> > أثارت مقابلة د. رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي مع جريدة الشرق الأوسط ردود أفعال غير مسبوقة من شعب الجنوب العربي التي جاءت بتقديرنا لصرف أنظار الجنوبيين عن خطاب السيد عبدالملك الحوثي باتهامه الولايات المتحدة بعرقلة المفاوضات بين صنعاء والرياض في مسقط.
المادة -(6) (هذه المعاهدة تكون أساسا لكل الاتفاقيات التي ستعقد بعد ذلك بين الفريقين المتعاهدين السامين حاليا ومستقبلا بقصد تقوية الود والصداقة وتعهد ألفريقان الساميان بعدم تقديم المساعدة لأي عمل موجه ضد الود والصداقة المخلصة القائمة بينهما أو التستر عليه).
 - وفي العام 1945م تطلع السلطان العبدلي بإقامة دولة الجنوب العربي بتوحيد السلطنات والإمارات والمشيخات الجنوبية.
- وفي 11 فبراير 1959م،أعلن عن قيام اتحاد إمارات الجنوب العربي.
- وأثناء مفاوضات استقلال الجنوب العربي (21 - 29 نوفمبر 1967م) في جنيف بين بريطانيا ووفد الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل نصت وثيقة الاستقلال بأن:
- تنشأ في يوم الاستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تـعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وذلك بإرادة رسمية من قبل الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن بصفتها ممثلة لشعب منطقة الجمهورية وتـقام حكومة للجمهورية.
- وفي 22 مايو 1990م، أعلن عن قيام الجمهورية اليمنية بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية.
- ومن هذا المنظور، أطلق مصطلح القضية الجنوبية بدلا عن تعريف "ج ي د ش" باعتبار أنها قضية يمنية، وكانت قيادة الحزب الاشتراكي اليمني وجميع القوى اليمنية الرسمية والحزبية والأهلية تستخدم عن فهم وإدراك مصطلح "القضية الجنوبية" بأنها يمنية خالصة.
(1) "كل معاهدة وكل اتفاق دولي يعقده أي عضو من أعضاء "الأمم المتحدة" بعد العمل بهذا الميثاق يجب أن يسجل في أمانة الهيئة وأن تقوم بنشره بأسرع وقت ممكن".
 وأثناء مناقشة مجلس الأمن الحرب في اليمن أقنع الرفيق المناضل عبدالله صالح الأشطل المندوب الدائم  لـ"جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" أعضاء مجلس الأمن بأن الحرب نزاع داخلي على السلطة والرفيق الأشطل كان يشغل المندوب الدائم "ج ي د ش" السابقة من الفترة (29 مارس 1973حتى 1990م) وكان رئيس مجلس الأمن الدولي في شهر مارس 1990م، قبل قيام الوحدة اليمنية، وكان عميد السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي في نيويورك لسنوات طويلة وكان يحظى بمكانة كبيرة وكلمته مسموعة في الأوساط الدبلوماسية الدولية، وظل يشغل المندوب الدائم  للجمهورية اليمنية حتى وفاته العام 2004م.
والخلاصة من الخطاب أن المفاوضات تجري بين صنعاء والرياض، والانتقالي يعرف بأنها تجري لعودة الجنوب إلى صنعاء ومطالبته بأن يتفاوض على القضية الجنوبية في صنعاء، ممتاز وعظمة.
والأمر الثالث، موضوع النفط والغاز اليمني، وهو ما قامت على أساسه الوحدة اليمنية وحربي (1994م) و(2015/ 2023م) وللأسف القيادات الجنوبية لم تستوعب أو تفهم أن الحروب في العالم على الثروات فقط، لأن ثقافتها مشبعة بالايدلوجيا الاشتراكية الطوباوية التي عفا عليها الزمن.
 وفي هذا الصدد نسأل الانتقالي، ما هي الأسس والقواعد التي يطالب بها الأمم المتحدة لوضع خارطة طريق لحل القضية الجنوبية في المفاوضات النهائية؟ ومعلوم أن الأسس والقواعد هي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216، الذي وقع عليها الانتقالي المتضمنة في اتفاق الرياض؟
والانتقالي لا يعرف الجهة الذي سوف يتفاوض معها، الانقلابين الحوثيين أو حكومة المناصفة الذي أصبح جزء من مجلسي الرئاسة والحكومة أو مع الأخيرين اللذان أصبحا الوجه الآخر لأنصار الله؟ أو جميعهم، لله الأمر من قبل ومن بعد.
وفي هذا الصدد نعتقد أنه يحق للانتقالي التفاوض على القضية الجنوبية الوهمية في صنعاء، شريطة أن لا يدعي أنه يمثل شعب الجنوب لأن ساحة العروض ليست مركزا انتخابيا من عدن إلى المهرة، انتخبه، وخير مثال مؤتمر شعب الجنوب الذي حضر مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء كفصيل ولم يقول إنه يمثل فصائل الحراك الجنوبي، وللتذكير الحزب الاشتراكي اليمني وقع اتفاق إعلان قيام الجمهورية اليمنية بصفته يمثل الشخصية القانونية الدولية "ج ي د ش "  أما الانتقالي بأي صفة وهو لا يتمتع بالصفة القانونية الدولية وتأكيدا لذلك لم تعترف به دول التحالف ولا غيرها.
 وتأسيسا على ذلك، فأنني أكرر الدعوة للشخصيات الوطنية والمستقلة أن يبعثوا رسالة إلى مجلس الأمن استنادا إلى القانون الدولي يطالبوا باستعادة "ج ي د ش" الجنوب العربي الذي حصل على استقلاله من الدولة الأصلية بريطانيا في 30 نوفمبر 1967م مع حملة توقيعات شعبية لشعب الجنوبي العربي.
وفي الأخير أود أن أنوه بأنني لست ضد المجلس الانتقالي أو أي فصيل حراكي جنوبي آخر، أو شخص ما بعينه فالقضية الوطنية المتمثلة باستعادة دولة  "ج ي د ش" ليست محلا للتسويات والتجارب الفاشلة والآن بعض القيادات الجنوبية تقول بأنها يمارس عليها ضغوطات إقليمية ودولية.
وفي هذه الحالة ننصح القيادات الجنوبية التي تطالب بحل القضية الجنوبية في صنعاء أن تتنحي جانبا عن فرض نفسها لتقف أمام تطلعات شعب الجنوب العربي باستعادة دولته، سواء تعلم أو من دون لا تعلم إنها تنفذ أجندة خارجية لاحتلال الجنوب وتقسيمه ونهب ثرواته.
فاستعادة دولتنا لا تأتي بالتسويات ولا بقرارات مجلس الأمن ولا بالدعم المالي والعسكري الخارجي ولا بالضغوطات والوعودات والضمانات الإقليمية الكاذبة ولا بالتذرع بالأوضاع الإقليمية والدولية بأنها غير مواتية ولا بالتحلي بالصبر والحكمة والمرونة والتكتة السياسية وبالبروجاندا الإعلامية إلخ، فكل هذا كذب وهراء حتى لو أصدر مجلس الأمن مائة قرار باستعادة دولتنا فلن يصدق وخير مثال القضية الفلسطينية أصدر أكثر من (131) قرارا ولم ينفذ قرارا واحدا.
وبالمحصلة لن يستعيد دولتنا إلا شعب الجنوب العربي فقط ولا غير، وخير مثال أنصار الله لا قرارات مجلس الأمن ولا التدخل العسكري العربي ولا مساندة ودعم المجتمع الدولي ولا حرب ثمان سنوات ولا حصار بري وبحري وجوي أعاد الشرعية إلى صنعاء وبالمحصلة انتصر أنصار الله لإيمانهم بإرادتهم وتنظيم أنفسهم خلف قيادة صادقة وقوية وحكيمة واستعادوا حقهم التاريخي وفرضوا إراداتهم على المجتمع الإقليمي والدولي.
وإن غدا لناظره لقريب.
والله من وراء القصد