مناصرة برامج التحصين الصحي مسؤولية الجميع

> «الأيام» أحمد عمر حسين:

> برامج التحصين الصحي الشامل مرت بتجارب علمية دقيقة خضعت لشروط وضوابط علمية، وكانت نتائجها مبهرة وخاصة منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي حافظت على ملايين البشر من الهلاك أو الإعاقة.

لقد كانت المجتمعات قديما تعاني من موجات وبائية بسبب الأمراض المعدية وكانت الوفيات بمئات الملايين، وبرامج التحصين مستمرة منذ عقود وفي كل دول العالم وليست في الدول النامية فقط، ومنذ الانقلاب الظلامي للعصابة السلالية في صنعاء، بدأت تنتشر دعايات وإشاعات باطلة تشكك بالأمصال واللقاحات، بل وتشيع تلك العصابة تهم باطلة ضد برامج التحصين الصحي، وبسبب ظلاميتها وجهلها عادت بعض الأمراض للانتشار مثل الحصبة والتي قد تم إعلان خلو بلادنا منها منذ العام 2006م.

الظلامية والجهل والعنصرية المقيتة في مناطق سيطرة الحوثيين والتي منعت برامج التحصين أحيانا، وأحيانا تتعمد تعريضها للتلف من خلال تعطيل عمليات سلسلة التبريد ثم بعد ذلك تسمح بعودتها وذلك لكي يتسبب تلفها في أحداث، مضاعفات أو وفيات وبذلك تعطي للناس انطباع سيء عن اللقاحات والأمصال.

الإشاعات والدعايات المضللة تريد أن تجرد العالم أجمع من إنسانيته وكأنه ينشر الأمراض متعمدا، أو يمنع الإنجاب في المجتمعات الإسلامية، وهذا افتراء كانت تنشره داعش والعصابات الحوثية ومن يسير في فلكهم، بينما الحقيقة غير ذلك.

لقد مر الجنوب قبل مشروع الوحدة الفاشل بتجربة مجتمعية ومؤسسية ناجحة ورائعة خاصة في تطبيق برامج التحصين الصحي الشامل، حتى أن الجنوب أول دولة عربية تعلن منظمة الصحة العالمية خلوه من الجدري في عام 1977م بعد مرور ثلاث سنوات لم تسجل فيها حالة واحدة.

نحن اليوم بحاجة لإعادة التحفيز المجتمعي وتنشيط دور المؤسسات الصحية بالمشاركة مع الوزارات الاخرى كالتربية والأوقاف والجامعة والإعلام وذلك لإنجاح البرامج الصحية والتحصين الصحي الشامل للصغار والكبار كما كان سابقا.

دور المجتمع وتكامله مع المؤسسات المعنية والمساعدة مهم جدا من خلال:

1ـ عودة برامج التثقيف الصحي الأسبوعية في الإذاعة والتلفزيون. 2ـ ربط التسجيل للدراسة بالروضة والتعليم الأساسي ببطاقة التحصين الصحي.

3ـ عودة حملات التحصين الصحي السنوية وبكفاءة وزخم جديد. 4ـ عودة وتنشيط فرق التحصين المتنقلة أسبوعيا للوصول إلى من لم تسعفهم الإمكانية الاقتصادية للوصول لمراكز التحصين. 5ـ إشراك الأئمة والخطباء في الاستفادة من خطب الجمعة والمناسبات في تخصيص دقائق لتشجيع المجتمعات المحلية على الاهتمام بتحصين أولادهم. 6ـ إشراك اللجان المجتمعية في المساهمة بدور تحفيزي من خلال المشاركة مع الفرق المتجولة وتسهيل عملها.

إن التحصين الصحي ليس مؤامرة أبدا وإنما هو خدمة صحية جليلة تساعد في استئصال أو الحد من انتشار أمراض الطفولة القاتلة وبقية الأمراض المعدية.

برامج التحصين هدفها الحفاظ على طفولة آمنة ومستقبل مشرق ومجتمع عامل ومنتج.

القتلة هم من يمنعون برامج التحصين أو ينشرون الإشاعات الكاذبة، والتحصين عمل إنساني وصحي عظيم وعلينا دعمه وإنجاح تلك البرامج بكل ما نملك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى