​نقابة الغاز تغرق تعز بالأسطوانات التالفة و200 مليون رسوم صيانة تقاسمها مسؤولون

> موسى المليكي

> عاشت أسرة المواطن عبدالله محمد يوما مأساويا أثناء انفجار أسطوانة غاز داخل مطبخ المنزل في شهر رمضان الماضي  ،ويطالب اليوم بعد مضي أشهر من الكارثة بتعويضات من شركة الغاز.
يقول عبدالله في حديثه لـ"لأيام" استلمت أسطوانة غاز منزلي تالفة من وكيل الشركة اليمنية  للغاز في الحي عبر عاقل الحارة، وبعد الانتهاء من صلاة المغرب ذهبت أختي الصغيرة وزوجتي لتسخين وجبة العشاء للصائمين وبمجرد إشعال  الولاعة وقع الانفجار المرعب الذي كان صوته أشبه بصاروخ نزل على منزلنا".
يعمل عبدالله عاملا بالأجر اليومي  ومنذ أشهر وهو يتوجه من مستشفى لآخر لعلاج زوجته وشقيقته من آثار الحروق التي خلفها انفجار أسطوانة الغاز.

من قوة ضغط الانفجار رمى بجسديهما (زوجته وشقيقته) إلى مسافة بعيدة عن باب المطبخ وتسبب بحروقٍ لكلتيهما تتعالجان منها حتى اليوم".
وطالب عبدالله بمحاكمة ومعاقبة مسؤولي شركة الغاز المتهاونين بأرواح الناس، كما طالب  السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ نبيل شمسان بمحاسبتهم وإنزال أشد العقوبات بحق المسؤولين وتعويض كل مواطن تضرر بسبب إهمالهم واستخفافهم بأرواح المواطنين، متسائلا أليس ذلك من حقنا؟".

شاحنة تهريب اسطوانات غاز انقلبت بالطريق
شاحنة تهريب اسطوانات غاز انقلبت بالطريق
شكاوى

قبل أشهر تقدم أهالي حي الضبوعة بشكاوي إلى مكتب شركة الغاز بتعز ومدير المكتب بلال القميري بقيام وكيل الحي بتوزيع مئات الأسطوانات التالفة من مخلفات المخزون الاستراتيجي الخاص بالمحافظة والتي انفجر كثير منها مع اندلاع الحرب في العام 2015م .
أظهرت صور الأسطوانات التي رصدها سكان الحي وجود لحام على الاسطوانات وآثار حريق و استبدال صماماتها  بطريقة عشوائية.

يقول أهالي حي الضبوعة لم  يستمع لنا المسؤولين في مكتب الشركة وحتى  وكيل الشركة  كان يقول لنا : "الموظفين حق الشركة  اشتريهم بفلوسي "


نقابة لتوريد الأسطوانات التالفة

في العام 2019 أعدت الشركة اليمنية للغاز بصافر الية لإصلاح الاختلالات التموينية في محافظة تعز، بموجبها تم استحداث نقاط التوزيع في عموم مديريات المحافظة.
يقول  مسؤولون إن الخطة  نجحت في  المدينة لكن تم إعاقتها في الريف من قبل لوبي فساد كبير في السلطة المحلية وملاك محطات الغاز نقابة مالكي وكالات الغاز.

 وبحسب مصادر "الأيام" فان عشرات الشاحنات تتوجه من مدينة تعز وأريافها عبر الطرقات الفرعية إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
يقول الأمين العام لجمعية وكلاء وموزعي الغاز  محمد الأزرق إن الأسباب الرئيسة لتزايد أسطوانات الغاز التالفة في مدينة تعز هو غياب الصيانة التي توقفت منذ سنوات ويضيف : هناك كميات كبيرة  يتم تصديرها من مناطق الحوثيين إلى تعز عبر صفقات يديرها وكلاء معروفون بإشراف مكتب الشركة بتعز.

يقوم وكلاء غاز في مدينة وأرياف تعز بالذهاب إلى محطات التعبئة ومن ثم يقومون بتحميل أسطوانات المواطنين إلى  الحوبان  لبيعها بالعملة القديمة  تباع مثلا بمبلغ  10 آلاف ريال عملة قديمة  بما يساوي 20 آلف ريال، لكن الصفقة تشمل استبدال الأسطوانات حيث يعود الوكلاء المهربين بأسطوانات تالفة من مناطق الحوثي.

سطوانات تالفة من مخلفات الحرب سلمت لمواطنين في تعز وعليها لحام
سطوانات تالفة من مخلفات الحرب سلمت لمواطنين في تعز وعليها لحام

تقديرات

قدرت تقارير رسمية  وجود قرابة  100 ألف أسطوانة غاز تالفة  في مناطق الحوثيين وثمة خللا في الصيانة على الرغم من دفع المستهلكين 200 ريال رسوم صيانة في كل عملية تعبئة.  
في شهر يوليو من العام الماضي 2022م تناقل ناشطون ووسائل الإعلام صورا لشاحنة تحمل أسطوانات غاز انقلبت في الطريق الوعر الرابط بين الحوبان والمدينة  بينت محاضر الشرطة أن الشاحنة  تتبع رئيس ما يعرف بنقابة مالكي وكالات الغاز في محافظة  تعز ابراهيم الجناد، الذي يملك أيضا إلى جانب عمله كوكيل غاز عدد كبير من طرمبات بيع الغاز بالسوق السوداء.

تتدفق بصورة يومية آلاف الأسطوانات التالفة من مناطق الحوثيين إلى المدينة عبر وكلاء الشركة اليمنية  للغاز الذين يعملون تحت إطار نقابي و بإشراف مباشر من المكتب.
يقول  عبدالله "تواصلنا مع  مكتب شركة الغاز بتعز، وهي الجهة الحكومية المسؤولة عن توفير وتوزيع الأسطوانات،  حيث أقرت الأخيرة بوجود عددٍ كبيرٍ من الأسطوانات التي تحتاج لصيانة، وأرجعت ذلك إلى توقف الصيانة منذ سنوات طويلة.
 المسؤولون في مكتب شركة الغاز أبلغوا عبد الله أن لمكتب الشركة في تعز دوره الإشرافي، ويتولى الرقابة والمتابعة والتحقق من المسافات القانونية الفاصلة بين الوكلاء والموزعين حتى لا يحدث تداخل لا توجد لديه موارد أو إمكانيات مالية لتفعيل أعمال الصيانة.


200  مليون يتقاسمها لوبي الفساد

مطلع العام الجاري أبرمت نقابة مالكي وكالات الغاز عقودا مع ملاك المحطات لتوريد مبلغ 20 ريال رسوم تأمين عن كل اسطوانة  بتوجيهات مزورة من محافظ تعز نبيل شمسان.

ويقول لـ "الأيام" مصدر إداري أن 4 محطات بدأت منذ مطلع يناير توريد مبلغ 20 ريال للكيان النقابي لصيانة الأسطوانات وأن المبالغ التي تم توريدها منذ يناير من محطات النور والسمسرة  والخيامي والشمايتين و الحسام بلغت قرابة  200 مليون ريال  لم يتم تخصيص ريال واحد منها لصيانة الأسطوانات وجرى تقاسمها من قبل قيادة الكيان النقابي و مسؤولون في مكتب المحافظ و لجنة المخزون بالمحافظة.

من جانبهم قال مواطنون"التقيتهم اليوم" بأنه و في ظل الوضع الراهن وأزمات الغاز في تعز  يلجأ كثير من الناس إلى تخزين وحفظ أسطوانات الغاز وهذا عبارة عن قنبلة موقوتة في كل بيت ويعرض الكثير لحدوث حوادث لا تحمد عقباها".
وأضافوا: "أن انتشار اسطوانات الغاز تفتقر لمواصفات ومعايير السلامة يمثل كارثة أخرى "يقع فيها الكثيرون" نظراً للحاجة وعدم توفر الغاز ولعدم وجود بديل عنها".

ويرون: "أن مجمل حوادث الانفجارات في الآونة الأخيرة توجب" على الجهات المعنية النزول وتحذير المواطنين ومنع توريدها وعدم استخدام الاسطوانات التالفة"، كما شددوا  في السياق نفسه على أهمية وجود حملات توعوية عبر وسائل الإعلام بالإجراءات الوقائية وتدابير السلامة وكيفية التعامل مع الحوادث للحد منها.
الجدير بالذكر أن المصابين بحروق الانفجارات المنزلية بسبب أسطوانات الغاز على رأس رواد مراكز معالجة الحروق في مستشفيات تعز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى