​اليمن يواجه التغير المناخي بواقع مؤلم وإمكانات محدودة

> «الأيام» اندبندنت عربية:

>
يواجه اليمن تداعيات مناخية في مستهل الحال المدارية "منخفض الهدير" الذي بدأت تأثيراته خلال اليومين الماضيين في المحافظات الشرقية ليضيف مشكلة جديدة إلى الأعباء الإنسانية الصعبة جراء الصراع الدائر منذ نحو 10 أعوام.

وبإمكانات محدودة وواقع صعب تسعى الحكومة الشرعية إلى مواجهة هذه الظروف المناخية للحد من تداعياتها المحتملة على السكان بعد أن استنفرت جهودها المتاحة بتوجيهات حكومية إلى الوزارات المعنية والسلطات المحلية للتصدي لتبعات المنخفض الجوي الذي بدأ مساء الأربعاء ضرب محافظات عدة شرق البلاد بعدما ضرب الإمارات وسلطنة عمان خلال الأيام الأخيرة.

وتقع محافظتا حضرموت والمهرة (شرق اليمن) في واجهة التأثيرات الجوية للمنخفض الذي يأتي امتدادًا لمنخفض الهدير الذي مر بدول عدة خلال الأيام الماضية، وتسبب بسيول جارفة في كل من الإمارات وسلطنة عمان، قبل أن يصل إلى شرق اليمن حيث غمرت سيول الأمطار الغزيرة عددًا من مناطق المحافظتين.

وسجلت حضرموت أول حالة وفاة فضلًا عن أضرار بالبنى التحتية والأملاك الخاصة، في حين حذرت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية من احتمالية حدوث انهيارات صخرية، داعية المواطنين إلى اتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد من الأماكن الجبلية المعرضة للخطر.

في غضون ذلك ألحقت السيول أضرارًا بالغة بالطرق وخطوط نقل الطاقة في محافظة المهرة.

وقال مصدر في السلطة المحلية إن السيول قطعت عددًا من الطرق بين المناطق والقرى، خصوصًا الطرق الرئيسة في مدينة الغيظة المركز الإداري للمحافظة المحاذية لسلطنة عمان ومديرية قشن، حيث حاصرت السيول المتدفقة من وادي غبوري المسافرين على ضفاف الوادي وجرفت سيارتين.

وأجرى رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك اتصالات بعدد من المحافظين للاطلاع على الاستعدادات التي تقوم بها المحافظات المستهدفة لتجنب تفاقم الأضرار الناجمة عن هذا المنخفض، مشددًا على "تكثيف الجهود للتصدي لتداعياته وتقديم الدعم اللازم للمواطنين وتحذيرهم بالابتعاد من مجاري السيول".

وكذلك غرقت مناطق عدة وجرفت المياه عشرات السيارات، وقطعت خطوط الطرق الرئيسة بين مناطق الساحل ووادي حضرموت والمناطق الشرقية والصحراوية، إضافة إلى الطريق الدولي المؤدي إلى سلطنة عمان، فضلًا عن غرق وتدمير العشرات من قوارب الصيد التي كانت راسية عند رصيف خور المكلا.

وفي إطار المساعي الحكومية، أجرى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي اتصالًا هاتفيًّا برئيس مجلس الوزراء، لمتابعة مستجدات المنخفض الجوي.

ووجه العليمي، الحكومة والسلطات المحلية برفع حالة الجاهزية ومضاعفة الإجراءات الاحترازية بالتنسيق مع مختلف الأجهزة بما فيها العسكرية والأمنية واللجان المجتمعية والمنظمات الإقليمية والدولية للحد من آثار المنخفض الجوي، والعمل على سياسات أكثر استدامة لرفع قدرات مراكز الإنذار المبكر، والتكيف مع المتغيرات المناخية، خصوصًا في المحافظات الشرقية من البلاد.

وتوقع مركز الإنذار المبكر أن يتواصل هطول أمطار متفاوتة الشدة، تصل إلى حد الغزارة في صحارى وهضاب وسواحل محافظات المهرة وحضرموت وشبوة، إضافة إلى أجزاء من المحافظات الوسطى والشمالية والغربية.
ووجه المركز تحذيرًا إلى المواطنين في المناطق التي من المتوقع أن تشهد أمطارًا بأخذ الحيطة والحذر من العواصف الرعدية والرياح الشديدة وتساقط حبات البرد، داعيًا إياهم إلى الابتعاد من بطون الأودية ومجاري السيول أثناء وبعد هطول الأمطار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى