أكاديميون لـ"الأيام": الوضع المعيشي أبرز أسباب تدني تحصيل الطلاب الجامعيين

> عدن «الأيام» عبدالله الناحية:

> تعد الدراسة الجامعية من أبرز المراحل الأكاديمية لبناء جيل يواكب متطلعات العصر الحديث بشتى المجالات والتخصصات العلمية. أثر بشكل كبير تردي الأوضاع المعيشية على مستوى تحصيل الطلاب الجامعيين في مختلف الجامعات اليمنية وهناك تدني في الإقبال على الالتحاق بأغلب التخصصات مما دعا بعض الكليات إلى إلغاء امتحان المفاضلة (القبول) وهذا يعود إلى السنوات الأخيرة مع ازدياد الأحوال سوءا على المستوى المعيشي للأسرة بشكل خاص مما أدى إلى توجه العديد من الشباب إلى العمل الحر أو الأعمال الخاصة تاركين طموحاتهم وأهدافهم.

تقول د. انتصار صالح البندق "أصبح تدني مستوى تحصيل الطلاب أحد أهم الظواهر الاجتماعية التي يعاني منها قطاع التعليم وتحديدا التعليم الجامعي، من وجهة نظري أن وجود تعليم جامعي جيد يحتاج توافر أربعة عناصر مهمة وهي أولا: وجود قيادة وإدارة حكيمة ونزيهة تقود سفينة التعليم وتحدد بوصلتها بالاتجاه الصحيح، قد يتحجج البعض بالظروف الاقتصادية وقلة الموارد المادية كجزء أساسي للمشكلة، ولكن من وجهة نظري أن وجود النية الصادقة والضمير الحي المرتكز على الخوف من الله هو ما نحتاجه، فبصلاح هرم إدارات التعليم الجامعي سيصلح ما تحته، ثانيا: مدرس ذو كفاءة وأخلاق وإمكانيات علمية وأكاديمية جيدة لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ثالثا: مقررات، ومناهج دراسية حديثة متجددة ومواكبة للتطور التكنولوجي ومتطلبات سوق العمل، رابعا: طالب يمتلك إمكانيات علمية ومهارية وفق التخصص الذي يرغب الدراسة فيه".

كلية العلوم الإدارية - جامعة عدن
كلية العلوم الإدارية - جامعة عدن

وتضيف "أن توافر العناصر السابقة الذكر يعني توافر تعليم جامعي جيد يمتلك قدرة تنافسية متميزة محليا وإقليميا ودوليا".

من جانبه يقول د. عادل عبدالخالق "ما تمر به الأسرة من الظروف المعيشية يعد السبب الأساسي في تدني مستوى الطالب في الجامعة أو المراحل الثانوية والأساسية، لأن هناك طلاب على عاتقهم إعالة أسرهم وتحمل مسؤولياتهم".

د. علي بارحمة محاضر في كلية الحقوق جامعة عدن، يقول "اختصار القول بأن الطالب الجامعي يبحث عن كسرة خبز ولا يملك أجرة النقل فكيف بربكم تريدونه ينجح؟".

ويضيف "هذا ما نتج عنه تردي الأوضاع المعيشية على حياة المواطنين بشكل عام وعلى الشباب بشكل خاص وكيف نريد أن يكون هناك جيل يحمل الكثير ويقدم الكثير وهذا واقع الأغلبية من الطلاب والطالبات لا يجدون مصروفات النقل من وإلى الكلية عوضا عن المتطلبات الأخرى وهناك ارتفاع في أجور النقل (المواصلات) لذلك لجأ أغلب الطلاب الجامعيين إلى العمل لتوفير تكلفة المواصلات وغيره من المتطلبات".

الطالب الجامعي عمرو صابر "قال من ناحية الصعوبة في المساقات التعليمية ليس هناك صعوبة إطلاقا لكن الشرح بعض الأحيان يعمل فارق كبير أو فجوة هناك بعض المقررات الدراسية لا يحتاج لها الطلاب الجامعيين أبدا مثل مواد تكون مثل الحشو الأفضل أن يتم إدراج مواد مثل علوم النفس وكيفية التعامل مع العملاء مثل هذه علوم مفيدة جدا كوني في قسم العلوم الإدارية وكذلك في كل المجالات الدراسية، إضافة إلى أداب ومقررات تساعد على رفع وعي الطلاب وتكون مواد أساسية، كطالب أتمنى هذا".


وأضاف "الأوضاع المعيشية سبب لكن ليس كبير إلى تدهور المستوى العلمي، المستوى العلمي يحتاج إلى تطوير مستمر هو مثل الشجرة لو اهتميت كل شوية ليس بضرورة أن تراقب الشجرة حتى تنمو، فقط بعض الماء والاهتمام فقط هكذا يحتاج المستوى العلمي لتطويره فقط إضافة أشياء أو مواد ترفع الوعي لدى الطلاب وتعزز الثقة في نفسه".

وتابع "من ناحية سوق العمل، سوق العمل كبير ليس محدود على مكان لكن يحتاج من يفهم سوق العمل، المنهج الدراسي ليس له علاقة بسوق العمل إلا في أجزاء هناك مجالات كثيرة في سوق العمل لكن الاختيار يجب أن يكون قناعة تامة ومعرفة ايش من مجال بيدخل له، حاليًا سوق العمل ضعيف والمجالات لا توافق سوق العمل الحالي".

وتشارك الحديث الطالبة منى مقبل قائلة "من وجهة نظري أن السبب الرئيسي لتدني تحصيل الطلاب الجامعيين هو أن المقررات الدراسية في جامعتنا معتمدة على معلومات قديمة جدا وحشو مبالغ فيه وما له أي منفعة في الحياة العملية للطالب، والطالب مجبر أنه يخزن كل ذي المعلومات عشان يحصل على الامتياز، يعني فقط الطالب الذي عنده القدرة على الحفظ هو اللي بيفلح، بالإضافة إلى أن أغلب دكاترة الجامعات يفتقروا لأساليب التعليم الصحيحة وكأنهم يحضروا دوامهم تأدية واجب والسلام ولا مهتمين بتجديد وتحديث المقررات عشان تتناسب مع احتياج الطلاب، وسواء التزم الطالب بأخذ المنهج الدراسي أو لا ما بيأثر على دخوله لسوق العمل لأنه شتان بين مناهجنا الدراسية ومتطلبات سوق العمل".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى