عثرة فنية تعرقل تسليم أحدث طرز أيرباص أي 321

> باريس "الأيام" العرب:

> ​كشفت مصادر في صناعة الطيران أن شركة أيرباص تكافح نقصا متزايدا في نطاق طائرتها التجارية لنقل الركاب طراز أي 321 إكس.أل.آر بعد التوصل إلى اتفاق مع المنظمين الأوروبيين بشأن ضمانات التصميم اللازمة للحصول على الشهادة.

وأكدت المصادر لرويترز أن هذه الانتكاسة دفعت شركة تصنيع الطائرات إلى تقديم البعض من الصفقات المحتملة للعملاء لطائرة أي 320 نيو الأكبر حجمًا لمساعدتهم على سد فجوة في الأداء المستهدف.

وقال متحدث باسم أيرباص ردا على استفسار من رويترز "لا تتوقع أيرباص أي تأثير كبير على ميزة النطاق الفريدة لطراز إكس.أل.آر في قطاع الممر الواحد”.

وتم إطلاق طراز أي 321 إكس.أل.آر في عام 2019 للتوسع في طائرة أي 321 نيو الناجحة ومحاولة قطع الطريق أمام منافستها الأميركية بوينغ لبناء طائرة جديدة في منتصف السوق، والتي تم التخلي عنها لاحقًا.

وظهرت طائرة أيرباص ذات الممر الواحد لأول مرة في معرض لو بورجيه للطيران بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس الشهر الماضي.

وظهرت إكس.أل.آر كبديل شهير لطائرة بوينغ 757 التي خرجت من الإنتاج، حيث حصلت على أكثر من 500 طلب من مشترين مثل أميركان إيرلاينز وجيت بلو أيرويز ويونايتد إيرلاينز، بسبب قدرتها على قطع قرابة 9 آلاف كيلومتر مع حرق وقود أقل بنسبة 30 في المئة.

ويستدعي تصميم الطائرة نوعا جديدا من خزان الوقود المركزي الخلفي، المصبوب في محيط جسم الطائرة لتوفير مساحة أكبر للوقود وتوسيع النطاق بنسبة 15 في المئة مقارنةً بطراز أيرباص أحادي الممر الحالي أي 321 أل.آر الأكثر قدرة.

لكن التصميم أثار مخاوف بين المنظمين بشأن مخاطر نشوب حريق وأوقات الإخلاء في حالة وقوع حادث، مما دفع المحادثات حول تغييرات التصميم اللازمة للحصول على الشهادة.

وأفاد رئيس برامج أيرباص فيليب مهون لشركة فلايت غلوبال بأن الشركة توصلت إلى اتفاق مع وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي (إي.أي.أس.أي) على أساس الحصول على شهادة بما في ذلك تصميم خزان الوقود الجديد.

وأشار مهون في مقابلة مع رويترز الشهر الماضي إلى أن التعديلات تتطلب إضافة بطانة واقية خاصة إلى خزان الوقود بالإضافة إلى تعزيزات أخرى.

وستحتوي الطائرة على خزان وقود إضافي يتم دمجه في هيكلها خلف فتحات العجلات وتحت أقدام الركاب مباشرة.

وتتعامل أيرباص مع مشكلات الإنتاج في مصانعها والتدقيق التنظيمي لخزان وقود مركزي جديد يمنح هذه الطائرة ضيقة البدن نطاقا للرحلة من لندن إلى ميامي أو من طوكيو إلى سيدني.

وأكد مصدران بالصناعة أن الإجمالي التراكمي للتغييرات في الهيكل أضاف نحو 700 إلى 800 كيلوغرام إلى وزن الطائرة مقارنة بالتقديرات السابقة التي تراوحت بين 200 و300 كيلوغرام.

وسيؤدي هذا إلى تقليص المدى الأقصى الذي تربطه أيرباص رسميا عند 4700 ميل بحري (8700 كيلومتر). وقال أحدهم لرويترز إن "التغييرات ستقطع 200 نانومتر (370 كيلومترا) من النطاق العملي، الذي كان أقرب إلى 4 آلاف نانومتر في العمليات العادية".

وقال مصدر ثالث بالصناعة "ستكون طائرة أي 321 إكس.أل.آر محدودة النطاق بدرجة أكبر بسبب الوزن الإضافي الذي يجب أن تحمله الطائرة".

ويُنظر إلى النطاق على أنه مهم بشكل خاص لشركات الطيران مثل شركة جيت بلو للطيران الأميركية، والتي من المتوقع أن تكون من بين المستخدمين الأوائل والتي تهدف إلى استخدام الطائرات لفتح طرق في أميركا اللاتينية أو الطيران إلى عمق أوروبا.

وتهدف شركة أيرباص إلى الحصول على المصادقة الأوروبية للسماح بطائراتها الجديدة للتحليق بحلول نهاية العام وتسليم الطائرة الأولى في الربع الثاني من عام 2024.

ويأتي التأخير الجديد في الوقت الذي تكافح فيه شركات الطيران نقصًا في أحدث الطائرات ذات الكفاءة في استهلاك الوقود، بينما تكافح شركتا بوينغ وأيرباص ندرة المحركات والأجزاء الأخرى.

وتتوقع أيرباص أن تتسلم أستراليا ونيوزيلندا والدول المجاورة في منطقة المحيط الهادئ 920 طائرة خلال الأعوام العشرين المقبلة، الأمر الذي يؤكد تعافياً سريعاً في السفر في أعقاب الأزمة الصحية العالمية.

وبحسب الشركة فإن الطلب يشمل نحو 750 طائرة ذات ممر واحد، بما فيها طراز أي 320 الأكثر مبيعاً، بجانب 170 طائرة أكبر حجماً.

ومن المتوقع أن يأتي أكثر من نصف هذه الطائرات بدافع تحقيق نمو في أسطول الطائرات، بينما سيحل الباقي محل الطائرات الحالية والمتهالكة.

وشهدت شركات الطيران والمطارات انتعاشا أقوى من المتوقع منذ منتصف العام الماضي في السفر الجوي بعد تضرر القطاع من الإغلاق وتكبده لخسائر هي الأقسى في مسيرة قطاع الطيران منذ عقود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى