​صحيفة لندنية تكشف ضمانات دولية للجنوبيين والشماليين.. هذه تفاصيلها

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
  • خلافات وإخفاقات الشرعية جعلتها الخاسر الأكبر في التسوية القادمة
  • حصد المكاسب.. الجنوب يعزز خطوات الاستقلال والحوثي يتفرد بالشمال
> أكدت صحيفة لندنية أن جماعة الحوثي ذاهبة إلى استكمال فرض سيطرتها على كامل شمال اليمن على الرغم من إعلانها القبول بالانخراط في مفاوضات سلام، فيما تتعزز خطوات المجلس الانتقالي لاستعادة الدولة الجنوبية، موضحة بأن ما تعرف بالسلطة الشرعية قد باتت الخاسر الأكبر، نتيجة تواصل خلافاتها وإخفاقاتها.

وقالت صحيفة "اندبندنت عربية" بتقرير نشرته أمس، أن جميع أطراف الصراع في اليمن قد أصبحت مقتنعة بخيار السلام، ولكن وفق الخارطة الجديدة التي أفرزتها سنوات الحرب ونطاق سيطرة ومكاسب كل طرف فيها.

 وعقب ماراثون طويل من محاولات التوصل إلى كلمة سواء مع جماعة الحوثي، والتي كان أبرزها المشاورات اليمنية - اليمنية التي عقدت في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي مطلع أبريل 2022 وتمخض عنها تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، ورفضهم الحضور على رغم توجيه الدعوة إليهم، فإن وقائع الأمور تشير أيضا إلى أن السعودية بات يهمها استقرار اليمن.

أما إيران فلديها مشكلات مركبة وغليان داخلي ومن مصلحتها التهدئة مما يدفعها إلى خفض سقف طموحاتها في اليمن مقابل استقرار أراضيها.
ومن الواضح أن جملة التغييرات التي تشهدها المنطقة في إطار حالة التفاهم التي تسود أخيراً قد رمت حجراً في بركة المشكلة اليمنية الراكدة بعدما كادت تتجمد وتتحول إلى مأساة إنسانية منسية.

ولهذا يمكن "اعتبار حل هذه التطورات التي تشهدها المنطقة مدخلا مهما لتهدئة إقليمية وتتويجا فعليا لتصفير عداد الخلافات وإثبات حسن النيات سينعكس، وفق الباحث السياسي اليمني علي العبسي، على إحداث تفاهمات بين الأطراف اليمنية شاهدنا بوادرها جلية أخيرا".
  • ملف الجنوب
وتعطي هذه الخطوات، وفق مراقبين، مؤشرا على الرغبة في طي الماضي وقبول مسألة حل ومعالجة القضايا الحساسة، مثل شكل الحل السياسي وقضية الجنوب المتمسك باستعادة دولة الجنوب وفك الارتباط عن الشمال، وتوجسهم من التسويات التي لا تأخذ مطالب الجنوبيين بعين الاعتبار.
ومن وجهة نظر المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس في مايو 2017، ويتبنى خيار استعادة الدولة "فالجنوبيون متمسكون بأن يكون للقضية الجنوبية إطار خاص بها في مفاوضات التسوية الشاملة، وعدم القبول بفرض أي حلول تنتقص من حق شعب الجنوب في استعادة دولته"، بحسب ما أعلن القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح.

ويرى القيادي الانتقالي أن موقف المجلس من جهود السلام معلن وثابت، ويقوم على دعم كل الجهود الدولية والإقليمية لإحلال سلام حقيقي ومستدام، يبدأ بمعالجة جذور الصراع في اليمن وتحديداً قضية شعب الجنوب واستيعابها، وفقا الواقع على الأرض. وأضاف، "ندعم كل جهود السلام ونعتقد بأن الشرط الأساس لنجاح هذه الجهود هو إيجاد حل عادل ومنصف لقضية شعب الجنوب ويستجيب لتطلعاته، وأية محاولة للقفز على هذه القضية تعني بقاء مسببات الصراع وعدم الاستقرار، ولن نتعاطى ولن نقبل بتقديم قضية شعبنا قرباناً لمعالجة قضايا اليمن الشمالي".
  • ضمانات دولة
ومع تواصل المبادرة السعودية لإيجاد صيغة حلول مشتركة، تبرز التساؤلات عن جدواها بعد أن خرجت محادثات صنعاء من دون موقف معلن سوى تأكيد الطرفين مواصلة جهود التباحث لاحقا.
ويقول الكاتب السعودي عبدالله العساف إن "عودة العلاقات السعودية - الإيرانية دفعت إلى اتخاذ مواقف أكثر نضجا، وأصبح الجميع مستعدا للصلح وتقبل المبادرات، خصوصا أن لدى إيران سلطة كبيرة على الحوثيين الذين يتلقون أوامرهم منها، كما لا يخفى على الجميع، وبالتالي أصبحت المبادرات تجد آذانا صاغية".

وأكد العساف وجود ضمانات صينية تلزم إيران بإجبار الحوثي الالتزام ببنود أية تسوية مقبلة، ويشير إلى أن "لدى الصين مصالح مشتركة ولدى إيران مع الصين مثلها، ولهذا فالأخيرة حريصة على عدم الإخلال بهذا الاتفاق وأيضا الصين حريصة على إنجاح الاتفاق بتشعباته وأبعاده".
ولعل من أكثر مشكلات اليمن تعقيدا منذ عقود أن الاتفاقات على كثرتها لا توصل إلى المبتغى الذي أبرمت من أجله بين مختلف القوى السياسية التي تنقلب عليها قبل أن يجف حبرها، غير أن المتفائلين هذه المرة يتحدثون عن ضمانات دولية تلقتها "الشرعية" وكانت طاالبت بها قبل التوقيع على إطار الاتفاق الذي رعته سلطنة عُمان.

وبهذا السياق قال الأكاديمي العُماني عبدالله آل غيلان، إن "عُمان هي الأقدر والأكثر قبولاً وقدرة وإقناعاً على إحداث اختراقات في الأزمة وإيجاد ضمانات معينة لكافة أطراف الأزمة في اليمن بتنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية"، مشيراً إلى أن الحوثيين "يدركون أهمية عُمان بالنسبة إليهم، ولهذا فضمانات مسقط في شأنهم لن تكون كسابقاتها".
  • حقائق الأرض
ولعل من أبرز المعوقات ما حققه الحوثيون من سيطرة شاملة بلغت عمق الدولة ومفاصلها، وساعدهم انكفاء الحكومة وقواها، مما منحهم مساحات لم يكونوا يحلمون بها لعل أبرزها إحكام قبضتهم على العاصمة صنعاء والحديدة وغالبية محافظات الشمال الأخرى، وسيكون من مقتضيات التسوية تقديمهم تنازلات كبرى في تركيبة مؤسسات الدولة، وهو ما يعد بالنسبة إليهم خسارة لمكتسباتهم، وهو الأمر المستبعد من قبلهم.

لكن وسط احتمال نجاح الضغوط الدولية عليهم، فلماذا يمنح الحوثي السلام لباقي القوى التي لا تشكل عليه خطرا وجوديا حقيقيا؟
وللإجابة عن هذا السؤال يجدر بنا فهم معادلة الحرب والسلام بناء على معطياتها السياسية والعسكرية اليوم، فـ "أنصار الله" منذ "اتفاق ستوكهولم" 2018 وهم من يمسك بزمان المبادرة، باتوا الطرف المهاجم في غير جبهة وميدان، في حين اكتفت القوات الحكومية منذ خسارتها لجبهة جبال نهم المطلة على صنعاء عام 2017، بانتظاره على خطوط دفاعات تقليدية دائماً ما تتصدع تحت وقع الضغط المتواصل، عدا عدد من الجبهات التي فشل في اختراقها، كما هو الحال بمأرب، سوى بعض المناطق غير الإستراتيجية وشبوة والضالع جنوباً، وتقهقره في تعز (وسط) وشنه سلسلة هجمات بالمسيرات المفخخة على الداخل اليمني وبعض المدن السعودية.

وما عزز كل هذا هو زيادة فرص الإخفاقات التي اعترت الصف المناهض لها، والسبب كما هو معلوم حال التباين السياسي الرأسي الذي تعانيه الشرعية الذي ينسحب بدوره على العسكري، إذ على رغم التقائها في جبهة مواجهة الحوثي ومشروعه، فإنها تتباين في ما بينها.
ومثلما يظل السلام في اليمن التحدي الحقيقي للقوى الضالعة كافة، يتساءل الجميع عن جدوى هذه الجهود من منظور إستراتيجي في حال تم التوصل إلى اتفاق ومدى استدامته، وهنا تبرز حقائق فرضتها معطيات الواقع وفقا لما خلص إليه مسرح العمليات القتالي حتى ما قبل التهدئة الأخيرة، فالحقيقة الأبرز أنه لا توجد في شمال اليمن قوة موازية تهدد سلطة الحوثيين في انتزاع الأراضي التي يسيطرون عليها، وهي معادلة تحيل شروط السلام وفقاً لقاعدة الأقوى من منطلق "لا يمكن أن نعطي لعدونا نصراً لم يحققه بعد"، على حد تعبير القيادي الحوثي ورئيس ما يسمى اللجنة الثورية "محـمد علي الحوثي" لقناة "المسيرة" الناطقة باسم جماعته عشية عيد الفطر الماضي.

وعلى المدى الطويل يتوقع أن "يستفرد الحوثي بالشمال اليمني بأكمله، والخلاصة لن يمنح الحوثي خصومه السلام ولكنه سيمنحهم الهدنة فقط".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى