​إضراب وانتشار أمني في إيران.. وإسرائيل ترجح عدم نجاة النظام "على المدى البعيد"

> طهران«الأيام»رويترز:

> أغلقت متاجر أبوابها في عدة مدن إيرانية، الاثنين، في أعقاب الدعوات إلى إضراب عام في أنحاء البلاد لمدة 3 أيام، وسط تواصل الاحتجاجات المناهضة للنظام، في ظل انتشار أمني مكثف، فيما قلل تقييم استخباراتي إسرائيلي من تأثير الاحتجاجات المتواصلة منذ سبتمبر على بقاء النظام الإيراني "على المدى القريب"، لكن على المدى البعيد "لن ينجو".

بدورها، قالت منظمة "هيومن رايتس إيران" غير الحكومية، الاثنين، إن طهران أعدمت أكثر من 500 شخص عام 2022، في عدد يفوق عدد الإعدامات عام 2021.

وتشهد إيران اضطرابات في كافة أرجائها بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً) خلال احتجاز شرطة الأخلاق لها في 16 سبتمبر، مما شكل أحد أقوى التحديات للسلطات منذ ثورة 1979. واعتقلت "شرطة الأخلاق"، التي تم حلها، أميني لانتهاكها قواعد الحجاب الصارمة.

ورغم الإعلان عن حل شرطة الأخلاق، السبت، ذكرت وكالة "تسنيم" للأنباء، الاثنين، أن القضاء أغلق متنزهاً ترفيهياً في مركز تجاري بطهران لأن المسؤولات عنه "لم يلتزمن بالحجاب بشكل صحيح".

وقالت صحيفة "هام ميهان" ذات الميول الإصلاحية إن "شرطة الأخلاق" عززت وجودها في مدن خارج طهران حيث كانت أقل نشاطاً خلال الأسابيع الأخيرة.

ونقلت "وكالة العمال الإيرانية" للأنباء عن المدعي العام قوله، السبت، قراره بحل "شرطة الأخلاق". ولكن لم يرد تأكيد من وزارة الداخلية. وقالت وسائل إعلام رسمية إن المدعي العام ليس مسؤولاً عن الإشراف على تلك القوة.

وقال علي خان محمدي المتحدث باسم الهيئة التي تشرف على تنفيذ الفتاوى الدينية، الاثنين، إن عصر شرطة الأخلاق قد انتهى، مضيفاً أنه "ستكون هناك طرق أخرى لتفعيل قواعد ارتداء الزي الإسلامي".

وأضاف خان محمدي، أنه "يجري اتخاذ قرارات لمواجهة تلك الانتهاكات للحجاب من قبل مجموعة صغيرة من النساء.. لا يمكن للمسؤولين البقاء مكتوفي الأيدي أمام هذه الانتهاكات".

وقالت أنسيه الخزعلي نائبة الرئيس (الإيراني إبراهيم رئيسي) لشؤون المرأة، الأسبوع الماضي، إن "الحجاب جزء من القانون العام للجمهورية الإسلامية وإنه يضمن للمرأة أمنها".

متاجر مغلقة وانتشار أمني

وعرض حساب "تصوير 1500"، الذي يضم 380 ألف متابع على تويتر ويركز على الاحتجاجات، مقاطع مصورة لمتاجر مغلقة في مناطق تجارية رئيسية، مثل بازار بطهران، ومدن كبيرة أخرى مثل كرج وأصفهان ومشهد وشيراز.

بدوره، قال رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إجئي، إن "مثيري الشغب" يهددون أصحاب المتاجر كي يغلقوا متاجرهم. وأضاف أن القضاء والأجهزة الأمنية ستتصدى لهم بسرعة. وقال إجئي إنه "سيتم إعدام من صدرت بحقهم أحكام قريباً".

وأصدر الحرس الثوري بياناً أشاد فيه بالقضاء، ودعاه إلى إصدار أحكام ناجزة وحاسمة ضد "المتهمين بارتكاب جرائم ضد أمن الوطن والإسلام".

ونقلت وكالة "تسنيم" عن الحرس الثوري قوله إن قوات الأمن لن تتسامح مع "مثيري الشغب وقطاع الطرق والإرهابيين".

وقال شهود لـ"رويترز" إن شرطة مكافحة الشغب وميليشيا الباسيج انتشرت بكثافة في وسط طهران.

ونشر حساب "1500 تصوير" مقطع فيديو قال إنه يظهر لقوات الأمن الإيرانية وهي تتخذ من مدرسة، قاعدة لها استعداداً لدعوت الإضراب.

وأكدت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء إغلاق السلطات محل مجوهرات يملكه أسطورة كرة القدم الإيرانية السابق علي دائي، عقب قرار الإغلاق خلال أيام الاضراب العام الثلاثة.

وعرض حساب "تصوير 1500" وحسابات نشطاء آخرين لقطات مماثلة لمتاجر مغلقة في مدن أصغر مثل بوجنورد وكرمان وسابزيفار وإيلام وأردبيل ولاهيجان.

وذكرت جماعة هنجاو الكردية الإيرانية لحقوق الإنسان أن 19 مدينة انضمت إلى حركة الإضراب العام في غرب إيران حيث يعيش معظم السكان الأكراد.

ولقي مئات الأشخاص حتفهم في الاضطرابات منذ اندلاعها في 16 سبتمبر، وفقاً لـ"رويترز".

تقييم استخباراتي إسرئيلي

وتكهن كبير المحللين بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية، الاثنين، بأن حكام إيران من رجال الدين "سينجون على الأرجح" من الاحتجاجات التي تجتاح البلاد وقد يبقون في السلطة لسنوات، في حين حذر رئيس المخابرات العسكرية من أن النظام الإيراني لن ينجو على المدى الطويل، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز".

وفي الصراع الدائر على غرار الحرب الباردة مع إيران، تراقب إسرائيل عن كثب الاضطرابات التي شابها العنف وطال أمدها بشكل غير عادي، وتصدر بعض البيانات المؤيدة للمحتجين.

لكن المسؤولين الإسرائيليين، الذين يتركز اهتمامهم على برامج إيران النووية وحلفائها الإقليميين من الجماعات المسلحة، يبدون الحذر بشأن أي احتمالات بأن تصل الأمور لذروتها بانتفاضة شعبية في طهران.

وقال البريجادير جنرال أميت سار، رئيس قسم الأبحاث في المخابرات العسكرية الإسرائيلية والمسؤول عن التوقعات الاستراتيجية الوطنية، في كلمة "يبدو أن النظام الإيراني القمعي سيتمكن من النجاة من هذه الاحتجاجات".

وأضاف في المؤتمر العام الأول لمعهد جازيت، وهو مؤسسة بحثية تعمل تحت قيادته "لقد صنع أدوات قوية للغاية للتصدي لمثل هذه الاحتجاجات".

وأردف "لكنني أعتقد أنه حتى إذا انحسرت هذه الاحتجاجات فإن الأسباب (وراءها) ستظل قائمة وهو ما يجعل النظام الإيراني في مشكلة لسنوات مقبلة".

وفي كلمة ألقاها في المنتدى لاحقاً، أيد رئيس المخابرات العسكرية الميجر جنرال أهارون حاليفا ملاحظات سار، لكنه أضاف "على المدى الطويل، يبدو أن هذا النظام لن يستمر".

وحذر قائلاً "لست في وضع يسمح لي بتحديد موعد. لسنا أنبياء".

وأضاف "أوصي بأن نكون جميعاً أكثر اعتدالاً، مع أخذ المزيد من الحذر، عندما يتعلق الأمر بسلوك المجتمعات".

"عام الإعدامات"


وأفادت منظمة "هيومن رايتس إيران" لوكالة "فرانس برس" أن ما لا يقلّ عن 504 أشخاص أُعدموا في إيران منذ مطلع العام 2022. وتسعى المنظمة إلى تأكيد حالات إعدام أخرى شنقاً.

ويتضمن تعداد المنظمة 4 أشخاص أعلنت وسائل إعلام رسمية إعدامهم الأحد بعدما أُدينوا بـ"التعاون" مع إسرائيل.

وبحسب المنظمة ومقرّها النرويج، فإن هؤلاء الأشخاص أُعدموا بعد 7 أشهر فقط من توقيفهم، "بدون محاكمة عادلة، خلف أبواب مغلقة أمام المحكمة الثورية".

وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم في بيان إن "عقوباتهم تفتقر إلى الشرعية القانونية".

وأضاف أن "هذه الإعدامات هدفها بثّ الخوف في المجتمع وصرف انتباه الرأي العام عن فشل جهاز الاستخبارات" الإيرانية.

وأعربت منظمات غير حكومية عن قلقها حيال عدد النساء اللواتي يتمّ إعدامهنّ في إيران، وهنّ غالباً مُدانات بقتل أزواجهنّ أو أقرباء لهنّ في إطار حالات عنف أسري. ورأت منظمة "هيومن رايتس إيران" أن عدد النساء اللواتي أُعدمنَ هذا العام هو الأعلى منذ 5 سنوات.

وتُعتبر إيران من بين الدول التي تعدم أكبر عدد من السجناء في العالم بعد الصين، وفق منظمة العفو الدولية التي تفيد عن 314 حالة إعدام عام 2021 في إيران.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى