الثروات الجنوبية

> موضوع الثروات الجنوبية، وبالذات النفط أصبح موضوعا شائكا، بل مثيرا للتناقض والغرابة من تعاطي القوى الشمالية المنضوية تحت لواء التحالف العربي باسم الشرعية فيما بينها البين، وبينها وبين القوى الجنوبية ومنها المجلس الانتقالي الجنوبي بالذات.

فبالوقت الذي ظلت فيه القوى الشمالية ومنها حزب الإصلاح تقول إن التحالف العربي ينهب الثروات اليمنية عبر ناقلات النفط الغربية وتورد إلى حساب مجهول بالبنك الأهلي السعودي، وتطالبه بوقف هذا النهب، نرى هذه القوى وبالذات منها حزب الإصلاح يندد بالهجمات التي شنها اليوم الحوثيون على ميناء ضبة شرق المكلا ويعتبرها عدوانا يقوض عملية التنمية اليمنية، في موقف متناقض ومثير للغرابة من هذا الحزب.

وكذا نرى المجلس الانتقالي الذي يجاهد لانتزاع ثروات حضرموت من تحت حزب الإصلاح في منطقة الوادي ويسعى لإخراج المنطقة العسكرية الأولى المهيمنة على منابع النفط من تلك المنطقة الثرية، نراه في الوقت نفسه يؤيد تصدير النفط باسم الشرعية ويستهجن أي عملية تعيق تصدير النفط الجنوبي الذي يؤكد المجلس أنها ثروة جنوبية منهوبة.

الهجمات الحوثية اليوم وإن كانت مرفوضة، إلا أن هذا الحدث يجب أن تحوله القوى المؤتلفة باسم الشرعية والمجلس الرئاسي إلى فرصة حقيقة لمكاشفة صريحة بشأن مصير هذه الثروات منذ عام 2015م حتى اليوم، بل من قبل ذلك والاتفاق على طُرق حمايها ووصولها إلى مستحقيها من أصحاب الأرض.

فمرحلة التربيت على الأكتاف والطبطبة على الرؤوس قد ذهب زمانها وغربت شمسها، فلا يمكن الصمت إلى ما لا نهاية بذرائع ساذجة ومبررات سخيفة عن نهب الثروات، أو القبول بأن يكون أصحاب الأرض، وبالذات المحافظات الثرية مجرد إيتام على موائد اللئام واللصوص والحرمية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى