د. حسين لقور بن عيدان يوجه رسالة للرئيس علي ناصر محمد

> "الأيام" خاص:

>
وجه الأكاديمي والباحث الجنوبي د. حسين لقور بن عيدان، مساء اليوم الأربعاء، رسالة إلى الرئيس الجنوبي الأسبق، علي ناصر محمد والأخوة زواره، دعا فيها إلى وحدة الكلمة والرؤية، من أجل تخطي جميع العوائق التي تقف أمام أرض الجنوب وأبناءه، مؤكدا أن وحدة الجنوبيين وحوارهم توأمان لا ينفصلان، حتى نواجه التحديات، ونسير معا إلى رحاب وطن العدالة والقانون.

وجاء في  الرسالة التي  استلمت" الأيام" تسخة منها في مايلي نصها:

"ظلت مصر و تظل حاضنة للامة العربية تستقبل من ضاقت به السبل في بلده حتى أصبحت العاصمة العربية الاولى التي تستقبل الجميع وبقواعد واحدة لا تفرق بين عربي واخر الجميع مرحب بهم دون استثناء، فاجتمع فيها خصوم السياسة بالامس وجاءها من طرد من الحكم  ثم لحق به من طرده.
لذلك رأينا فيه خصوصا من ابناء الجنوب من كل مراحل الصراع من آوته القاهرة بدءا من طلائع من نفتهم بريطانيا من ابناء الجنوب الى من أخرجهم العدوان الحوثي اليمني الأخير.

كان لا بد تقديم من هذا الإستهلال في هذه الرسالة، كون معظم لاجئي الجنوب وسياسيه يعيشون في مصر.

لذلك وجهت رسالتي لكم وومن خلالكم لهم، بعد أن كثرت اللقاءات و التي نتمنى أن تستمر ففي أي لقاء لا شك هناك حوار والحوار مفتاح كثير من سوء الفهم حتى بين أفراد العائلة فما بالنا ونحن مجتمع و شعب.

ما لفت الإنتباه في اللقاءات التي تتكرر انها تأتي كلما تقارب الجنوبيون سواءا عن قصد او صدف و لكن الصدفة لا تقبل التكرار، وما أثار ايضا الشكوك خروج بعض من حضر بعض اللقاءات بتصريحات خارجة حتى عن حدود الأدب بين المختلفين سياسيا بما فيها من نزق عنصري وضيق أفق لا يمكن وصفه إلا بالشعور بالدونية السياسية.

فقد لا حظنا بعض من حضروا تلك اللقاءات لم يكتفوا بالدعوة للتوافق بل خرج احدهم ليتحدث باسم محافظة كاملة لم يفوضه احد بالحديث باسمها وهو الذي لم يترك فيها في تاريخه إلا سفك الدماء و الجريمة السياسية.

انا لست في اي موقع قرار لكنني ادافع بقوة عن حقي كمواطن جنوبي للدفاع عن مستقبل وحق ابناءي واحفادي في وطن مستقر، قاده بعد الاستقلال مراهقون سياسيون من مغامرة إلى اخرى حتى اوصلوا اكثر من نصف شعبنا للجوء واليوم لم يحترموا و لم يخجلوا حتى من تاريخهم بمافيه من نجاح كما يعتقدون و جرائم كما يراه آخرون.

دعوتي لكم ان تضعوا مصلحة شعب الجنوب فوق كل اعتبار و اتركوا عنكم ادعاء الوصاية عليه  واختموا حياتكم بكف الاذى عن أهلكم، وضعوا ايديكم اذا بقي لديكم طاقة وجهد مع آخرين لإخراج الجنوب من هيمنة اليمننة و استعيدوا معا هويته و أعينوا أجيال غيركم على بناء دولته الجنوبية الجديدة لا علاقة لها لا بماضي سلاطيني أو قومجي و إشتراكي أو يمني.
 
علينا في هذه المرحلة الحرجة، أن نتذكر روح رجالات الجنوب الكبار، التي لا زالت حية تنبض في عروق ابناءهم واحفادهم، و تجلت فيهم روح الوطن الجنوبي في واحدة من أبهى مظاهر حب الجنوب عندما حملوا السلاح في وجه الغزو الغاشم لتحالف الحوثيين و علي صالح في 2015م.

ان حريتنا و كرامتنا في أرضنا الجنوبية هي رأسمالنا الذي لا ينفذ، و الدفاع عنهما ضد ايا كان هو ديدن شعبنا وهي الكنز الثمين الذي يغنينا عن الآخرين، والبلسم لكل جراحاتنا في الماضي و الحاضر.

وفي هذه المناسبة لا بد لي من التنويه بالحوار الذي دعى اليه كل الأخيار من الجنوبيين في فترات سابقة حتى تبناه الأخوة في المجلس الإنتقالي يعيد لنا في الجنوب روح التآخي والتضامن الذي عبثت به قوى اليمننة عندما تغلغلت في أوساط العمل السياسي ولم ينجو أحدا من شر مؤمراتهم بما فيهم انتم.

انكم تعلمون ان جوهر وجود هذا الوطن الجنوبي قائم على التواصل والتعاضد والتعاون بين كل أبناءه.

فمن ينسى تاريخ خروج ابناء الجنوب بدءا من باب المندب مرورا بيافع والبيضاء و دثينة و ارض شبوة لطرد الإحتلال الزيدي من حضرموت في نهاية القرن السابع عشر، وتتكرر المشهد اليوم عند جاء احفاد أولئك الاقوام الجنوبية، لتحرير بيحان من غزو الحوثة حديثا.

بالحوار أيها الاخوة بين أبناء الجنوب، سنقضي على الفتنة التي يراد لها تشعل بينهم وبالحوار سنرسم معالم جديد لشعبنا بعد تجربة مريرة عشناها في ظل هيمنة المركز المقدس و مؤامراته على أرضنا وشعبنا، وبالحوار تظهر قوة الأوطان.

وحدة الجنوبيين وحوارهم توأمان لا ينفصلان، حتى نواجه التحدي الأكبر في منع الولوج إلى المناطقية المقيتة التي لا منتصر فيها الا المتربصين، ونسير معا إلى رحاب وطن العدالة والقانون.

الأخ الرئيس.
لا ينبغي لأية غمامة أن تحجب عننا نور تاريخ حضارات ممالكنا العربية الجنوبية حضرموت، قتبان، اوسان وحمير أبدا التي لا زالت اثار عواصمها قائمة حتى اليوم.

فالشعب الذي قاوم طيلة سنوات الحرب الاخيرة ودفع اثمان باهضة لا يمكن يمكنه اليوم تسليم نتائج تضحياته لمن اخذوا اللقمة من افواه أطفاله فنهبوا و سرقوا خلال اكثر من ثلاثة عقود، حتى اصبحنا وملايين الجنوبيين خارج أرضنا نبحث عن ستر الحال ولإعانة اهلنا في الداخل.

ان وحدة الكلمة والرؤية، تتخطى جميع العوائق.

فتعالوا أيها الاخوة نعيد سيرة الرجال الكبار الأوائل، نتوحد ومن كل ربوع الوطن الجنوبي، لنحصن وحدتنا الوطنية، ونعيد للوطن بهاءه ودوره الطبيعي في إقليم أكثر أمانا وسلاما.

انه يعز علي أن أرى بعض الجنوبيين، يضعون ايديهم في ايدي من لا يحملون للجنوب إلا الحقد و الخراب و لا يريدونه الا مرتعا لمصالحهم من خلال نهب ثرواته وإفقار ابناءه و نحن نتلهى في نزاعاتنا، و إعانة أعدائنا الذين باتوا ينعمون، بالراحة والتفرغ لتخريب وطننا الجنوب و أرضنا الطيبة..

ان رسالتي هذه إليكم واضحة لا لبس فيها، وهي اننا معا يدا واحدة من كل قرى وحواضر الجنوب ومناطقه، لرفعة شأن وطننا و استقلاله و من أجل سلامة اهله و اجياله القادمة وتعزيز صمود في وجه اي عدوان جديد وسلامه الأهلي في مقاومة كل عدوان جديد".

و الله ولي التوفيق.
د. حسين لقور #بن_عيدان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى