لأسباب عملية.. الغاز الأميركي ملجأ أوروبا في زمن الأزمات

> واشنطن«الأيام»أسوشيتد برس:

> ساعدت صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركي أوروبا على تخفيف الضربة التي تعرضت لها، مع تراجع إمدادات الغاز الطبيعي المنقول عبر الأنابيب من روسيا.

ووصلت أول شحنة منتظمة من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى ألمانيا، الثلاثاء، في إطار جهود مساعدة ألمانيا على استبدال إمدادات الطاقة التي كانت تتلقاها في السابق من روسيا، حسب أسوشيتد برس.

ولم تسلم روسيا، التي كانت تزود ألمانيا بأكثر من نصف إمدادات الغاز الطبيعي، أي غاز لبرلين منذ نهاية أغسطس.

وعلى الفور، سارعت ألمانيا للبحث عن بدائل، وشرعت في تخزين الغاز وتنويع إمداداتها، وبدأت في بناء محطات للغاز الطبيعي المسال، وتم افتتاح أولى محطة قبل أسبوعين، ومن المقرر أن تفتح محطات أخرى في الأشهر المقبلة.

وارتفعت مخزونات مرافق تخزين الغاز في ألمانيا، مع شتاء أكثر دفئا هذا العام، إلى أكثر من 90 في المئة بمستهل العام الجاري.

وقال المستشار أولاف شولتز في رسالة متلفزة بمناسبة العام الجديد: "بهذه الجهود، نجعل بلدنا وأوروبا مستقلين عن الغاز الروسي على المدى الطويل.. إننا نجتاز هذا الشتاء أيضا بفضل مرافق تخزين الغاز المجهزة جيدا، والجهود المشتركة التي بذلناها لتوفير الطاقة خلال الأشهر الأخيرة".

الغاز الأميركي لأوروبا بالأرقام

بعد حرب أوكرانيا، لجأت أوروبا إلى مصادر أخرى للغاز، وكانت الولايات المتحدة الجهة الأبرز للحصول على الغاز المسال. وتشير بيانات شركة بيانات السلع Kpler إلى زيادة الصادرات الأميركية بنسبة 137 في المئة في أول 11 شهرا من عام 2022 مقارنة بنفس الفترة في عام 2021، وفق رويترز.

وأشارت رويترز في تقرير صدر في ديسمبر الماضي إلى أن أكثر من نصف ورادات أوروبا من الغاز المسال جاءت من الولايات المتحدة، وهذه الكمية ساعدت القارة على تحمل فقدان نحو 51 في المئة من الكميات التي كانت تصلها عبر الأنابيب من روسيا.

مزايا الغاز الأميركي

ويبدو أن الولايات المتحدة ستظل أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في أوروبا في عام 2023 لأن المصدرين في الولايات المتحدة لديهم كميات كبيرة متاحة للشراء الفوري أكثر من المصدرين الرئيسيين الآخرين، مثل قطر.

وفضلا عن ذلك، يبدو أن القدرات التصدرية للولايات المتحدة في طريقها للزيادة خلال الفترة المقبلة.

ويتمتع المصدرون الأميركيون أيضا بميزة انخفاض تكلفة الشحن مقارنة بأستراليا وقطر، أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم.

وتستغرق الرحلة من ميناء كوف بوينت على الساحل الشرقي الأميركي إلى ميناء برونسبوتيل في ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز في أوروبا، نصف الوقت تقريبا الذي تسغرقه رحلة إلى نفس الميناء من قطر، وثلث وقت الرحلة من أستراليا.

هل سيستمر هذا الوضع؟

وتتجه أوروبا في 2023 لزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وأماكن أخرى للحفاظ على إمدادات الطاقة الحيوية على المدى القريب، وفق رويترز.

والمصدر الرئيسي الوحيد للغاز الطبيعي المسال الذي يقع على مقربة من كبار المشترين في أوروبا هو الجزائر، لكن من المتوقع أن يواجه المصدرون هناك صعوبات في زيادة الكميات المتاحة لأوروبا لأنهم ملتزمون بعقود طويلة الأجل مع مشترين آخرين.

وهذا يعني أن الولايات المتحدة ستظل المورد الرئيسي للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا لعام 2023 على الأقل.

ومن المرجح أن يولد هذا إيرادات أكبر للولايات المتحدة، بعد رقم قياسي في عام 2022 بلغ 35 مليار دولار حتى سبتمبر، مقارنة بـ8.3 مليار دولار خلال الفترة ذاتها في عام 2021، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA).

ماذا سيحدث على المدى البعيد؟

ورغم الميزة التي يتمتع بها مصدرو الغاز المسال في الولايات المتحدة، إلا أن التكلفة المرتفعة يبدو أنها ستخضع لمزيد من التدقيق في عام 2023 مع تحرك أوروبا لإصلاح ميزانياتها، وهو ما سيشجعها أكثر على الابتعاد عن الوقود الأحفوري.

ووفقا لـKpler، فإن صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية تبلغ حوالي 10 ملايين متر مكعب شهريا في عام 2022، مقارنة بمتوسط 4.6 مليون في عام 2021.

ومع مواجهة أوروبا نقصا حادا في الغاز، مع انخفاض واردات أنابيب الغاز الروسية، كان الغاز الطبيعي المسال الأميركي محل تقدير كبير من قبل شركات الطاقة المكلفة بالحفاظ على تدفق إمدادات الطاقة عبر القارة.

لكن تكلفة تلك الإمدادات مرتفعة، وبلغت حوالي 4 ميلارت دولار شهريا، مما زاد الأعباء على الحكومات والمرافق.

وكان نشطاء حماية البيئة احتجوا على وصول الناقلة الأميركية إلى ألمانيا، بحجة أنه لا ينبغي لألمانيا أن تستورد الوقود الأحفوري، وخاصة الغاز.

لكن ألمانيا لديها خطة للتوسع في إنتاج الطاقة النظيفة، أولا من أجل التخلص نهائيا من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2045، وكذلك من أجل سد جانب من الفجوة في إمدادات الطاقة.

ويبدو أن الغاز الطبيعي المسال الأميركي سيكون الحل الواضح لسد الفجوة على المدى القصير بالنسبة إلى أوروبا.

ولكن على المدى الطويل، فإن ارتفاع تكلفة الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة سيسرع حملة أوروبا لتقليل الاعتماد على واردات الطاقة، بالعمل على توليد المزيد من إمدادات الطاقة في الداخل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى