على المارة في ما تبقى من بقايا المنزل وإنهاء معاناة الروسية ايرينا.

يقول محمد محي الدين السكرتير الإعلامي لمحافظ لحج إنه تجاوبا مع ما تم نشرة حول المرأة الروسية في لحج، وبناءً على ذلك تكفلت السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ اللواء الركن أحمد عبدالله تركي بترميم منزلها بالكامل ووجّه مكتب الأشغال بسرعة البدء في تنفيذ التوجيهات والنزول إلى المنزل ورفع تقرير عن الاحتياجات الهندسية للمنزل والتكلفة الإجمالية لاعتمادها والشروع بالعمل شاكرا الجهود الإعلامية الصادقة التي توضح الحقيقة وتعمل من المنطلق المهني ورفع الصورة والحدث ليتسنى للسطلة المحلية القيام بواجبها الوطني والأخلاقي.

يشير سامي الجبلي مدير عام مديرية الحوطة أنه بناءً على توجيهات المحافظ تم البدء أمس الأول الخميس بإعادة التأهيل للمنزل الذي مُنح لها من قبل أسرة العلم التي تعد من الأسر العريقة بلحج من خلال الترميم والإصلاح لهذا المنزل الشعبي القديم على حساب السلطة المحلية  التكلفة الكاملة لإعادة التأهيل وتوفير كافة المتطلبات.

السلطة المحلية والانتقالي يتكفلان بتأهيل المنزل المنهار
السلطة المحلية والانتقالي يتكفلان بتأهيل المنزل المنهار

مدير عام المديرية الجبلي عبر عن شكره للمحافظ تركي ومالك المنزل الذي رفض استلام الإيجار لمنزله وأن تسكن فيه مدى الحياه ونسأل الله أن يكون هذا العمل في ميزان حسناتهم ولكل من ساهم في هذا العمل من عقّال ولجان ومواطنين.
حوطة لحج كشفت معدنها الأصيل في مدى التلاحم المجتمعي لإنها مأساة الروسية إيرينا التي لا تريد العودة إلى موطنها بل تريد العيش والموت في مدينتها المحروسة حوطة لحج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى