"حيد الجزيل".. القلعة الحضرمية المعلقة من القرن السابع الهجري!

> سيئون «الأيام» خاص:

> قرية حيد الجزيل الأعجوبة الطينية الحضرمية والقرية المعلقة المنسية والصامدة عبر الزمن تحكي تاريخ وأمجاد من عاشوا في هذه البقعة الفريدة من حضرموت وتقع هذه القرية الخلابة وسط مناظر طبيعية مدهشة في وادي دوعن وهو أحد أودية غرب حضرموت والذي يعتبر من أشهر الأماكن السياحية فيها حيث يقع بين الجبال والهضاب العالية والجافة ويبلغ ارتفاعها 350 قدما مع جانبين عموديين في وادي دوعن .

ومعنى تسمية القرية بحيد الجزيل، فالحيد تعني الجبل والجزيل تعني القوي والجزل أي ما عظم من الشيء أو الكثير من الأموال وكلمة المال هنا تنطق على الأراضي الزراعية.

ويتلقي عند مثلث حيد الجزيل واديان عظيمان عقرون وموراة، وموراة عبارة عن غيل ماء يسقي الوادي والحقول الزراعية وهي عين غنية بالماء العذب ولها مئات السنين، أما وادي عقرون ففيه ماء غزير ونخل وأطيان تشتهر بزراعة أشجار السدر الغذاء الرئيسي للنحل المنتج لأجود أنواع العسل الدوعني.


وتجثم القرية على صخرة عملاقة وتشرف على وادي طويل الغريب وكانت ولسنين طوال تضم مئات الأهالي، أما اليوم فلم يتبقى فيها سوى أسرة واحدة تتحدى العزلة والوحدة والتضاريس الشديدة.

وتحتوي القرية على خمسة وأربعون بيتا مبنية من الطوب الطيني اللبن أو المدر، وبسبب السنين الطوال والأمطار الغزيرة وهجرة ساكنيها اندثرت وتهدمت أكثر هذه البيوت وبقيت آثار تدل على تاريخ وعراقة ما عاشته هذه القرية قديمًا.


الوثائق التاريخية تقول إن بدايتها كانت في عهد الشيخ سعيد بن عيسى والشيخ عمر مولى خضب، وتاريخها يعود إلى القرن السابع الهجري.

وقد كان الحضارم قديما من عاداتهم الاعتماد على الذات، فلو نظرنا إلى المباني في حضرموت قاطبة لا يستوردون أي شيء من خارج البلاد، فمثلا بيوتهم من الطين والحجارة وهي متوفرة في البيئة، وأما الأبواب والنوافذ فقد كانت تصنع من أشجار الدر العلوب.


ويتطلب الوصول إلى قرية حيد الجزيل أن يكون الزائر من متسلقي الصخور المحترفين.

ويعتمد سكان هذه القرية على الأودية التي تمتلئ بالمياه الموسمية، وعندما تمطر فإن الرعاة وقطعانهم من الماعز ينطلقون بسعادة في قاع الوادي.

منازل قرية حيد الجزيل

تم بناء منازل قرية حيد الجزيل على حافة جرف الصخرة باستخدام الطوب اللبن والأرضيات الخشبية لتفصل بين الطوابق وبعضها، ولكن يجب أن يتم إصلاح هذه المباني باستمرار خاصة بعد الأمطار الصيفية، وتشير بعض الروايات إلى أن بعض هذه المنازل تعود إلى 500 عام.

وتمكن سكان القرية من بناء هياكل مبتكرة ومتطورة على صخرة ترتفع عن الوادي بنحو 150 مترا، لتشبه إلى حد كبير مملكة الخواتم التي ظهرت في سلسلة الأفلام الشهيرة التي تحمل نفس الاسم لتمنح السياح مشهد جميل على هذا الوادي من أعلى.


رحل اغلب سكان حيد الجزيل إلى مواطن الهجرة وبقي حيد الجزيل مصنعة تاريخية وفرّادة وأعجوبة معمارية تنتظر إنسانها الدوعني المهاجر ليحضنها بعطفه وحنانه وتعود لسابق عهدها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى