​سقطرى بين قسوة الطبيعة وفساد القائمين على المنظمات الإغاثية

>
تشهد محافظة أرخبيل سقطرى هذه الأيام تساقط أمطار غزيرة وعواصف شديدة هي الأولى من نوعها منذ سنوات خلفتْ حتى اللحظة وفقا للمعلومات المتوافرة أضرارا جسيمة بالممتلكات العامة والخاصة والطرقات والمحميات الطبيعية والمواشي وقوارب الصيادين وغيرها تعيد للأذهان كارثة إعصار (تشابالا) المدمر الذي ضرب الأرخبيل بقوة قبل ثمانية أعوام.

يحدث اليوم هذا في سقطرى والمواطنون بمعية السلطة المحلية بالميدان يجاهرون بالشكوى من جور التجاهل الرسمي، وزيف وفساد المنظمات الإغاثية المزعومة، يواجهون مأساتهم بإمكانيات ذاتية بسيطة لا تقوى على غضب الطبيعة المدمر، وبطاقات مالية ومادية شحيحة -إن لم نقل معدومة تماما- لدى السطلة المحلية بعد أن أدارت الحكومة (التي اكتفت فقط بإعلان سقطرى محافظة منكوبة لاستدرار الدعم الخارجي لمصلحتها ومصلحة أحزابه) أدارت ظهرها للمواطن للسلطة المحلية وحجبت عنهم المخصصات التشغيلية للمؤسسات ولفروع الوزارات بذريعة الدعم الإماراتي الذي تبالغ الحكومة وإعلامها وأحزابها بحجمه وأرقامه ليتسنى لها تحت هذه الذريعة الاستيلاء على المخصصات المستحقة للمحافظة، والتنصل من واجباتها.

ولأن المصائب لا تأتي فرادا، فلم يتوقف الأمر عند هذا الظلم الجائر، بل دخل على الخط ظالم مقنع، ونعني هنا (المنظمات الإغاثية الدولية، أو بالأحرى القائمون عليها)، والتي تظهر عند كل مأساة تضرب المحافظة ليتكسب أفراد هذه المنظمات بمبالغ طائلة من الدولارات والعملات الأخرى باسم سقطرى مخصصات مالية وعينية هائلة- إلٌا ما يوصل من الفتات، والمؤسف أن فساد هذه المنظمات يتم بجزء كبير منه بواسطة موظفين يمنيين وعرب لدى هذه المنظمات، وترفع تقارير الصرف للجهات العليا بهذه المنظمات إلى مقراتها في العواصم الغربية والشرق أوسطية بطريقة التضليل والزيف والاحتيال، وكله باسم المواطن السقطري الواقع بين قسوة الطبيعة وظلم الإنسان المحتال.

والأمر لا يختلف كثيرا مع فساد المنظمات المحلية والدولية المهتمة بسقطرى كمحمية طبيعية مدرجة بقائمة التراث الإنساني العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

بقي أن نشير إلى أن هذه المعاناة ليست إلا نتفا صغيرا من كومة معاناة كبيرة، منها على سبيل المثال لا للحصر أسعار تذاكر الطائرة (سقطرى عدن سقطرى) رحلة أسبوعية واحدة فقط عبر مطار المكلا تُباع بسعر خيالي يتجاوز 300 $، يفوق قدرة المواطن أضاعفا مضاعفة، فبرغم إعادة النظر بأسعار تذاكر السفر من مطار عدن وسيئون الى الخارج الذي أقرته شركة طيران اليمنية مؤخرا إلا أن سقطرى كالعادة خارج الحسبان، بل الأشد وطأة أن هذا السعر يتم فرضه حتى على وجهة السفر سقطرى المكلا سقطرى، يضاف إلى ذلك أن الوزن المسموح به للمسافر 15 كيلو جراما لا غير، في مخالفة صريحة لكل ما هو معمول به من قوانين ولوائح الطيران المدني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى