​إنجاز تاريخي بتأهل المغرب لربع نهائي كأس العالم

> الدوحة«الأيام»وكالات :

> تمكّن المنتخب المغربي من تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق، بوصوله إلى ربع نهائي كأس العالم، بعد فوزه على إسبانيا بركلات الترجيح 3-0 إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

وقرر وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، الزجّ بتشكيلته المثالية، مع عودة ساعد الدفاع سليم أملاح، الذي شارك احتياطياً أمام كندا، كإجراء احترازي بداعي الإصابة.

واختار مدرب المنتخب الإسباني لويس إنريكي الاعتماد على ماركوس يورينتي ظهيراً أيمن، مبقياً على لاعبيه الأساسيّين في خط الوسط، من خلال سيرجيو بوسكيتس وغافي وبيدري، كما قرر إبقاء هداف الفريق ألفارو موراتا على مقاعد البدلاء.

استحواذ إسباني وصمود مغربي

صراع على الكرة بين الحارس المغربي ياسين بونو والمهاجم الإسباني ماركو أسينسيو
صراع على الكرة بين الحارس المغربي ياسين بونو والمهاجم الإسباني ماركو أسينسيو

كما كان متوقعاً، استحوذ المنتخب الإسباني على الكرة وأرغم المنتخب المغربي على الدفاع في منطقته في الدقائق العشر الأولى. ولكن عندما خرج "أسود الأطلس" من منطقتهم حصلوا على خطأ قرب منطقة الجزاء، لكن تسديدة أشرف حكيمي علت العارضة في الدقيقة 12.

بعد ذلك غامر الحارس المغربي ياسين بونو، عندما وصلته الكرة من المدافع وكاد أن يفقدها أمام ضغط ماركو أسينسيو، لكنه استدرك الأمر قبل فوات الأوان (د.13).

وبعد ربع ساعة ومن أول عملية صعود للاعب ياسين مزرواي من الجهة اليسرى، تمكّن من تحويل كرة عرضية، لكن الحارس الإسباني أوناي سيمون سيطر عليها.

بعد الدقيقة 20 زادت الثقة عند لاعبي المنتخب المغربي، الذين حاولوا الوصول لمرمى سيمون، عبر الهجوم من الأطراف في ظلّ وجود أشرف حكيمي وسفيان بوفال.

وبعد تمريرات إلى الخلف ارتكب الدفاع المغربي خطأً، عندما حاول بونو التمرير لزميله، قبل أن يقطعها الهجوم الإسباني الذي كان قريباً من التسجيل، لولا راية الحكم التي أعلنت عن تسلل (د.25).

زادت خطورة الإسبان وكان أسينسيو قريباً من التسجيل، لكنه هزّ الشباك من الخارج بعدما وجد نفسه في مواجهة بونو إثر تمريرة طويلة من جوردي ألبا (د.27).

ردّ مزراوي على أسينسيو بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، أنقذها الحارس سيمون على دفعتين، وهذا التهديد الأول المباشر للمغرب على مرمى إسبانيا (د.33).

التهديد الثاني جاء بعد 42 دقيقة عبر نايف أكرد، الذي فوجئ بعرضية بوفال ولعبها برأسه إلى خارج الملعب من مسافة قريبة جداً.

تواصل الضغط المغربي مع نهاية الشوط الأول، بحثاً عن هدف السبق، وكل الخطورة كانت من الجهة اليسرى التي تفوّق فيها بوفال على يورينتي.

بوفال لعب عرضية وصلت إلى رأس زياش الذي تفوّق على جوردي ألبا ولعبها بالعرض، قبل أن ينقذها الدفاع الإسباني، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

شوط سيطرت فيه إسبانيا لكنها لم تتمكّن من اختراق الدفاع المنظم لـ"أسود الأطلس"، في حين شكّل المغرب خطورة كبيرة على مرمى إسبانيا، من خلال تفوّق بوفال في الجهة اليسرى.

استحواذ سلبي مستمر

المدرب الإسباني لويس إنريكي يعطي التعلميات للاعبه جوردي ألبا تحت أنظار اللاعب المغربي أشرف حكيمي
المدرب الإسباني لويس إنريكي يعطي التعلميات للاعبه جوردي ألبا تحت أنظار اللاعب المغربي أشرف حكيمي

واصل المنتخب الإسباني استحواذه على الكرة في الشوط الثاني، واختبر داني أولمو جاهزية الحارس بونو بتسديدة قوية من الجهة اليسرى، لكن بونو أبعدها عن مرماه بقبضة يده (د.55).

الجمهور المغربي الذي ملأ مدرجات استاد المدينة التعليمية، لم يتوقف عن تشجيع منتخب بلاده وأدى دور اللاعب الرقم 12 أمام الخصم الإسباني.

ثبات اللاعبين المغاربة أربك المدرب إنريكي، الذي أراد تكثيف الضغط الهجومي، فأخرج غافي وأسينسيو ودفع بهداف الفريق ألفارو موراتا ولاعب الوسط كارلوس سولير، بعد 63 دقيقة.

ردّ الركراكي بالدفع بعبد الصمد الزلزولي، الذي يعرف جيداً الكرة الإسبانية كونه لعب لبرشلونة ويلعب الآن لأوساسونا معاراً، وأخرج سفيان بوفال بعدما بذل مجهوداً بدنياً كبيراً.

حاول موراتا التوغل داخل منطقة الجزاء، لكن أكرد أوقفه بتدخل رائع قبل أن يسدد على مرمى بونو.

مرة جديدة دفع إنريكي بورقة هجومية واستعان بخدمات نيكو وليامز بدلاً من فيران توريس، قبل ربع ساعة من نهاية الوقت الأصلي. تحرّك وليامز من الجهة اليمنى الإسبانية ورفع كرة عرضية، أبعدها الدفاع المغربي قبل أن تصل إلى موراتا.

زاد الضغط مع مرور الدقائق وأصبح وقوع المدافعين المغاربة في الخطأ وارداً، وأفلت موراتا من رقابة أكرد بعد تمريرة من وليامز، لكن تسديدته مرّت عرضية ولم يتواجد أي لاعب إسباني ليتابعها.

ولجأ الركراكي لإجراء 3 تبديلات دفعة واحدة، بدخول يحيى عطية الله ووليد شديرا وعبد الحميد الصابيري، ثم اضطر لإجراء تبديل آخر، بالدفع بجواد الياميق بعد إصابة أكرد (د.84).

وفي واحدة من المحاولات القليلة للمغرب، توغل حكيمي من الجهة اليمنى وأوصل الكرة إلى البديل شديرا، الذي التف على نفسه وسدد كرة ضعيفة وسط مضايقة من الدفاع الإسباني.

الحارس الإسباني سيمون كاد يرتكب خطأً وسط ضغط من الزلزولي، لكنه نجح في تشتيت الكرة في الوقت بدل الضائع.

وكادت إسبانيا أن تخطف هدف الفوز في الدقيقة الخامسة والأخيرة من الوقت بدل الضائع، من ركلة حرة نفذها أولمو وتصدّى لها بونو ببراعة، قبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الثاني، ويذهب المنتخبان إلى شوطين إضافيين.

وهذه المرة الأولى التي يلعب فيها منتخب إفريقي شوطين إضافيين في كأس العالم، منذ مباراة الجزائر وألمانيا في ثمن نهائي مونديال البرازيل عام 2014، التي انتهت بفوز ألمانيا 2-1.

الشوط الإضافي الأول

الحارس الإسباني أوناي سيمون ينقذ تسديدة للمغربي وليد شديرا
الحارس الإسباني أوناي سيمون ينقذ تسديدة للمغربي وليد شديرا

ومع بداية الشوط الإضافي الأول، أفلت شديرا من الدفاع الإسباني المتقدّم لكنه كان في موقف تسلل، رغم أنه لم يتمكّن من هز الشباك.

بعد ذلك استعان المدرب لويس إنريكي بخدمات أليخاندرو بالدي وأنسو فاتي، من أجل تجديد الدماء في فريقه وخطف هدف قبل الوصول إلى ركلات الترجيح.

ومرة جديدة وجد شديرا نفسه أمام الحارس الإسباني بعد هجمة مرتدة خطرة، لكنه ارتبك وسدد في مكان وقوف سيمون، الذي أبعد الكرة بقدمه قبل نهاية الشوط الإضافي الأول.

شديرا يضيّع مجدداً

وليد شديرا يسدد الكرة على المرمى الإسباني وسط مضايقة من آيمريك لابورت ورودري
وليد شديرا يسدد الكرة على المرمى الإسباني وسط مضايقة من آيمريك لابورت ورودري

استمر الحال على ما هو عليه في الشوط الإضافي الثاني، ومرة جديدة هرب شديرا من الدفاع الإسباني لكنه لم يكن بالسرعة المطلوبة، ليرتبك أمام المرمى ويضيّع الكرة قبل 5 دقائق من صافرة النهاية.

ومع التحضير لركلات الترجيح، أخرج لويس إنريكي البديل ويليامز ودفع باللاعب بابلو سارابيا في الدقيقة 118، كما أشرك الركراكي بدر بانون مكان عز الدين أوناحي.

وقبل صافرة الحكم أفلت سارابيا من الدفاع المغربي وسدد بقوة على المرمى، لكن القائم الأيمن ناب عن بونو في التصدي للكرة، قبل أن ينتهي الشوط الإضافي الثاني، لتحسم ركلات الترجيح المواجهة.

ركلات الترجيح

الحارس المغربي ياسين بونو يتصدى لركلة ترجيح كارلوس سولير
الحارس المغربي ياسين بونو يتصدى لركلة ترجيح كارلوس سولير

بدأ المغرب بالتسديد عبر ياسين الصابيري، الذي هزّ شباك سيمون، 1-0 للمغرب.

جاء الدور على البديل سارابيا، الذي دخل خصيصاً لتسديد ركلات الترجيح، لكن كرته ارتدت من القائم الأيسر.

حكيم زياش وقف خلف الكرة وأعلن تقدم المغرب 2-0.

الركلة الثانية لإسبانيا انبرى لها كارلوس سولير، لكن ياسين بونو صدّها ببراعة.

بدر بانون سدد كرة ضعيفة تصدّى لها سيمون، مانحاً الأمل لإسبانيا.

المخضرم سيرجيو بوسكيتس سدد على بونو، لكن الحارس المغربي تعملق وتصدّى ببراعة.

ليأتي الدور على أشرف حكيمي الذي قضى على آمال إسبانيا ومنح المغرب بطاقة التأهل لربع النهائي، ليصبح بذلك أول فريق عربي في التاريخ يحقق هذا الإنجاز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى