​هل تكون السعودية وسيطاً بين واشنطن والحوثيين؟

> «الأيام» الخليج أونلاين:

>
تبدي السعودية حرصاً كبيراً على خفض التصعيد في اليمن ومحيطها الإقليمي، خصوصاً مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر وغزة، وهو أمر ربما وجدته الولايات المتحدة الأمريكية سبيلاً للجوء إليها في محاولة لوقف هجمات الحوثيين.

ويبدو أن زيارة الوفد الأمريكي كبير المستوى إلى السعودية، أواخر يوليو المنصرم، يشير إلى أن أهمية الزيارة تكمن في أن المملكة أصبحت أكثر قلقاً في الأسابيع الأخيرة بشأن التوترات المتزايدة وإمكانية الانجرار إلى صراع متجدد في اليمن، وهو أمر بدا أكثر وضوحاً بعد القصف الإسرائيلي على الحديدة.

وبعد سنوات من الحرب مع الحوثيين، تسعى الرياض إلى ضمان أمنها قبل كل شيء، في حين تخشى أن يتسبب التصعيد بين أمريكا ودول غربية وبين جماعة الحوثي بجعل محادثات السلام التي تقودها في اليمن محفوفة بالمخاطر، وقد تأتي الخطة بنتائج عكسية، على الرغم من أن السعودية اختارت البقاء خارج الصراع في المنطقة.

وبعد أيام من التصعيد الإسرائيلي، وقصفه ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الحوثيين (19 يوليو 2024)، قال موقع "أكسيوس" الأمريكي إن وفداً برئاسة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، وصل (30 يوليو) إلى السعودية لإجراء محادثات عن الوضع في اليمن، والتصعيد الأخير بين "إسرائيل" وجماعة "الحوثي".

وفق "أكسيوس"، يضم الوفد مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، ونائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط دان شابيرو.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع على المحادثات أن "التعاون الثنائي مستمر بين الولايات المتحدة والسعودية لتنفيذ العملية السياسية، وتعزيز الاستقرار في اليمن والبحر الأحمر".

وكانت التخوفات السعودية واضحة من التصعيد في محيطها، وإفشال تحركاتها المستمرة منذ أكثر من عامين لوقف الحرب في اليمن والتوصل إلى خريطة سلام، والدخول كوسيط بين الحكومة اليمنية الشرعية والمتمردين الحوثيين.

وبدا ذلك لافتاً من خلال تصريحاتها عقب الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة، حيث قالت حينها: إنها "تتابع بقلق بالغ تطورات التصعيد العسكري في اليمن بعد الهجمات الإسرائيلية التي شهدتها محافظة الحديدة، والتي تضاعف من حدة التوتر الحالي في المنطقة، وتضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على غزة".

ودعت الخارجية السعودية "كل الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس، والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب، وأن يضطلع المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة بأدوارهم ومسؤولياتهم لإنهاء الصراعات في المنطقة".

وربطت وقتها جهودها التي تبذلها بإنهاء الحرب على غزة، ودعم السلام في اليمن "لتجنيب شعبها الشقيق مزيداً من المعاناة، وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة"، وهو أمر ترتكز عليه في تحركاتها السياسية والدبلوماسية مؤخراً.

وربما يأتي التصعيد في البحر الأحمر كمُبرر لوجهة نظر السعودية بأن التهديد الحوثي الدائم بإثارة الفوضى والاضطرابات الاقتصادية لا يمكن احتواؤه من خلال الغارات الجوية، وأن ترسيخ سلطة الحوثيين قد يمنح الغرب فاصلاً ومساحة لدعم محادثات السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى