​"دلال الأهدل" كيف صنعت نجاحها من الحلوى؟

> فاطمة العنسي

>
تمكّنت الشابة العشرينية، دلال الأهدل، من طاولة مطبخها في منزلها، وسط مدينة تعز (جنوب غربي) اليمن، بعد محاولات عديدة وتجريب عدة حشوات من صنع قوالب الكيك والحلويات بحرفية وإتقانٍ عالٍ.


اعتمدت الأهدل على نفسها، لا سيما عقب تدهور الوضع الاقتصادي -خاصة للنساء- بعد أن افتتحت مشروعها الخاص، الذي أطلقت عليه اسم (سيلفي).

تقول الأهدل لـ"خيوط": "صنع الحلويات من المنزل جاء بمحض المصادفة، بعد أن عرضت على إحدى المطاعم سنة 2018، العملَ معهم في صنع حلوى الـ(كاب كيك) من المنزل، تذوقوا نموذجًا من الكيك التي صنعتها، بعدها بدأت العمل معهم بشكل رسمي".


أول النجاح

استحسن الناس الـ(كاب كيك) المصنوع بحشوات مختلفة، خصوصًا نكهة "آيس كريم الشوكولاتة" الذي فرض حضوره في السوق بشكل كبير، عقب زيادة الطلب على الـ (كاب كيك)، توجّهت الأهدل إلى صنع الكيك بكل أنواعه، بالإضافة إلى المعمول والكعك والبسبوسة، وغيرها من الحلويات.


دلال الأهدل، حاصلة على بكالوريوس لغة إنجليزية، إلّا أنّ شهادتها الجامعية لم تُلَبِّ رغباتها وتحقّق لها النجاح الذي تنشده، علاوة على ذلك، فأنّ المردود المادي الذي كانت تحصل عليه ضئيلًا للغاية، لذا لجأت إلى تنمية مهاراتها عن طريق التدريب مع بعض محلات الحلوى لتعلُّم (ضرب الكيك) إضافة لدروس اليوتيوب، هذا كله أكسبها مزيدًا من التألق والخبرة في مجال صناعة الكيك، بحيث خلقت لها اسمًا وقطاعًا واسعًا من الزبائن الذين يجدون حلوياتها ذات طعم مميز وتصاميم فريدة.

تتابع حديثها: "مدة الثلاث السنوات التي عملت بها بشهادتي الجامعية، عملت على شراء الأدوات المنزلية والكهربائية للبدء بمشروعي (سيلفي) للحلويات من المنزل، توقّفت عن العمل براتب، وتعاملت مع المطاعم والمحلات التي تديرها النساء بشكل خاص".


تتميز حلويات (سيلفي) بالاهتمام بمظهرها وتصميمها الفريد ومذاقها المتميز، والحشوات المختلفة للكيك، مثل حشوة "التوفي، النوتيلّا، الماكس، الأوريو، اللوتس، السنكرز، التوت والفواكه المشكلة"، بالإضافة إلى وجود حلويات عادة ما يندر وجودها في السوق، مثل: كرات الآيس كريم، والقلوب المضلعة.

"إنّ سر مذاق حلويات (سيلفي) هي الطريقة المختلفة لضرب الكيك والنكهات"، تصف الأهدل مميزات حلوياتها.


وتضيف: "مؤمنة جدا بأنّ النجاح والتميز يأتي بلمسة الشخص نفسه، وبإيمانه بقيمة ما يقوم به، بعيدًا عن تقليد طريقة أي شخص آخر، ولأنّ لمستي ونكهات حلوياتي مميزة، ولا تتبع أي طريقة، وإنما اجتهاد شخصي، أجدها كما يقول زبائني، ذات مذاق مختلف، بالإضافة إلى أنّي أطبّق تصميم الـ(جاتوه) كما هو مطلوب مني في حال وجدت صورة أو تصميمًا معينًا".

صعوبة الوصول

وعن الصعوبات التي واجهتها، تقول الأهدل: "واجهت صعوبات مختلفة بداية عملي، تمثّلت في صعوبة الوصول إلى عدد كبير من الزبائن، فعلاقاتي محدودة جدا، أضف أنّ عملي من المنزل جعل الكثير من الناس يترددون في التعامل معي، خصوصًا التعامل الأول، جاءت مناسبة عيد الأم لتكون هي منصتي الأولى للانطلاق إلى قطاع واسع من الزبائن، كان ذلك سنة 2019، حيث عرضت (جاتوهات) للبيع بأسعار مخفضة وبحشوات مختلفة، وبمساعدة بعض أقربائي باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، تمكّنت من الوصول إلى قطاع مناسب للزبائن، وتلقي الطلبات أكثر فأكثر، إلى أن أصبح مشروع (سيلفي) يتلقى الطلبات يوميًّا".


طموح لا يتوقف

طموح دلال، لا يتوقف عند استمرار الطلب على حلوياتها، بل تطمح إلى إنشاء سلسلة محال للحلويات داخل اليمن وخارجها، بالإضافة إلى إدخال كيك (الفلين) إلى مدينة تعز، والعمل عليه في الأعراس والحفلات، إلى جانب التخصص في مجال فنون إعداد الحلويات، وكذلك دراسة عدة لغات.


"لا شيء صعب أو مستحيل، بالإصرار والصبر يستطيع المرء عمل أي شيء، حتى إن بدا له ذلك غير ممكن في البداية، أهم مفتاح للنجاح هو إغلاق الآذان عن المحبطين المثبطين أو المجتمع السلبي والفاشل الذي يرى حلمك بلا أهمية، وأحثّ النساء على أن يكنّ منتجات وغير مستهلكات"، تنهي دلال الأهدل حديثها لـ"خيوط".

"خيوط"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى