خذلان التحالف لآل حميقان أوصل قوات صنعاء إلى مشارف يافع

> يافع/عدن «الأيام» خاص:

> خارطة عسكرية لمحور جبهات القتال بين البيضاء ويافع
قيادات قبلية: إهمال التحالف والحكومة والانتقالي لجبهات يافع يعرضها لخطر الحوثي

> كشف خبراء عسكريون، في استطلاع معمق قامت به "الأيام"، عن الطريق الذي سلكه الحوثيون للتسلل إلى بوابة يافع عبر البيضاء وكيف تمكنت الجماعة المسنودة من إيران من اختراق أقوى تحصينات بشرية ومقاومة شرسة على مستوى اليمن والمتمثلة بمقاومة آل حميقان التي عرف عنها المقاومة والتصدي للمليشيات بكل ترسانتها العسكرية طول سبع سنوات.

وأرجع الخبراء، في أحاديثهم لـ "الأيام" السبب في ذلك إلى الاخطاء الاستراتيجية والعسكرية التي رافقت عملية تحرير مديرية الزاهر في يوليو 2021م إلى جانب مسببات وعوامل أخرى مثل إطلاق الشائعات الخرافية الممنهجة من قبل جماعة صنعاء التي تم تسريبها إلى السكان تدريجيا خلال فترة زمنية طويلة.

وقالوا لـ "الأيام"، إن وصول الحوثيين إلى مشارف يافع جاء عن طريق شراء بعض ضعفاء النفوس بالإضافة إلى خذلان مقاومة آل حميقان من قبل التحالف العربي وحكومة الشرعية وجيشها والانتقالي الجنوبي.

وأكدوا أن الاعتماد على شخصيات خارجية لإدارة المعركة من كل النواحي وخاصة السياسية والإعلامية أثناء عملية تحرير مديرية الزاهر، دون أن يكون لهذه الشخصيات تواجد أو تأثير أو معرفة كاملة بما يدور على الأرض، واحد من أبرز أسباب الاختراق.

وأشارت المصادر في سياق سرد الأخطاء إلى خطأ الاعتماد على أشخاص محددين لإدارة المعركة على الأرض وليس لديهم الخبرة والكفاءة في إدارة المعركة.

وبعد السيطرة على مناطق آل حميقان من قبل مسلحي الحوثي في منتصف يوليو 2021م باشرت الجماعة بملاحقة بعض فصائل مقاومة آل حميقان في الشعاب والوديان القريبة من يافع، بل وصل بها الأمر إلى أن قامت بضرب أشخاص وجماعات في حدود يافع دون أي رد مركز من قبل القوات الجنوبية، وفقا لتحليلات المصادر.

وأضافت المصادر: "مليشيات الحوثي أطلقت الشائعات لتبرير ضرباتها وملاحقتها لمقاومة آل حميقان بالقول: إن المليشيات لا تريد مهاجمة يافع ولا قوات الجيش المتواجدة على الحدود وليس لها أي أطماع أخرى، ولكنها تريد ضرب عناصر القاعدة والدواعش بحسب زعمها، والحقيقة ليست القاعدة ولا داعش، بل هي مقاومة آل حميقان".

وقامت جماعة الحوثي بتفجير منازل تابعة لأفراد من المقاومة، وسط صمت مطبق من القبائل في مناطق آل حميقان وفي جبهة يافع، وقد أوجد هذا الإهمال نوعا من التذمر والاستياء لدى مقاومة آل حميقان الذين اتخذوا من الحدود مقرًا لهجماتهم ضد الحوثي، وبسبب ذلك اضطرتهم الظروف إلى تركها والنأي بأنفسهم في ملاذات أخرى بعيدا عن مناطق التماس.

وأكدت المصادر أن جماعة الحوثي بعدما تخلصت من خطر مقاومة آل حميقان بدأت بمهاجمة مواقع للقوات الجنوبية وقرى ومساكن المدنيين في الحد يافع وألحقت فيها الأضرار والخسائر.

وسرد خبراء وقادة عسكريون وقبليون لـ "الأيام" عددًا من الأسباب التي شجعت قوات صنعاء على التمترس والاعتداءات على حدود يافع.

وأشار الخبراء إلى أن تماهي وإهمال التحالف العربي ورفضه تحريك الجبهة أو ردع مليشيات الحوثي بضربات قوية تجبرها على الانسحاب من حدود يافع، هو السبب الرئيس إلى جانب إهمال حكومة الشرعية وقيادة الانتقالي الجنوبي في دعم هذه الجبهة الدعم الكافي وترتيب أوضاعها عسكريا وأمنيا بالإضافة إلى عدم ترتيب هذه الجبهة ترتيبا عسكريا وفقا للمهام والتخصصات خلاف تهميش أصحاب الخبرة والمعرفة بالشأن العسكري وطبيعة المعركة والمنطقة، وكذلك المحاصصة المناطقية والقروية والعاطفية في ترتيب القيادات الميدانية والمواقع وما إلى ذلك، وفقا للخبراء والقادة القبليين في المنطقة.

وأكد عسكريون في أحاديثهم لـ "الأيام" أن الاعتماد أو تعيين قيادات لبعض المواقع والقطاعات من شخصيات ليس لهم خبرة في الشأن العسكري، إن لم يكونوا غير مرحب بهم من المجتمع، عمق الفجوة الدفاعية أمام القوة التي يتمتع بها الحوثي.

وتابعوا: "ضعف الجانب التثقيفي التعبوي المعنوي للمجتمع والمقاتلين وإهمال الكثير من رجال المال والأعمال والشخصيات اليافعية لتقديم الدعم المباشر أسوة بما يقدمونه في جبهات أو أماكن أخرى جعل واحدة من أهم الجبهات في خطر".

وقال مشايخ قبليون إن سرايا العمالقة والمقاومة الجنوبية هي وحدة عسكرية مشتركة موحدة الهدف والعقيدة والقيادة بقيادة العقيد أبو مجاهد البارق أركان حرب اللواء الرابع عمالقة، كانت قد كثفت هجماتها بعد مقتل الشهيد هدار واستشهاد ثلاثة من أفراده.

وأكدت أن قوات العمالقة استهدفت عشرات الأطقم وقيادات ميدانية وضباط بارزين وقادة وحدات حوثية ليس في خطوط التماس مع مليشيات الحوثي فقط، بل في العمق الاستراتيجي لمليشيات الحوثي بضربات نوعية أرهقت المليشيات وأجبرتها على التراجع.

ومنذ نحو شهرين على الأقل تعيش معظم قوات الحوثي حالة من الرعب والهلع حتى أن بعض الأفراد باعوا أسلحتهم للمواطنين وهربوا إلى مناطقهم وقراهم بحسب تأكيدات من مناطق تواجد القوات بعد أن فوجئت مليشيات الحوثي بخيبة تدبير قيادتها الذين يجبروهم على التحرك إلى مناطق يواجهون فيها الموت المحقق دون غيره.

وكانت قد أكدت قوات العمالقة والقوات الجنوبية المرابطة في جبهات يافع على تحديث عملياتها القتالية بواسطة قوات مدربة تدريبا قتاليا عاليا، الأمر الذي دفع قوات صنعاء لشن عمليات القصف المدفعي العشوائي من مناطق بعيدة وتحريك الطيران المسير فوق القرى والمناطق المأهولة بالسكان وإلحاق أضرار وخسائر بالغة في مساكن المدنيين واستخدام بعض المرافق المدنية ومساكن المواطنين في مناطق آل حميقان جنوب البيضاء ثكنات عسكرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى