مدير التكيُّف بوحدة تغير المناخ لـ "الأيام": تغيرات غير مسبوقة للطقس ستشهدها 4 محافظات جنوبية

> عدن "الأيام" علاء أحمد بدر:

>
تحدث لـ "الأيام" مدير التكيُّف في وحدة تغير المناخ بالهيئة العامة لحماية البيئة بوزارة المياه والبيئة د. عبدالرقيب شمسان عبدالله العكيشي، حول هطول الأمطار بغزارة مع تكون المنخفض الجوي على سلطنة عُمان والذي أدى إلى حدوث وفيات وأضرار كبيرة ثم تحرك الكتل الهوائية (السحب) باتجاه دولة الإمارات العربية المتحدة وهطول أمطار غزيرة على إمارة دبي وعدد من مدن الإمارات.

د. عبدالرقيب شمسان عبدالله العكيشي
د. عبدالرقيب شمسان عبدالله العكيشي

وأضاف المختص في علوم المناخ بوزارة المياه والبيئة: "بعد ذلك انتهت هذه السحب المتكونة في هذا الاتجاه وبدأت تتشكل سحب ركامية لتتحول إلى رعدية على مناطق في اليمن، وهي عبارة عن سحب صغيرة وبعضها كبيرة مثل الأمطار التي نزلت على مديرية المكلا، كانت من سحب ركامية صغيرة غطت مسافة قصيرة وهي مدينة المكلا من منطقتي (الفوه) إلى (الريان)، أي فقط على المدينة ذاتها وما حولها ولم تكن ممتدة بشكل كبير، وبالعادة تكون محملة بالأمطار وتفرغها في لحظات أو وقت قصير جدًا، وتلتها محافظتا شبوة وأبين".

وأوضح د. عبدالرقيب شمسان أن هذه السحب طبيعية في العادة وعند ربطها بتغير المناخ بإمكاننا أن نسميها حالات متطرفة أو شاذة، أي أن هذه الأمطار تحصل فجأة وفي فترات غير متوقعة أو في أزمنة لم يكن محسوبًا لها سابقًا، وبالنسبة لما حصل فنحن نعتقد أنه أكثر ما يكون عبارة عن شيء طبيعي، وغير متوقع.

وأشار الخبير المناخي في الهيئة العامة لحماية البيئة إلى أن السحب الركامية والرعدية وسقوط الأمطار على عُمان والإمارات هي عبارة عن حالة طقس، لأنها لا تعبر عن ثلاثين عام، والتي نستطيع أن نقول عنها إنها مناخ، فالمناخ يُقاس بأقل مدة في ثلاثين عامًا.


ومضى د. عبدالرقيب شمسان قائلًا: "إن تطرقنا حول توقعات المناخ فإنه يحدث خلال ثلاثين سنة متواصلة، فمن خلال الدراسات السابقة والتي كانت إلى عام 2040م، ومن ثم إلى 2070م وانتهاءً إلى 2100م، وفي هذه التوقعات نستخدم تنبؤين اثنين الأول التنبؤ المتفائل والآخر المتشائم".

وتابع مدير التكيف بوحدة تغير المناخ حديثه بأنه وبالنسبة للتوقعات في اليمن فإنها تمتد إلى العام 2100م، وفي العادة المناطق ذات المرتفعات، وكذا التي على ساحل البحر العربي وخاصةً محافظات:(حضرموت، وسقطرى، والمهرة) فاحتمالات سقوط الأمطار فيها كبيرة، بينما المناطق التي على ساحل البحر الأحمر وخليج عدن والجزء الغربي من البحر العربي ستزيد فيها أيام الجفاف.

وأكد قائلًا: "نحن في وحدة تغير المناخ نقوم بعمل ملف صغير لكل محافظة بحيث تكون كمرجعية لتعريف الجهات في تلك المحافظات بالوضع المناخي فيها، هذا بالإضافة إلى أننا في وحدة المناخ نعمل مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) على وضع تقييم مبسط لأربع أو خمس محافظات وانتهاءً لكي يكون لكل محافظة ملف عن تغير المناخ حتى يتمكَّـن صناع القرار في المحافظات من مواجهة التغيرات المناخية في المستقبل".

وبيَّن المتخصص في الدراسة العلمية للمناخ أن عدة عوامل تدخل في التغيرات المناخية، من أهمها الخطر نفسه وهو المكوِّن الأول فقد يكون في ارتفاع درجة الحرارة وبالتالي الجفاف الشديد، أو أن ترتفع درجة الحرارة في أوقات غير فصل الصيف وهي الحالات الشاذة أو المتطرفة، أو زيادة سقوط الأمطار وحدوث الأعاصير والفيضانات، أو في بعض الأحيان ارتفاع منسوب سطح البحر، كل تلك العوامل تعتبر خطرًا، وتختلف من موقع إلى آخر وهو ما نطلق عليه بالمكون الثاني.. مكان وقوع الخطر أو ما نسميه بالتعرض.

وأردف الخبير في مجال المناخ أن المكون الثالث يعبر عن مدى قدرة المكان على التكيف، كأن تسقط أمطار غزيرة على مدينة تمتلك منظومة متطورة لتصريف مياه الأمطار، لذلك فإن الأمطار تسقط ولا يحصل أي ضرر، وبالمقابل هناك مدن تسقط فيها مياه الأمطار وليست لديها قدرة على مواجهتها فيؤدي إلى أضرار كبيرة، وكذا قدرة الناس على التكيُّـف مع مثل تلك الأجواء يعتبر عاملًا مهمًا من عوامل تأثيرات تغير المناخ.

ولفت مدير التكيف في وحدة تغير المناخ إلى أن برنامج الوحدة يعمل على التكيف مع التغيرات المناخية، أي أنه إن حصلت تغيرات مناخية فبالإمكان الاستفادة منها سواءً في مواجهة أضرارها أو مقاومة الجفاف الشديد الذي يضرب بلادنا، عبر التغيرات المناخية من خلال هطول الأمطار الغزيرة وتخزينها، خصوصًا وأن اليمن فقيرة بالمياه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى