حرب الظل الإيرانية- الإسرائيلية تصبح علنية وطهران استخدمت أسلحة متطورة ونوعية في هجومها

> ​«الأيام» القدس العربي:

> نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته كاسندرا فينوغارد قالت فيه إن حرب الظل بين إيران وإسرائيل خرجت للعلن في ليلة السبت عندما شنت إيران أول هجوم مباشر من أراضيها ضد إسرائيل.

فقد خاضت إيران وإسرائيل وعلى مدى عقود حرب ظل في عموم الشرق الأوسط وتبادلتا الهجمات في البر والجو والبحر وعلى الفضاء الإلكتروني أو السيبراني، إلا أن وابل الصواريخ والمسيرات القتالية، والتي تم اعتراضها جميعا، يمثل نقطة تحول في المواجهة. فهذه هي المرة الأولى التي توجه فيها إيران ضربة مباشرة من أراضيها ضد إسرائيل، وذلك حسب أهرون بيرغمان، الباحث السياسي وخبير الأمن في الشرق الأوسط بكينغز كوليج في جامعة لندن، وعلق قائلا بأن الهجوم هو “حدث تاريخي”.

وعلى مدى الحرب الدائرة بينهما اعتمدت إيران على الجماعات الوكيلة لها، مثل حزب الله في لبنان لكي تستهدف المصالح الإسرائيلية، في وقت استهدفت فيه إسرائيل الباحثين العلميين في البرنامج النووي واغتالت القيادات العسكرية. ففي آب/أغسطس، قتلت غارات إسرائيلية زعيمي ميليشيا دربتهما إيران في سوريا، فيما دمرت مسيرة مكتبا في بيروت وقتلت غارة أخرى على القائم في العراق قياديا في جماعة عراقية موالية لإيران. وفي ذلك الوقت اتهمت إسرائيل إيران بأنها تحاول إقامة ممر بري لنقل الأسلحة من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان.

وفي كانون الثاني/يناير 2020 رحبت إسرائيل بمقتل قائد فيلق القدس والمسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، الذي استهدفته الولايات المتحدة بمسيرة عندما كان خارجا من مطار بغداد. وردت إيران بضرب قواعد عسكرية أمريكية خلفت وراءها 100 جندي أمريكي جريح. وبين 2021- 2022، استهدفت إيران ناقلة نفط تديرها شركة إسرائيلية، وتم اعتراضها في خليج عمان وقتل اثنين من طاقمها حسب الشركة. وقال مسؤولان من الشركة إن الناقلة استهدفت على ما يبدو بمسيرة إيرانية. ولم تتحمل إيران المسؤولية علنا، إلا أن قناة تلفزيونية مملوكة من الدولة وصفت الهجوم بأنه رد على الغارات الإسرائيلية في سوريا. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021 قتلت إسرائيل عالم الذرة الإيراني محسن فخري زادة وتبعه اغتيال القائد في الحرس الثوري صياد خدايي في أيار/مايو 2022.

وبعد قصف إسرائيل لغزة في كانون الأول/ديسمبر في أعقاب هجمات تشرين الأول/أكتوبر زادت الجماعات الموالية لإيران من هجماتها، وفي نهاية العام اتهمت إيران إسرائيل باغتيال الجنرال صياد رضي موسوي بهجوم صاروخي في سوريا. ووصف موسوي بأنه مقرب من سليماني، وساعد على نقل الأسلحة لحزب الله. وفي كانون الثاني/يناير 2024 قتلت غارة جوية على بيروت، القيادي في حماس صالح العاروري، وهو أول اغتيال لزعيم في حماس خارج غزة والضفة الغربية. وزاد حزب الله من هجماته ضد إسرائيل، وردت هذه بضرب مواقع حزب الله في جنوب لبنان وقتلت عددا من قياداته.

وفي آذار/مارس ونيسان/أبريل استهدفت إسرائيل سيارة قتلت فيها قياديا قالت إنه المسؤول عن وحدة الصواريخ في حزب الله. واعترف الحزب بمقتل علي عبد الحسن نعيم، لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى عنه. وفي نفس اليوم ضربت غارة إسرائيلية مطار حلب، فيما اعتبر من أشد الغارات على سوريا منذ سنين. وقتل الهجوم 36 جنديا سوريا وسبعة مقاتلين من حزب الله وسوريا من جماعة موالية لإيران. ولم تعترف إسرائيل بالمسؤولية لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت كتب على منصة التواصل الاجتماعي “سنلاحق حزب الله في كل مكان يعمل فيه وسنوسع الضغط ووتيرة الهجمات”. وبعد ثلاثة أيام تم استهداف السفارة الإيرانية في دمشق حيث قتل ثلاثة قادة في الحرس الثوري وأربعة ضباط. واتهمت إيران إسرائيل بالهجوم.

وترى الصحيفة أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان متقدما حيث استخدمت فيه إيران أسلحة سافرت بعيدا وأدق من تلك التي استخدمتها حماس والجماعات الموالية لها خلال حرب الستة أشهر الماضية. وفي التقرير الذي أعدته جين يو يانغ جاء أن إيران استخدمت مئات المسيرات والصواريخ بما فيها أسلحة يقول الخبراء إنها متقدمة أكثر من تلك التي واجهتها إسرائيل في حرب الأشهر الماضية. ففي الماضي واجهت إسرائيل وابلا من الصواريخ من حماس والجهاد الإسلامي ومقذوفات صاروخية لا يتجاوز مداها 12- 25 ميلا وأقل دقة من منظومة غراد بحجم 122 ميليميترا وكذا مقذوفات أم 302 السورية الصنع وبمدى 100 ميل.

ولدى حماس صواريخ فجر-5 من إيران ومشابهة للنسخة الأصلية الإيرانية فجر-5 وبمدى 50 ميلا. فالصواريخ التي استخدمتها إيران يوم السبت تستطيع السفر لمسافات طويلة وأسرع. ولكن إسرائيل قالت إنها اعترضتها كلها. وأرسلت إيران في هجوم السبت 185 مسيرة و36 صاروخ كروز 110 صاروخ أرض- أرض، وذلك حسب المسؤولين العسكريين الإسرائيليين. وأطلق معظمها من إيران وبعضها انطلق من اليمن والعراق.

وقال فابيان هينز، الخبير في الأسلحة الإيرانية بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ببرلين إن إيران استخدمت على الأرجح صواريخ كروز. وبحسب منشوره على إكس، فإنه تم تقديم مجموعات مختلفة من الصواريخ للحوثيين والحشد الشعبي في العراق. وقال جيفري لويس، عضو المجلس الدولي للاستشارات الأمنية في وزارة الخارجية الأمريكية إن استخدام إيران صواريخ كروز يعني أنها محملة بأطنان من المتفجرات. وقال في منشور على إكس: معظم ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية لديها مدى كاف للوصول إلى إسرائيل. ومع أن المسيرات لديها قدرة على حمل كميات من المتفجرات إلا أن الصواريخ تتميز بالقدرة على التحول والمناورة حول الهدف.

وركزت إيران في السنوات الماضية على الصواريخ الرادعة والطويلة والمسيرات والدفاعات الجوية، ولديها أطول صواريخ باليستية في الشرق الأوسط، وذلك حسب خبراء الأسلحة وتحولت لأهم مصدر للسلاح على مستوى العالم. وفي العام الماضي وبعد هجوم حماس طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة ذخيرة دقيقة موجهة لمقاتلاتها ومعترضات لقبتها الحديدية. وتشمل ترسانة الأسلحة الإسرائيلية صواريخ من فترة حرب فيتنام، نسبة الفشل لبعضها تصل إلى 15%.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى