تقرير بريطاني: حرب اليمن على رأس اتفاقات إيران والسعودية والصين

> لندن «الأيام» الجارديان:

> قالت صحيفة الجارديان، إن العلاقة المتقلبة بين السعودية وإيران، كانت من أعظم خطوط الصدع الجيوسياسية، منذ الثورة الإيرانية عام 1979.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد "كانت تداعيات هذه الخصومة عميقة، فقد أسهمت التوترات بدعم طهران وتغذيتها الحرب في اليمن".

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن الاتفاق الذي عقد في الصين، قبل أيام، مجرد بداية، وعلى افتراض أن الصفقة طبقت، فإن هناك شهرين للتوافق وتحديد التفاصيل، ولن يقود احتواء التوترات السعودية الإيرانية إلى تقارب عميق، كما أنه لن يساهم في إنهاء ويلات لبنان والحرب المتعددة الوجوه في اليمن.

كذلك، ذكرت "الجارديان" أنّ التنافس بين إيران والسعودية لعب عوامل عدة، منها مظاهر القلق الأمني، ومزاعم كل منهما بقيادة المنطقة والأمور المتعلقة بالتنافس الإثني الطائفي.

ولفتت "الجارديان" إلى أن المحادثات بين إيران والسعودية تجرى منذ عام 2021، وفي العام 2019 تعرضت المنشآت النفطية الكبرى في السعودية لهجوم أدى إلى وقف نصف إنتاج المملكة وزاد من مخاوفها الأمنية.

وأشارت إلى أن الكلفة الضخمة والضرر الذي أصاب سمعة السعودية بسبب التدخل في اليمن، ودعمها للحكومة المعترف بها شرعيا دفع الرياض للتوقف. فتحقيق رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان لن يتم بدون استثمارات أجنبية.

ووسط مخاوف من أن المملكة لا يمكنها التعويل على دعم الولايات المتحدة المنشغلة في أوكرانيا باتت ميالة للتركيز على منطقة إندو-باسيفيك، فقد كانت الصفقة الأخيرة هي تذكير لإدارة بايدن بأن الرياض لديها أصدقاء آخرون.

وبالنسبة لإيران، فإن المنافع واضحة، فهي خطوة أولى للخروج من العزلة الاقتصادية والسياسية. وحملت طهران الإعلام الممول من السعودية مسؤولية تشجيع الاحتجاجات المعادية للحكومة وتريد وقف حملات الإعلام.

وفي الوقت نفسه، موضعت الصين نفسها كبديل عن النظام الذابل الذي تقوده الولايات المتحدة، وقدمت نفسها بمظهر عراب السلام المسؤول، بشكل حرف عنها النقد الذي وجه إليها بسبب موقفها الداعم للحرب الروسية في أوكرانيا.

وقالت الصحيفة إن إيران وعمان، هما اللتان وضعتا الأسس للتقارب وما قامت به الصين هو جمع الأطراف معا، بدلا من الضغط على الطرفين للتصالح. وبكين هي التي استطاعت في النهاية إقناعهما بتوقيع اتفاقية، وذلك بسبب شراكتها مع طهران وعلاقاتها التجارية مع الرياض، فهي من أكبر شركائها التجاريين.

وبالمقارنة، فإن علاقة الولايات المتحدة مع إيران، في أدنى مستوياتها منذ قرار دونالد ترامب الخروج من الاتفاقية النووية.

وقالت الصحيفة: "إنه حتى هذا الوقت فقد ظلت الصين تتعامل مع الشرق الأوسط من خلال البعد التجاري والاقتصادي ولكنها باتت تفكر الآن بشكل واسع حول استقرار المنطقة".

كذلك، فقد لفتت الصحيفة إلى أن "هناك أنباء تفيد بتخطيط الصين لعقد قمة بين ملوك الخليج وإيران، وكلما دخلت في المعمعة فستكتشف أن من الصعوبة الحفاظ على موقف محايد".

وتساءلت الصحيفة في الختام عن "المستفيد من الصفقة بين إيران والسعودية"، وأضافت: "يجب علينا الإنتظار، لكن الديكتاتوريين عادة ما يستفيدون من هذا أكثر من الناس العاديين الذين عانوا من نتائج الخصومة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى