​من أبطال المسلمين

> خالد بن الوليد (1)

يقول سيدنا خالد عن رحلته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة ليأخذ دوره في قافلة المؤمنين فقال: ووددت لو أجد من أُصاحِبُ، فلقيت عثمان بن طلحة، فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة، وخرجنا جميعا فأدلجنا سحرًا، فلما كنا بالسهل إذا عمرو بن العاص، فقال مرحبًا بالقوم، قلنا: وبك، قال: أين مسيركم ؟ فأخبرناه، وأخبرنا أيضًا أنه يريد النبي ليسلم، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان. فلما طلعت على رسول الله سلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق. فأسلمت وشهدت شهادة الحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « قد كنت أرى لك عقلا رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير ». وبايعت رسول الله وقلت: استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله، فقال: « إنَّ الإسلامَ يَجُبُ مَا قَبْلَهُ ». قُلْتُ: يا رسول الله على ذلك فقال: اللَّهُمَّ اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك، قال: وتقدم عمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة، فأسلما وبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال: لما كان يوم مؤتة وقتل الأمراء أخذ اللواء ثابت بن أقرم وجعل يصيح: يا للأنصار، فجعل الناس يثوبون إليه، فنظر إلى خالد بن الوليد، فقال خذ اللواء يا أبا سليمان، فقال لا آخذه، أنت أحق به، لك سن وقد شهدت بدرا، فقال ثابت: خذه أيها الرجل فو الله ما أخذته إلا لك، وقال ثابت للناس: اصطلحتم على خالد ؟ قالوا: نعم، فحمل اللواء وحمل بأصحابه ففض جمعًا من جمع المشركين.

لوحة على ضريح خالد بن الوليد في مدينة حمص بسوريا كتب عليها .. قف باحترام أمام مرقد بطل الاسلام العظيم سيف الله وسيف رسوله الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه
لوحة على ضريح خالد بن الوليد في مدينة حمص بسوريا كتب عليها .. قف باحترام أمام مرقد بطل الاسلام العظيم سيف الله وسيف رسوله الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه

 ولي سيدنا خالد أمره الجيش، بعد أن كان وضع المعركة أصبح واضحًا فضحايا المسلمين كثيرون، وجيش الروم في كثرته الساحقة كاسح، جرار، ولكن صاحب القلب الشجاع والبصيرة النافذة، رمق أرض المعركة الواسعة وأدار الخطة العسكرية في بديهته بسرعة مذهلة، فقسم جيشه، والقتال دائر، إلى مجموعات، ثم وكل إلى كل مجموعة مهامها وراح يستعمل فنه العجيب ودهاءه البليغ حتى خرج بجيش المسلمين سليمًا معافى. وفي هذه الغزوة أنعم الرسول صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد بهذا اللقب العظيم سيف من سيوف الله.

تنكث قريش عهدها مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم فيتحرك المسلمون تحت قيادته لفتح مكة، وعلى الجناح الأيمن من الجيش يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد أميرًا، ويدخل خالد مكة واحدا من قادة الجيش المسلم، بعد أن شهدته سهولها وجبالها قائدًا من قواد جيش الوثنية والشرك زمنًا طويلاً، وينتفض تحت روعة المشهد وجلاله، مشهد المستضعفين الذين لا تزال جسومهم تحمل آثار التعذيب والتنكيل، يعودون إلى البلد الذي أخرجوا منه بغيًا وعدوانًا، يعودون إليه على صهوات جيادهم، وتحت رايات الإسلام الخفاقة. ويشهد سيدنا خالد هذا الفتح العظيم المبارك وهو بطل من أبطاله.

بعد أن توفي الرسول عليه الصلاة والسلام وحمل أبو بكر رضي الله عنه مسؤولية الخلافة، هبت أعاصير الردة ونشبت نيران الفتنة في قبائل أسد غطفان وعبس وطيء وذبيان، ثم في قبائل بني عامر وهوازن وسليم وبني تميم وصارت جيوشًا جرارة قوامها عشرات الألوف من المقاتلين، وواجه الإسلام محنة خطيرة، ولكن كان هناك سيدنا أبو بكر رضي الله عنه الذي عبأ المسلمين وقادهم إلى حيث كانت قبائل بني عبس وبني مرة وذبيان قد خرجوا في جيش كبير، وانتصر المسلمون...(يتبع غدا)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى