موظف في بريد التواهي: (السمسرة) موجودة ولا يستطيع أحد الكذب على الناس

> استطلاع/ يسرى طه سيف:

>
  • مديربريد التواهي: نعاني من عجز بعد حرب 2015م ولكن هذا لا يدل على وجود سمسرة أو اختلاسات بالأموال
  • متقاعدون مسنون يشكون لـ "الأيام" عدم صرف مرتباتهم وتأخيرها
> إلى هذا اليوم ينتظر متقاعدو الجيش عند أبواب بريد التواهي أملًا باستلام مرتباتهم للشهر الماضي (سبتمبر) والذي انقضى دون أي بارقة أمل بأن تلمس أيديهم فتات ما يستلموه والذي لا يكفي حتى لشراء (كيس) من الأرز حجم عشرين كيلو.

في يوم الاثنين التاسع من أكتوبر والبريد خاوي على عروشه ناضبٌ من النقود كما تنضب الوديان من مائها.

"الأيام" شاهدت افتكار أمين مقبل وهي شقيقة أحد المتقاعدين، أثناء انتظارها معاش شقيقها حيث قالت "إنها تستلم المعاش نيابة عن شقيقها المتوفي قبل عشرين سنه تقريبًا، وبصراحة لقد كان من قبل يُصرف الراتب في وقته المحدد له، أما الآن فأصبحنا نعاني، وعندما نقف في الطابور والازدحام شديد ويأتي دورنا يخبروننا أن الأموال نفدت".


وأضافت أن العرقلة التي تواجهها هي نقص الأموال عندما تأتي إلى البريد، وتتألم من الوقوف والانتظار وضياع الوقت منذ الصباح الباكر، فمثلًا في بعض الأوقات يقولون لي اذهبي واستلمي راتبك من بريد آخر، وهنا المشكلة كيف لي أن أتوجه إلى فرع بريد في مديرية بعيدة عن مديريتي وأتكبد عناء التعب وخسارة المواصلات من يوم إلى يوم وما فائدة وجود بريد في مديرية التواهي إذًا؟

وتابعت افتكار "أما راتب أخي المتوفي فلم يزد منذ وفاته والبالغ (29700) ريال يمني وذلك طوال عشرين سنة من وفاة شقيقي"، ونتمنى أن يتم توفير مبالغ تكفي المتقاعدين، مناشدةً بتخصيص أيام محددة لكل قطاع لتستلم كل جهة في يومها ووقتها المحدد ولا تتداخل القطاعات مع بعضها البعض.

شفيقة سعيد
شفيقة سعيد
وفي نفس الصدد، قالت المواطنة شفيقة سعيد غانم وهي زوجة أحد المتقاعدين "أنا استلم راتب زوجي لأنه مريضًا عقليًا ويتجول في الشوارع وحاليًا أنا في حالة ذهاب وإياب من أجل المعاش ولكن دون فائدة وخسرت نفقات المواصلات أكثر من المطلوب خسارته والراتب مثل ما يقول المثل (عانة وبيستين) إضافة إلى أنني مريضة أليس هذا ظلم أم لا؟

ولفتت إلى أنها تستلم معاش زوجها منذ ما يقارب ثلاثين عامًا وفيما مضى يُـصرَف الراتب بالوقت المحدد أما الآن فيوجد القليل من التلاعب فمن قبل الوحدة اليمنية في العام 1990م كنا نعيش بكرامة ودون امتهان، بينما اليوم يتم إذلالنا برواتبنا.

وشرحت شفيقة غانم أن أبرز العراقيل في فرع بريد التواهي هي أنها عندما تأتي من أجل استلام المعاش يقولون لها (إن الأموال نفدت) هذا إن أتت في فرع البريد الذي في منطقتها.

وأكملت نستمر على هذا العذاب وأنا امرأة كبيرة في السن لا أستطيع أن أتحمل الذي يحصل، إضافةً إلى ذلك معاش زوجي المتقاعد زاد بعد فترة من تقاعده بنسبة بسيطة جدًا لا تتجاوز الثلاثة ألف ريال يمني.


وشكت لـ "الأيام" أن من المصاعب التي تجدها في البريد يتمثَّـل بطلبهم إحضار زوجها شخصيًا مع العلم أنه مصاب بمرض عقلي، ولكن مع المحاولات الحثيثة والإقناع وعرض تقاريره يتم صرف المعاش لي، ولم يبينوا لي ما هي الطريقة التي بواسطتها سأتجنب هذا العذاب كله.

إلى ذلك التقت "الأيام" بمدير مكتب بريد التواهي عبدالفتاح سعيد ناجي والذي قال "إن تأخير رواتب المتقاعدين يحدث بسبب نقص السيولة النقدية وأحيانًا من الشيك الصادر عن دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي".

عبدالفتاح سعيد
عبدالفتاح سعيد
وأشار مدير البريد إلى أن التأخير في صرف رواتب المتقاعدين ليس من البريد قائلًا "نحن عندما نستلم الشيك نذهب مباشرةً إلى البنك المركزي في العاصمة عدن، والبنك يحتاج إلى معاملات أخرى فتأخذ الإجراءات فترة تتراوح من يوم إلى يومين للإفراج عن الأموال".

وتابع فلذلك المتقاعدون يعانون من البطؤ في استلام النقدية، وقد تكفي النقود للمتقاعدين ولكن ليس بنفس مكتب البريد، فمكتب عن آخر يختلف، بعض مكاتب البريد تنفد منها السيولة النقدية وأخرى يتوفر لديها المال.

وأضاف أن زيادة معاشات المتقاعدين لا تأتي من جهتنا فنحن جهة صرف، وإنما الزيادة يتم اعتمادها من مكتب قسم المعاشات في وزارة الخدمة المدنية والتأمينات أو من دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي في وزارة الدفاع.

ومضى في قوله "نحن نعاني من عجز معين من بعد حرب عام 2015م ولكن هذا لا يدل على وجود سمسرة أو اختلاسات بالأموال، علمًا بأن المشكلات التي يعاني منها البريد توقف القطاع الحكومي عن التعامل مع البريد في صرف رواتب الموظفين بعد أن كانت جهات حكومية بأكملها تتعامل معنا، وكنا نصرف الرواتب مع أخذ العمولة، والأمور تسير بشكل طيب، ولكن الآن عندما توقف التعامل عبر البريد أصبحنا نعاني من نقص في الأموال ولا نستطيع حتى أن نغطي راتب موظف من موظفي البريد، وعلى هذا الحال".

وطالب ناجي الحكومة أن تلزم جميع مرافق القطاع الحكومي بتحويل الرواتب لصرفها عبر البريد لكي يستطيع البريد القيام بعمله، ويعود مثل عهده السابق وأفضل.

وحول العراقيل التي تعترض عمل البريد قال: "نسبيًا نواجه بعض العراقيل حيث إن عدد من المواطنين مهما نعمل معهم يأتوا غيرهم ويتعاملون معنا بطريقة أخرى، ولكن نتمنى من الحكومة والجهة المسؤولة علينا أن يتفقوا ليعود العمل مثلما كان من قبل".

نوفل عبدالقوي
نوفل عبدالقوي
من جانبٍ آخر التقت "الأيام" بموظف الشؤون البريدية في بريد التواهي نوفل عبدالقوي عبدالله والذي عزا تأخير رواتب المتقاعدين إلى عدم توفر السيولة النقدية والتي يعانوا منها، مضيفًا أنه في بعض الأوقات تصلنا نقود تكفي لمدة يومين فقط ولا تكفي المتقاعدين لأن أعدادهم كبيرة، وبعد يومين من بدء الصرف تبدأ المعاناة.

وفيما يخص زيادة رواتب المتقاعدين بيَّـن أن ذلك يخص وزارة الخدمة المدنية والتأمينات، مشيرًا إلى أن فرع البريد جهة صرف ليس لها علاقة بهذا الأمر، فالمبلغ المحول يتم صرفه للشخص، مؤكدًا أن السمسرة موجودة للأمانة ولا يستطيع أحد الكذب على الناس، مضيفًا نحن هنا في بريد التواهي وكذلك زملائنا في بريد القلوعة نعاني من عدم وجود منظومة ألواح شمسية لأنه في حالة انقطاع الكهرباء نتوقف عن العمل ولا نستطيع تسديد فواتير الناس وأنا كموظف شؤون بريدية أعاني من وجود الماطور في موقعي.

وناشد موظف الشؤون البريدية في بريد التواهي وجدي الشعبي مدير عام المديرية، أن يقوم بصرف منظومة الطاقة الشمسية من أجل تسهيل العمل، متمنيًا من مأمور التواهي التجاوب، لافتًا إلى أن بريد التواهي تعرض لحريق في شهر أغسطس من العام 2021م بسبب (الماطور) واحترق نصف المكان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى