تحركات أمريكية وأممية لإجبار الحكومة على تقاسم الثروات مع الحوثيين

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> استئناف الهجمات بين صنعاء والرياض في حال أن أرادت طهران تحريك ملف المفاوضات
> مر شهران منذ انتهاء الهدنة في اليمن دون إحراز أي تقدم بخصوص تجديدها بسبب اشتراطات وضعتها جماعة الحوثي، حيث دخلت الأزمة اليمنية طور التجميد، فيما تستمر حالة اللا سلم واللا حرب.

وعلى الرغم من ذلك لم تتوقف الجهود الدبلوماسية الدولية عن محاولة تحقيق اختراق في جدار الأزمة، لكن يبدو أن ذلك لم يحقق أي تقدم، خلال الشهرين الماضيين، حيث تحاول المليشيا استغلال التوجه الدولي لإغلاق الأزمة اليمنية للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، حسب مراقبين.

ومع الزيارة التي يقوم بها المبعوث الأمريكي إلى منطقة الخليج، يتلخص المشهد في محاولات الأطراف الخارجية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، التوصل للحل السياسي، خصوصاً أن 8 سنوات من الحرب لم تسفر عن أي تحول في المشهد، فهل يتغير المشهد في اليمن مع هذه التحركات؟

في ظل الوضع القائم في اليمن، وتوقف أي عملية سلام تقودها الأمم المتحدة خلال الآونة الأخيرة، بدأ المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج زيارة لسلطنة عُمان والسعودية، بهدف دعم جهود السلام.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها ليندركينج بزيارة لمنطقة الخليج، ففي مطلع نوفمبر الجاري، قالت الخارجية الأمريكية إنه سيزور دولتي الإمارات والسعودية؛ "لدعم جهود تجديد وتوسيع الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن".

وعلى الرغم من أن الهدنة توقفت في 2 أكتوبر الماضي، فإن اليمن يمر بحالة هدوء حذر أحياناً، وتصعيد بين الحين والآخر، لكن مع السعودية لم تقم المليشيا بأي هجمات ضدها، واكتفت بإصدار تهديدات مباشرة لها بشن هجمات على منشآتها.

والأبرز فيما بعد الهدنة خوض جماعة الحوثي "حرباً نفطية" ضد الحكومة المعترف بها دولياً، لإجبارها على تقاسم إيرادات النفط الشحيحة.

وشنت الجماعة عدة هجمات بطائرات مسيرة على ميناءي الضبة النفطي في محافظة حضرموت، والقنا في محافظة شبوة، المطلين على خليج عدن وبحر العرب جنوبي البلاد، لمنع رسو السفن النفطية، سواء لتصدير النفط الخام أو لتفريغ شحنات مشتقات النفط.

يقول المحلل السياسي نجيب السماوي، إن الأزمة اليمنية مستمرة على الرغم من كل التحركات المكثفة للمبعوثين الأمريكي والأممي.

وأوضح لـ "الخليج أونلاين" أن أزمة اليمن تمر بمنعطفات مختلفة أبرزها تداخلات الملفات الدولية التي تؤثر بشكل كامل عليها، وفي مقدمتها أزمة أوكرانيا وأزمات النفط وصولاً إلى مونديال قطر.

وحول ما إن كانت الهجمات ستستأنف بعد انتهاء المونديال وسط تحركات مكثفة للمبعوثين، يقول السماوي: "لا أعتقد حدوث ذلك إلا في حال أن أرادت إيران أن تحرك ملف المفاوضات مع السعودية".

ويوضح: "بخصوص الحوثيين لديهم الآن ملف أكبر يتمثل بالموارد النفطية اليمنية؛ لأنهم لا يفكرون بتوسيع معركتهم مع السعودية خشية من تلقيهم ضربات كبيرة، لذلك يهاجمون باستمرار موانئ النفط في شبوة وحضرموت بهدف الضغط على الحكومة للاستجابة لمطالبهم".

ويؤكد أن التحركات الأمريكية والأممية "تأتي وسط محاولات لإجبار الحكومة على التنازل في بعض النقاط لصالح الحوثي، بما فيها تقاسم الثروات، والذي قد يزيد من ثراء الحوثيين وتحقيق أهدافهم بعيداً عن الهدف الرئيس المتمثل في إسقاط انقلابهم في شمال البلاد".

ولا تزال الأمم المتحدة تأمل في هدنة جديدة، ففي 22 نوفمبر الجاري، قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن هانس جروندبرج، إن المحادثات التي يجريها مع الأطراف اليمنية، منذ الثاني من أكتوبر الماضي، "تشهد تقدماً"، حتى لو لم يتوصل إلى اتفاق بعد حول تجديد الهدنة وتوسيعها وأمور أخرى.

وجاء تعثر تمديد الهدنة إثر تباين وجهات النظر بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بشأن قبول مقترح قدمه المبعوث الأممي، مطلع أكتوبر الماضي، ينص على تمديدها 6 أشهر.

والسعودية التي يزورها المبعوث الأمريكي حالياً، تقف على مسافة واحدة من الأطراف كلها لحل الأزمة، وقدمت منذ اليوم الأول لنشوب الأزمة دعماً للجهود السياسية للأمين العام للأمم المتحدة.

أما عُمان التي عملت منذ اندلاع الحرب اليمنية على أداء دور الوسيط بين المنطقة والعالم من جهة، والجماعة الحوثية من جهة أخرى، فتسعى لإبراز دورها في حل الأزمة في العلن بعد أن ظلت تفضّل أداء هذا الدور بصمتٍ دون تصريحات رسمية، وهو ما يبدو لافتاً من الزيارات المتكررة للمبعوثين الأمريكي والأممي إلى مسقط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى