اصطدم بقبائل الصبيحة.. تمرّد على طارق في المخا

> رشيد الحدّاد:

>
  • حزب الإصلاح يستغل التوتر العسكري ويدفع بمليشياته للسيطرة على المخا
> تراخت قبضة عضو «المجلس الرئاسي» اليمني، طارق صالح، على مدينة المخا والمناطق المجاورة لها خلال الأيام الماضية بشكل مفاجئ، ما يهدّد مشروع إنشاء محافظة باب المندب في الساحل الغربي لليمن، والذي عُمل على الترتيب له منذ سنوات.

تقول مصادر يمنية مطّلعة إن العميد طارق صالح، الذي أسّس عددًا من الألوية العسكرية تحت مسمّى «حرّاس الجمهورية»، وتمكّن من اختطاف قرار قيادة «القوات المشتركة» المكوّنة من ألوية عسكرية جنوبية، بالإضافة إلى ما يُسمى «المقاومة التهامية» التي كانت تتبع الرياض، يواجه في الساحل الغربي معارضة شديدة من قيادة تلك القوات، التي تعارض تحرّكاته لبسط كامل نفوذه على مناطق تابعة لريف تعز الجنوبي، وهي مناطق مطلّة على مضيق باب المندب، وكذلك قيامه منذ تعيينه عضوًا في «المجلس الرئاسي»، بالانفراد في إدارة شؤون مدينة المخا الساحلية بعدما استحوذ على الملف الأمني في عدد من المناطق الواقعة في نطاق الساحل الغربي.

وفي الوقت الذي يعيش فيه «المجلس الرئاسي» أزمة مالية خانقة منذ أشهر، يواصل صالح إنشاء ميناء ومطار بالمخا، ومبانٍ حكومية استعدادًا لإعلان باب المندب محافظة يمنية مستحدثة عاصمتها المخا، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول مصادر التمويل الخاصة به في أوساط الموالين لـ«التحالف».

وفي إطار تلك الاستعدادات، اتّجه صالح إلى التخلّص من منافسيه في المخا والساحل، إلّا أن محاولاته تلك قوبلت بمقاومة كبيرة، السبت الماضي، بعدما أقدم على إقالة قائد «لواء الدعم والإسناد» في المخا، أبو ذياب الصبيحي، وعيّن قائدًا آخر كان يعمل جنديًا في صفوف قواته، ووجّه في الوقت نفسه بنقل اللواء إلى محافظة شبوة، وهو ما أثار ردّة فعل غاضبة من قِبل قبائل الصبيحة الجنوبية التي ينحدر أبو ذياب منها، وينتمي معظم منتسبي اللواء إليها. واجتاح منتسبو اللواء، الأحد، مدينة المخا، وسيطروا على عدد من المرافق الحكومية فيها. وعلمت «الأخبار»، من مصادر محلّية في المدينة، أن الأخيرة شهدت تمرّدًا عسكريًا من قِبل القوات الجنوبية التي تمكّنت من إغلاق فرع الاتصالات فيها، وقطعت خدمات الإنترنت عنها. كما سيطر منتسبو اللواء على عدد من خطوط الإمداد إلى المدينة التي تُعدّ المعقل الرئيس لصالح، وفرضوا حصارًا على أجزاء منها، ونصبوا نقاط تفتيش، فيما قامت قوات صالح بإعادة انتشار في محيطها من أكثر من اتجاه بهدف الدفاع عنها من أيّ هجوم من قبل قبائل الصبيحة، ونتيجة لذلك، توقّفت حركة النقل في خط الساحل الرابط بين عدن والمخا، جرّاء المواجهات وحالة التوتر العسكري بين الطرفين.

وتزامن ذلك مع وصول تعزيزات قبلية مسلّحة من مناطق الصبيحة لمواجهة أيّ هجوم تقوم به قوات صالح على منتسبي اللواء المتمرّد، والذي طالب برحيل عضو «الرئاسي» من المدينة، وسحب قواته من عدد من المناطق الواقعة جغرافيًا في إطار محافظة لحج الجنوبية.

وزاد التوتّر بين الطرفين في أعقاب تعرّض أبو ذياب، مساء الأحد، لمحاولة اغتيال نُفّذت من قبل مسلّحين تابعين لصالح. ووفقًا لمصادر، فإن الصبيحي تعرض للهجوم أثناء مروره على متن آلية عسكرية وسط مدينة الخوخة شمالي المخا، ما أدى إلى مقتل أحد مرافقيه وإصابة اثنين آخرين. إزاء ذلك، عقد مشايخ قبائل الصبيحة، وهي من أكبر قبائل لحج، اجتماعًا طارئًا لتدارس التطورات في الساحل الغربي. واعتبروا إقالة أبو ذياب، وتعيين مجنّد ينتمي إلى مناطق غربي تعز بديلًا منه، إهانة بالغة ومقصودة لهم، مطالبين برد الاعتبار.

وأقرّ الاجتماع حشد المزيد من المقاتلين القبليين لدعم قائد اللواء المقال.

وفي المقابل، استغلّ حزب «الإصلاح» التوتر العسكري في المخا لتحريك مليشياته للتقدّم عسكريًا بضعة كيلومترات في أطراف مديرية موزع الحدودية مع مدينة المخا، والسيطرة على مواقع خاصة بقوات صالح في المنطقة الساحلية. ولم يستبعد مراقبون وجود تنسيق بين قوات «الإصلاح» وبين «لواء الدعم والإسناد» في اقتحامه للمخا، مشيرين إلى أن صالح فشل حتى الآن في بناء أيّ حاضنة شعبية في مناطق سيطرته على مدى السنوات الماضية، على الرغم من قيامه باستقطاب عدد من القيادات القبلية في مناطق المضاربة وكهبوب الواقعة في نطاق محافظة لحج، بهدف ضمّ عدد من تلك المناطق الساحلية القريبة من مضيق باب المندب إلى المحافظة التي يعمل على الترتيب لاستحداثها، وتضمّ أرخبيل جزر حنيش الكبرى والصغرى، وجبل زقر، وجزيرة ميون، تحت ذريعة حماية المضيق الدولي وتأمين خطوط الملاحة التي تمرّ منه.

المصدر: الأخبار

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى