التلال والوحدة.. ماض (مليح) وحاضر (قبيح)..!

> محمد العولقي

> بمجرد استعراض اللقاء ، الذي سيجمع فريقي التلال والوحدة على أرضية ملعب الشهيد الحبيشي بعدن، تنداح الذكريات وتتوارد إلى ذهني الكثير من الصور التي تثير شجون خواطري وتضع الفواصل بين ماض (مليح) وحاضر (قبيح).

عندما بدأ أول دوري جنوبي فعلياً عام 1975 كان فريق وحدة عدن يتزين بالكثير من اللآلىء والدرر الثمينة ، وعندما انفرط عقد (الوحدة) بدخول (ناديي الجيش والشرطة) المعترك الكروي ، تفرق رفاق الكابتن عبد الله باعامر شذراً مذراً ، كان وقتها التلال يبني قواعده الكروية في هدوء وبعيداً عن الصراع الثنائي الملتهب ، بين الجيش والشرطة ، وعندما انتهى من عملية البناء متخطياً أزمة (التجنيد) ، انتزع مع نهاية السبعينيات ، وحتى منتصف الثمانينيات راية البطولة ، ووقتها لم يكن يجرؤ (الوحدة) على مقارعته علناً.

عاش (الوحدة) أعوام قحط طويلة ، ولم تمطر سحابة التنافس مع التلال ، سوى زخات من أمطار حمضية لا خير فيها لزرع أو لضرع ، وعندما وقع نادي الوحدة على صفقتين مدويتين عام 1987 ، كان اللاعبان الجديدان مشتاق محمد سعد وعبد الله هادي يكتبان قصة من الانتصارات على حساب التلال.

سجل (الوحدة) فوزه الأخير على التلال في ربيع العام 1981 ، ثم انتظر ست سنوات عجاف ، ليكسر سلسلة انتصارات التلال الكثيرة ، وكان وقتها الظهير الأيمن لطفي عبد الله سالم ، هو من منح ناديه قبلة الحياة بتسجيله لهدف الفوز من ركلة جزاء صحيحة في مرمى العملاق إبراهيم عبد الرحمن، وبهذا الهدف الثمين أنهى لطفي القطيعة ، قبل أن يُتوج (الوحدة) ، بعد ذلك بكأس الجمهورية ، على حساب الشرطة بهدف تاريخي للمشاغب سعيد عبد الكريم.

كان أول فوز للوحدة على التلال في مباريات الدوري ، منذ فوز في العام 1981 ، يعود إلى موسم 1987 - 1988 بهدفي مشتاق محمد سعد ونوفل حسن ، ثم دانت بعد ذلك النتائج الجيدة للوحدة ، بفضل براعة اللاعبين عبد الله هادي دينامو الوسط ومشتاق محمد سعد نفاثة الهجوم.

وشهدت التسعينيات منافسة متوازنة بين قطبي الكرة الجنوبية ، إذا فاز التلال ذهاباً يفوز الوحدة إياباً ، وهكذا دواليك ، لكن بنظرة خاطفة إلى خريطة التنافس التقليدي ، بين الفريقين الكبيرين حالياً سنرى بوضوح أن (الوحدة) سجل تفوقاً كاسحاً على (التلال) ، منذ ثمان سنوات ، لأسباب كثيرة من بينها الظروف العصيبة التي تلف نادي التلال، يقابلها استقرار إداري ومالي في نادي الوحدة.

وعندما نفتح كتاب مواجهات الفريقين ، وتدوين فاتورة الحساب ، تقفز إلى ذهني أهداف رائعة ، من الصعب أن تسقط من الذاكرة ، فهل لي ولغيري ، نسيان الهدف المارادوني ، الذي وقعه قائد (الوحدة) المايسترو أحمد الأحمدي في شباك التلال عام 1981 لحساب مباريات الدوري عندما قطع راكضاً بالكرة مسافة 40 متراً في رمشة عين؟ .. وهل يمكن تجاوز هدفي العبقري التلالي وصانع ألعابه الحريري أبوبكر الماس في شباك حارس الوحدة فهد عبد القادر ، وعلى مرأى من ضيفي اللقاء خوان أنطونيو سامرانش رئيس اللجنة الأولمبية الدولية والشهيد الشيخ فهد الأحمد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي عام 1982؟

ومن دون شك يقفز هدف مدافع (الوحدة) خالد عفاره ، في شباك حارس التلال إبراهيم عبد الرحمن في 22 يونيو 1989 كأغلى هدف وحداوي لأن الوحدة بذلك الهدف كان قد تُوج بطلاً للكأس إلى جانب فوزه ببطولة الدوري في ثنائية تاريخية عجز التلال عن تحقيقها وجمعها في موسم واحد.

وإذا كان بلبل (التلال) بليغ عبد الله يتباهى بهدفه في مرمى حارس (الوحدة) عفيف سالم عام 1991 باعتباره هدف الفوز الوحيد، فإن هدف الوحداوي مشتاق محمد سعد يُعد الأجمل والأروع ، كونه جاء من لعبة أوكروباتية لا مثيل لها في نفس الموسم الرياضي في شباك صديقي طيب الذكر مختار محمد حسن.

ولو خيروا اللاعب النابغة والممتع وجدان شاذلي ، بين جميع أهدافه ، التي أحرزها طوال مشواره مع الشرطة أولاً ثم الوحدة ثانياً لاختار هدفه في مرمى إبراهيم عبد الرحمن ، في بطولة الدورة الصيفية عام 1989 والمثير في هذا الهدف أنه جاء بمؤخرة رأس وجدان ، بعد أن سجل عملية ارتقاء مذهلة قل نظيرها وسط غابة من رؤوس لاعبي التلال ، وفوقهم الحارس البارع إبراهيم عبد الرحمن.

يحق لجماهير الوحدة أن تفخر بأن أعظم هداف في تاريخ نادي التلال (شرف محفوظ) ، إعتزل اللعب دون أن يصل إلى الشباك الخضراء رسمياً إلا في مناسبة ودية أخذت طابع بيضة الديك تمكن من خلالها الثعلب التلالي من لدغ الشباك الوحدوية في نهائي بطولة كأس الأسطورة المريسي عام 1996 ، وقتها رد عليه الهداف الماكر منيف شائف بهدف سينمائي لا يُشاهد إلا في الدوريات العالمية الكبرى.

الذكريات كثيرة ومباريات زمان بين الفريقين كانت حافلة بالندية ومشحونة بالإثارة ، وعندما يتجدد الموعد عصر اليوم السبت على نهائي مسابقة كأس عدن أتمنى على لاعبي الوحدة والتلال ، تقديم مباراة تنافسية جميلة بعيداً عن الشد العصبي والضغط النفسي ، وبالتوفيق لكلا الفريقين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى