​من أقوال عميد "الأيام": قلب المفاهيم والمنطق والحقيقة

> "الأيام" خاص

>
​إن الخدعة قد تنطلي على الناس.. مرة.. مرتين.. أو ثلاث مرات.. ولكن لا بد من ضبطها.. ويكفي أن تضبط مرة واحدة لأنهم لا يحتاجون إلى أكثر من مرة واحدة يهوون فيها إلى قعر الهاوية أشلاء لا حياة فيهم.

يتحدثون عن الوطنية وهم يعتقدون أن الماضي قد أسدل الستار عليه، وأن الحاضر يجهله الناس.. ولعلهم يعتقدون أن سخريات القدر التي استطاعوا بفضلها أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه لا يعرف الناس حقيقتها.. وقد قال أحدهم ذات مرة: لم نكن نعلم أننا محبوبون لدى الشعب من قبل.. ولكننا عرفنا هذه "الحقيقة!" الآن!!

إنها حقاً لمن سخريات القدر.. يضفون على أنفسهم بكل سخاء صفات الوطنية وينسبون إلى الوطنيين صفات الخيانة.. ماذا عسانا ننتظر من سخريات القدر سوى قلب المفاهيم والمنطق والحقيقة.

إنهم بعملهم هذا ينشرون الدخان في أعين الناس ويتسترون وراءه ليتمكنوا من الانقضاض فجأة على الرجال الشرفاء ظناً منهم أنهم بجاههم وسلطانهم قادرون على إخماد روح الوطنية في النفوس.

إننا نعرف القوى التي تقف وراءهم بقدر ما نعرفهم، لكننا نعرف أيضاً أن قوى الشعوب أقوى منهم.. وأن الدس والوشاية والوقيعة بالرجال الشرفاء ليست سوى أعمال تقربهم إلى الفناء.
"الأيام" العدد 257 في 7 يونيو 59

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى