​ضربات إيرانية جديدة للمعارضة الكردية في العراق.. وواشنطن تندد

> أربيل«الأيام»أ ف ب :

> شنت إيران ليل الأحد ضربات جديدة استهدفت مجموعات من المعارضة الكردية الإيرانية المتمركزة في إقليم كردستان شمالي العراق، فيما دعت حكومة إقليم كردستان، الاثنين، بغداد والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إلى اتخاذ موقف "واضح وصريح" تجاه "الاعتداءات الإيرانية".

ودانت القيادة العسكريّة الأميركيّة للشرق الأوسط (سينتكوم) الهجمات، محذرة من أنها "تُقوّض أمن العراق والشرق الأوسط واستقرارهما".

ونقلت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية الإيرانية، عن الحرس الثوري الإيراني، قوله إنه استهدف بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة مقرات لمن وصفهم بـ"الانفصاليين" في إقليم كردستان العراق.

من جانبه، أفاد عضو بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض، بسقوط مقاتل على الأقل في الضربات الإيرانية الأخيرة.

وأضاف في تصريح لـ"فرانس برس"، إن عنصراً من البشمركة يُدعى بهزاد سقط في قصف إيراني بمنطقة كويسنجق" المعروفة أيضاً باسم كويا في ساعة متأخرة الأحد.

تأتي الهجمات بعد أقلّ من أسبوع على ضربات مماثلة استهدفت هذه الفصائل التي تتهمها طهران بإثارة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ شهرين.  

وقالت أجهزة مكافحة الإرهاب في كردستان العراق إنّ "الحرس الثوري (الإيراني) استهدف مجدّداً أحزاباً كرديّة إيرانيّة"، من دون أن تُعطي أيّ حصيلة للخسائر البشريّة جرّاء هذه الضربات التي شُنّت عند نحو منتصف الليل.

وفي 14 نوفمبر، خلّف قصف صاروخي وضربات شنّتها إيران بطائرات بلا طيّار ضد جماعات المعارضة الكرديّة الإيرانيّة ضحية و8 جرحى في كردستان العراق. ووقعت ضربات مماثلة في 28 سبتمبر الماضي.

وأكّد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وتنظيم "كومله" القومي الكردي الإيراني أنّ الضربات استهدفت منشآتهما في هذه المنطقة بشمال العراق.

وأفادت وكالة الأنباء العراقيّة الرسميّة قبل فجر الاثنين بـ"تعرّض مقارّ 3 أحزاب إيرانيّة مُعارضة داخل إقليم كردستان لقصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانيّة".

"هجمات عشوائية"  

وأكّد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني على تويتر، الاثنين، أنّه استُهدِف في موقعَين قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان بـ"قصف صاروخي وطائرات انتحارية بلا طيار".

وقال أقدم حزب كردي في إيران تأسس في 1945 إنّ "هذه الهجمات العشوائيّة تأتي في وقت يعجز النظام الإيراني الإرهابي عن وقف التظاهرات الجارية في كردستان". ونشر على حسابه في تويتر مقاطع فيديو تُظهر كرات نار تتصاعد في السماء ليلاً.

وتتّهم الحكومة الإيرانيّة هذه الجماعات المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ 16 سبتمبر، إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد توقيفها بأيدي "شرطة الأخلاق".

وكان عدد من كبار المسؤولين الإيرانيّين قد وجّهوا تحذيرات في هذا الشأن إلى السلطات في بغداد وأربيل، مطالبين إيّاها بتحييد هذه الجماعات المعارضة.

وكانت هذه الفصائل الكرديّة الإيرانيّة تمركزت في العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتصفها طهران بأنّها "إرهابيّة"، وتتّهمها بشنّ هجمات على الأراضي الإيرانيّة.

لكنّ هذه المجموعات التي قادت تمرّداً مسلّحاً لفترة طويلة، يقول خبراء إنّها أوقفت تقريباً أنشطتها العسكريّة.

وأكّدت تنظيم "كومله" على تويتر أنّه كان هدفاً للضربات، لكنّه أكّد عدم تسجيل خسائر في صفوفه.

"انتهاك صارخ"  

وأصدرت حكومة إقليم كردستان، الاثنين، بياناً صحافياً أدانت فيه "بأشد العبارات" الهجوم الذي نفذته إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة في الإقليم.

وأضاف البيان أن "الانتهاكات الإيرانية المتكررة التي تمس سيادة العراق وإقليم كردستان العراق غير مبررة، وتشكل انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار".

ودعا البيان، إيران إلى "وقف هذه الحملة ضد إقليم كردستان"، مشدداً على أن "الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق".

وتابع: "تدعو حكومة إقليم كوردستان أصدقاءها وشركائها في بغداد والأمم المتحدة والمجتمع الدولي عامة، إلى اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه الاعتداءات الإيرانية المستمرة".

تنديد أميركي

ودانت القيادة العسكريّة الأميركيّة للشرق الأوسط (سينتكوم) في بيان "الضربات الإيرانيّة عبر الحدود" التي نُفِّذت بـ"صواريخ وطائرات مُسيّرة" قرب أربيل.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل إريك كوريلا إنّ "هجمات عشوائيّة وغير قانونيّة كهذه تُعرّض المدنيّين للخطر وتنتهك السيادة العراقيّة وتُقوّض أمن العراق والشرق الأوسط واستقرارهما".

وسبق للحرس الثوري الإيراني أن أعلن أنّه سيُواصل شنّ هجمات ضدّ الفصائل المعارضة الموجودة في إقليم كردستان.

وكانت أنقرة أعلنت صباح، الأحد، أنّها شنّت عمليّة عسكريّة جوّية ضدّ المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق، أسفرت عن سقوط نحو 30 شخصاً، بعد أسبوع على اعتداءٍ دامٍ في اسطنبول اتّهمت كلاً من حزب العمّال الكردستاني، والقوّات الكرديّة في سوريا بالوقوف خلفه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى