ضعف الإقبال وزيادة الضنك.. مشهد حزين للمواطنين في أسواق عدن خلال شهر رمضان

> عبدالقادر باراس:

>
  • أسواق عدن تشهد تدهورا في الحركة التجارية وتواجه تحديات معيشية صعبة
  • بين الركود والضيق.. المواطنون يواجهون أزمة اقتصادية خانقة في أسواق عدن
> المتجول في أسواق عدن في هذه الأيام من شهر رمضان يشاهد ضعفا في حركة البيع على غير العادة في مثل هذه المواسم من كل عام، إذ كانت الأسواق تعج بالمارة والذي يعتبره أصحاب المتاجر في رمضان موسمًا تعويضيًا عن بقية السنة وذلك مع حلول عيدي الفطر والأضحى.


وهذا العام يعد هو الأسوأ على الإطلاق من حيث الإقبال على الشراء، إذ تخلو كثير من المتاجر بعدن بالمتسوقين وبقي أصحابها يسارعون بالترحيب بالزبائن المارين ويدعونهم للشراء، لكن قليلون نجدهم يشترون أغراض تلبي احتياجاتهم الضرورية.

وبات شراء احتياجات رمضان والعيد تحديًا بالنسبة للكثير من المواطنين الذين يسعون في البحث عن أسعار مخفضة في ظل استمرار تدني قدرته الشرائية في تأمين متطلباته الضرورية بسبب الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد وعدم صرف الرواتب بانتظام، إلا أن الحركة نجدها مزدحمة في الأسواق الشعبية والبسطات بحثًا عن ضرورياتهم التي تبقيهم على قيد الحياة.

ونتيجة حالة الركود التي تشهدها الأسواق وعزوف المشترين لتراجع قدراتهم الشرائية والذين يعتمدون غالبيتهم على رواتبهم الشهرية ودخلهم الزهيد لجأت بعض المراكز التجارية إلى أسلوب التخفيضات حيث يضطر الكثيرين للبحث عن أقل الأسعار بعد أن قلصوا أو توقفوا عن الشراء.

تدهور القدرة الشرائية للمواطنين أصبحت واضحة للعيان نتيجة تداعيات الحرب واستمرار الأزمة الاقتصادية التي طال أمدها وتعمق ضررها على المواطن، ولا يوجد ما يلوح في الأفق على انتهائها أو انحسارها.


يقول د. حسين الملعسي، رئيس مؤسسة الرابطة الاقتصادية، لـ "الأيام" بأن: "تدهور مستوى المعيشة سببه تراجع القدرة الشرائية لسكان عدن، وواضحة للعيان وذلك لعدة أسباب أهمها البطالة المنتشرة بشكل كبير بين الشباب وبالتالي اعتمادهم على أسرهم في ظل ضعف أو غياب مصادر الدخل، وكذلك ضعف القيمة الفعلية للدخول وذلك بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار، حيث لا يستطيع الموظف بأجره شراء أبسط مكونات راشن الأسرة التي اعتاد علية ناس عدن، ولذا نرى الأسر تشتري الراشن على دفعات وللمواد الغذائية التي تحفظ الحياة فقط".

ويضيف "نلاحظ الاسر قد قلصوا الوجبات الثلاث إلى وجبة أو وجبتين يوميا لعدم كفاية الأجور، حقيقة الوضع الراهن قد أثر على الناس من خلال المشاهدات اليومية، حيث إن مظهر الناس البائس في الشارع يتكلم بوضوح من خلال الملبس وسوء التغذية وسوء الحالة والهم يبدو واضحا في وجوه المارة وغياب المرح والابتسامة والنكتة وضعف العلاقات الاجتماعية وغيرها. فيبدو الفقر يعيش مع الناس ويرافقهم في كل تفاصيل حياتهم وقد تسبب ذلك في تفكك الأسر وانتشار عادات وتقاليد لا يعرفها الناس مثل التسول والبحث في المخلفات عن أكل لحفظ الحياة وغيرها من العادات المنتشرة بسبب الأزمة المعيشية الخانقة".

ومن خلال مشاهدتنا لأحوال المواطنين في عدن وتلمسنا لمظاهر اضمحلال الطبقة المتوسطة التي تشكل ركيزة أساسية في بنية المجتمع، وفي هذا السياق يؤكد الناشط الإعلامي مراد محمد سعيد "تحمل الطبقة المتوسطة في عدن واقع مروع حينما نلقي نظرة أعمق عليهم، يظهر اللباس النظيف الذي يلبسوه اليوم اقتنوه في الزمن الماضي لتغطية حقيقة معاناتهم والتحديات الاقتصادية التي يواجهونها، هذه الفئة من متوسطي الدخل أصبحت بالكاد تستطيع مجاراة الحياة اليومية من أجل تأمين لقمة العيش، مما يرسم صورة قاسية للواقع الاقتصادي الذي نعاني منه في وضعنا الحالي".


فيما يبيّن د. عادل الصبيحي، الناشط في مكافحة الفساد، لـ "الأيام" أسباب انخفاض القدرة الشرائية لدى المواطن، بالقول "ليس بمقدور غالبية أفراد المجتمع اليمني مواكبة دخولهم وقدراتهم الشرائية على الاستهلاك لإشباع احتياجاتهم خلال مدة زمنية محددة (شهر أو سنة) ويعود ذلك بدرجة اساسية إلى تفشي الفساد المالي والإداري والذي يلقي بضلاله على كافة مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وما يستتبع ذلك من تدني الرواتب والأجور وعدم قدرتها على مجاراة الارتفاع المتسارع لأسعار السلع والخدمات الأساسية، هذا إذا ما استبعدنا بطبيعة الحال الكماليات التي يتعذر على محدودي الدخل شرائها، ناهيك عن انتشار البطالة في أوساط الشباب والقادرين على العمل، كما أن فتح محلات الصرافة بشكل كبير جدا وملفت للأنظار والتي تطور بعضها إلى بنوك وفقدان الثقة بالعملة الوطنية والتعامل بالعملة الأجنبية وعلى وجه الخصوص الدولار والريال السعودي في غياب أي رقابة أو تحكم بسوق العملة من قبل البنك المركزي قد ساهم كل ذلك بشكل مباشر في انهيار العملة الوطنية وتدني وضعف القوة الشرائية لدى غالبية أفراد المجتمع فالقدرة أو القوة الشرائية للنقود الحقيقية ترتبط بقوة سعر العملة فترتفع بارتفاع قيمة العملة وتنخفض بانخفاض قيمة العملة".


خاص بـ "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى