هل يفعلها المنصورة ..؟

> محمد العولقي

> هذا فريق وحدة عدن لا يكف عن الترويع بمنافسيه يتغدى بهم الفريق بعد الآخر ، ولا يشبع ، لست أدري من أي صيدلية مناوبة في الشيخ عثمان ، يصرف منها (وسام معاوية) روشتة الفوز .. كل بطولة يخوضها الوحدة في عدن مكسبها في (الجيب) فلاعبوه من النوعية الذين لا يلتفتون للمبررات الانهزامية من وزن : الكرة غدارة ، الكرة لها أحكامها ومفاجآتها ، الكرة تتمرد أحيانا على المنطق.

وحدة عدن يمضي في كل بطولة نحو منصات التتويج على طريقة الملك الواثق من خطواته ، يتحصن لاعبوه من المفاجآت جيدا ، يحسبون حسابا لكل الجزئيات الصغيرة ، فما الفائدة من متابعة بطولة يلوح مشهد نهايتها على اعتبار أن حبكتها الدرامية بيد المخرج الوحداوي؟

أتابع بطولة كأس عدن عن كثب ، بناء على دعوة من صديقي الكابتن وجدان محمود شاذلي مدير عام مكتب الشباب و الرياضة بعدن ، وكلما لعب فريق نادي الوحدة أبحث يمينا وشمالا عن مفاجأة واحدة توقف بيارق الهاشمي وتفرملهم قليلا عن منصات التتويج ، لكن لاعبي الوحدة يرفضون مجرد السماح للمنافس بالاستحواذ ، لدرجة أن أي هدف يلج شباك الوحدة يفرض نفسه حدث الأحداث.

نعم للأسف نزع فريق الوحدة عن بطولات عدن سحرها ، كابحا جماح مفاجآتها بقبضته الفولاذية ، وسطوته الديكتاتورية ، بدليل أنه يرفع شعار الفوز أولا ، والفوز ثانيا ، والفوز دائما ، فهل لي بعد أن شاهدت هذا الفريق ينكل ويتغدى بفريق النصر بالثمانية، ثم يمثل بجثة الميناء على رصيف (التواهي) ، ويتجشأ على طاولته أربع مرات أن أتعلق بقشاية فريق المنصورة؟!

هل سيسمح لي كابتن فريق نادي الوحدة (القيدوم) محمد بارويس الرهان على فريق المنصورة في نصف النهائي؟ .. هل يمكن لأي مجنون يرى الفوارق الكبيرة التي تصنع الفارق للوحدة دائما أن يأمل بانتفاضة (منصورية) تزلزل الأرض تحت أقدام بيارق الهاشمي وتزعزع عرش الملك الوحداوي؟

في مباراة فريق الميناء تقدم الوحدة دون نقاش ودون جس نبض بهدفين، قبل أن يرتد إلي طرفي، تلتهما عاصفة أهداف مهدرة ، تمنيت وقتها أن يسجل الميناء ولو هدفاً يعيد للمباراة إثارتها ، حتى لا تتحول المدرجات إلى مسرح فكاهي للتسلية ، وعندما تحققت أمنيتي في الشوط الثاني جاءت الوصفة السحرية الخضراء سريعا هدفا وحداويا قبل ووسط وبعد الأكل.

كل الناس صغيرهم وكبيرهم ، يراهنون على أن فريق نادي الوحدة ، سيذل المنصورة ، وسيعبث به كيفما يشاء ، واحد من هؤلاء الناس يتمنى ألا يحدث هذا حتى تُبعث البطولة من جديد ، وتذهب إلى أي اتجاه غير الاتجاه الوحداوي المعتاد.

* و أبداً والله لستُ ضد ديكتاتورية (وحدة عدن) ، ولا ضد تجليات مبدعه الأنيق موزع الحلوى (أحمد سعيد) ، لكنني مع المفاجأة التي تعيد للكرة ضجيجها وصخبها وجدلها وإثارتها ، والأمر كله بات بأقدام لاعبي المنصورة، فهل في طلبي هذا معجزة؟

وحتى لا يفهمني رفاق الظهير العائد بقوة محمد بارويس غلط ، أعلن دائما أنني مع التقلبات العاصفة ، ومع حلاوة المفاجآت ، التي تلتصق دائما بمباريات النفس القصير ، ولست أدري هنا ، وفي ظل اختلال الموازين بين الوحدة والمنصورة، هل يمكن للبعوضة أن تُدمي مقلة الأسد؟

لا أحد يراهن على (المنصورة) مطلقا لاعتبارات محفوظة عن ظهر قلب، باستثناء العبد لله الذي يتمنى من المنصورة كبح جماح لاعبي الوحدة ، ولو فعلوها وأقصوا وحدة عدن من سباق الخطوة قبل الأخيرة نحو منصة التتويج ستكون في انتظار لاعبي فريق المنصورة مفاجأة معنوية ضخمة، لا تخطر على بال (الداؤودي) ولا على خاطر مدربه (الشبيبي).

أعرف مسبقا أن موقفي هذا المتعصب للمفاجأة يفتقد للروح الرياضية ، ويثير حولي زوبعة من التعليقات الساخرة ، لكنني سأبقى لابداً في مكاني ، واقفا متمنيا أن يفعلها (المنصورة)، مع أني أعلم أن النتيجة تؤخذ من أرضية الملعب غلابا ، وليس بأماني واحد مثلي ، يراهن كلاميا على (صبر) السلحفاة ويتجاهل برعونة سرعة الأرنب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى