​الحرب تحول عشرات المدارس في تعز إلى "ركام" وتحرم آلاف الطلبة من التعليم

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
تعرضت العديد من المدارس في اليمن منذ بداية الحرب في البلاد، لأشكال من الدمار الجزئي أو الكلي، ويعاني الطلاب جراء ذلك مشكلات وصعوبات مختلفة.

وما إن تبتعد خطوط الاشتباك قليلا حتى يجد الطلاب أنفسهم في مدارس تفتقد لأبسط مقومات العمل، حيث يدرس الطلاب بين الركام وفي مباني متهالكة، ويتعرضون لمخاطر كثيرة.

وبحسب تقرير نشره موقع المصدر أونلاين، فأن الحرب أثرت على التعليم بطرق مباشرة كتعرض المدارس للقصف أو وقوعها في مناطق مواجهات مسلحة وغير مباشرة كتقادم بعض المباني المدرسية وتهالك الأثاث مع صعوبة التعويض والتحديث بسبب انهيار مؤسسات الدولة وحالة الارتباك العامة وشحة الموارد الاقتصادية وغياب الخطط التنفيذية.
تلك المشاكل أدت إلى توقف العملية التعليمية في عدد من المدارس والمناطق وتسرب الطلاب والطالبات من التعليم بنسب مرتفعة.

بعض المدارس التي مازالت مؤهلة نسبيا فتحت أبوابها للطلاب القادمين من المدارس التي باتت كومة من الدمار، الأمر الذي ساهم في تضيق الخناق على المدرسين والطلاب، حيث استقبلت المدارس أعدادا تفوق طاقتها الاستيعابية، ما تسبب في تدمير الأثاث المتهالك وضعف الحصيلة التعليمية لزيادة أعداد الطلاب وتراجع عدد المعلمين خاصة في ظل عدم انتظام عملية صرف المرتبات.

وبحسب إحصائيات مكتب التربية والتعليم في محافظة تعز، فأنه وخلال سنوات الحرب دُمر ما يقرب من 229 مدرسة في المحافظة وحدها، منها 61 مدرسة تعرضت لدمار كلي، و168 لدمار جزئي، ما تسبب في حرمان أكثر من 250 ألف طالب وطالبة من التعليم في مدارسهم.

مدرسة البيان الأساسية في صبر الموادم واحدة من عشرات المدارس التي تفتقد لأبسط المقومات، فالطلاب يدرسون في مدرسة بلا مبنى يوفر لهم بيئة تعليمية آمنة، حيث يدرس الطلاب في فصل هو عبارة عن ملحق لجامع القرية، ما دفع بأحد الأهالي إلى التبرع بقطعة أرض لبناء مدرسة، وعمل المنتدى الإنساني على رفع الاحتياجات لبناء فصلين دراسيين للطلاب، وتم تنفيذ المشروع بدعم من هيومن آبل.

وأشار بشير التبعي، المدير التنفيذي لمنظمة الشباب للتنمية والديمقراطية، إلى أن المنتدى الإنساني عمل أيضا على بناء حمامين في مدرسة 6 أكتوبر في منطقة "الصناحفة" التابعة لمديرية مشرعة وحدنان، وترميم أربعة فصول كانت آيلة للسقوط، وتمت المساهمة بتأثيثها بكمية من الكراسي، وتوفير بعض الاحتياجات الأخرى اللازمة.

ويقول "محمد علي" أحد أهالي المنطقة بأنهم كانوا يخافون على أبنائهم من سقوط الفصول الدراسية المتهالكة على رؤوس الطلاب الذين أشار أحدهم إلى أنهم في أحيان كثيرة كانوا يفضلون الدراسة في العراء خوفًا من سقوط المبنى عليهم في أية لحظة.

في ظل استمرار الحرب والغياب الرسمي الفاعل لعبت المبادرات المجتمعية دورا حيويا في مواجهة عدد من المشكلات من أجل تفعيل هذا القطاع الهام في البلد.

في مديرية الشمايتين تمثل مدرسة عبد الرحمن الغافقي الأساسية الثانوية كبرى المدارس هناك، حيث تستقبل طلابا وطالبات من 3 دوائر انتخابية.

أنشأت هذه المدرسة مطلع ثمانينيات القرن الماضي ولم تحظ بتحديث أثاثها المتهالك باستثناء بعض الإضافات في المقاعد خلال تسعينيات القرن الماضي.

خلال سنوات الحرب استقبلت هذه المديرية نازحين بقدر سكانها المقيمين بحسب إحصاءات منظمات عاملة، مع العلم بأن المديرية تأتي على رأس قائمة المديريات الأعلى نسبة في عدد السكان وهي الأعلى في استقبال أعداد النازحين أيضا.

وخلال سنوات الحرب والنزوح المستمرة حتى الآن استقبلت مدرسة الغافقي وماتزال أعداد الطلاب تفوق طاقتها الاستيعابية وإمكانياتها من اللوازم التعليمية وعلى رأسها المقاعد التعليمية، وتضم المدرسة ما يقرب من 1000 طالب وطالبة ومقاعد أقل بكثير من هذا العدد.

شهدت المديرية الواقعة جنوب غرب محافظة تعز خلال سنوات الحرب نشوء عدد من المبادرات المجتمعية الطوعية التي انضوت لاحقا ضمن كيان يعرف بـ "ملتقى مبادرة الشمايتين" لكن المبادرات ظلت وماتزال تعمل بشكل متحد وذاتي نظرا لكثرة الاحتياجات المجتمعية.

خلال العام الدراسي 2021 الذي شهد صعودا في مؤشرات أعداد الطلاب عجزت المقاعد الدراسية التابعة للمدرسة عن استيعاب الطلاب ما مثل تحديا أمام إدارة المدرسة والوحدة التعليمية للمديرية واحتياجا حقيقيا لمئات الطلاب، عمل ملتقى مبادرات الشمايتين على دراسة الموقف وبحث إمكانية الاستفادة من حطام المقاعد منتهية الصلاحية التي تشكل ركاما كبيرا في إحدى زوايا الفناء المدرسي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى