مرسي يوارى الثرى من دون تشييع والأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل في وفاته

> القاهرة «الأيام» منى سالم

> ووري الرئيس المصري السابق محمد مرسي الثرى فجر أمس في القاهرة من دون تشييع، في وقت طالبت الأمم المتحدة بتحقيق مستقل في الأسباب التي أدت الى وفاته أثناء حضوره جلسة محاكمته.
وباستثناء النيابة العامة، لم يصدر أي تعليق عن السلطات المصرية حول الوفاة، ولم تخصّص وسائل الإعلام المصرية حيزا واسعا للموضوع الذي ورد على شكل خبر قصير جدا من دون تعليق في معظم الصحف.

وقال محامي الرئيس السابق عبد المنعم عبد المقصود لوكالة فرانس برس “تم دفنه بحضور أسرته في مدينة نصر في القاهرة بعد تأدية صلاة الجنازة عقب صلاة الفجر في مستشفى سجن طرة” حيث نقل عقب وفاته.
وأخرجت الشرطة كل الصحافيين من المدافن ولم تسمح لهم بالتغطية أو بالتقاط الصور، ولا تزال تنتشر في محيط المكان.

وأوضح المحامي أن عشرة أفراد من العائلة وأصدقاء مقربين، بينهم هو، شاركوا في الدفن.
وتوفي مرسي عن 67 عاما بعد ظهر أمس الأول في معهد أمناء الشرطة داخل مجمع سجون طرة بجنوب القاهرة حيث كان يخضع للمحاكمة.

ونقلت النيابة العامة في بيان عن النائب العام المصري نبيل صادق قوله إن “النيابة العامة أُخطرت بوفاة مرسي أثناء حضوره جلسة”.
وقال البيان أنه أثناء وجود مرسي في القفص مع باقي المتهمين، “سقط مغشياً عليه ونقل على الفور الى المستشفى حيث تبيّن وفاته”.

سكتة قلبية
وبعيد منتصف الليل، أكد التلفزيون المصري الرسمي أن محمد مرسي توفي نتيجة “سكتة قلبية”.
ودعت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أمس إلى “تحقيق مستقل” في الأسباب التي أدت الى وفاة محمد مرسي. وقال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل “أي وفاة مفاجئة أثناء الاعتقال يجب أن يتبعها تحقيق سريع وحيادي وشامل وشفاف من جانب هيئة مستقلة لتوضيح سبب الوفاة”.

ودعت “منظمة العفو الدولية” السلطات المصرية الى فتح “تحقيق فوري حيادي ومعمق وشفاف” في الوفاة.
وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بـ “إجراء تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المتواصلة في مصر، بما فيها سوء المعاملة في ما يتعلق بتقديم العلاج الطبي المنتشرة في السجون، ووفاة مرسي”.

وفي مارس 2018، دانت لجنة بريطانية مستقلة إبقاء مرسي في العزل 23 ساعة يوميا رغم معاناته من السكري ومن مشكلات في الكلى.
وطالب النائب البريطاني كرسبن بلانت الذي كان ترأس هذه اللجنة أمس بـ “تحقيق دولي مستقل” حول الوفاة.

وقال إن وفاة مرسي “في السجن تعكس عجز مصر عن معاملة السجناء وفقا للقانون المصري والدولي”. ويعد مرسي، الذي تولى الرئاسة في العام 2012 بعد أكثر من عام على الثورة التي أطاحت سلفه حسني مبارك، أول رئيس انتخب ديموقراطيا في مصر.
وأطاح الجيش به في الثالث من يوليو 2013 عقب تظاهرات ضخمة طالبت برحيله احتجاجا على تفرد الإسلاميين بالسلطة وعلى خلفية اضطرابات ناتجة عن مطالب اقتصادية ومعيشية. وتم احتجازه ثم أحيل الى المحاكمة في قضايا عدة.

في أغسطس 2013، نفذت القوى الأمنية عملية قمع دامية ضد اعتصام للإسلاميين احتجاجا على الإطاحة بمرسي، في موقعين في القاهرة بينهما ميدان رابعة العدوية، قتل فيها أكثر من 800 شخص.
وفي ديسمبر 2013، تمّ حظر جماعة الإخوان المسلمين التي اعتقل الآلاف من أعضائها وأحيلوا الى المحاكمة. وتسبب ذلك بتفكيك جماعة الإخوان المسلمين الى حدّ كبير، ووقف كل أنشطتها. ويرفض المصريون إجمالا الكلام عن الإخوان المسلمين بشكل علني.

تركيا وحماس والإخوان
ولم تسجل ردود فعل شعبية علنية في مصر على وفاة الرئيس السابق.
في تركيا حيث تدعم الحكومة جماعة الإخوان المسلمين، شارك الآلاف في صلاة الغائب التي أقيمت على روح محمد مرسي في اسطنبول.

ونعت حركة حماس مرسي بعد “مسيرة نضالية طويلة قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.
وكان مرسي يحضر أمس الأول جلسة محاكمة في قضية يواجه فيها اتّهامات بـ“التخابر مع قوى أجنبية” من بينها حماس وقطر.

ومنذ اعتقاله، واجه مرسي خمس محاكمات وصدر بحقه حكم بالإعدام في قضية “الهروب من السجن” وبالسجن المؤبد في قضية “التخابر مع قوى أجنبية”، لكن محكمة النقض ألغت الحكمين في نوفمبر 2016، وقررت إعادة محاكمته. وأيدت المحكمة حكما نهائيا بسجنه 20 عاما في أحداث عنف.
وحملت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في بيان نشر أمس “سلطات الانقلاب” في مصر مسؤولية “استشهاد” الرئيس المصري السابق، “بعد اعتقاله لسبعة أعوام من السجن الانفرادي خلف قضبان الظلم والطغيان منع فيها من أبسط حقوق الإنسان واحتياجاته، وعرض لمسرحية هزلية سميت بالمحاكمة”.

ونشر الموقع الإلكتروني التابع لحزب العدالة والتنمية التركي الذي يترأسه إردوجان أمس الأول بيانا لجماعة الإخوان المسلمين جاء فيه “وضعوه في زنزانة انفرادية طوال مدة اعتقاله التي تخطت خمس سنوات، ومنعوا عنه الدواء وقدموا له طعاما سيئا ومنعوا عنه الأطباء والمحامين وحتى التواصل مع الأهل، منعوه من أبسط حقوقه الإنسانية، فقد كان الهدف قتله البطيء”.
ومرسي ليس أول قيادي في جماعة الإخوان المسلمين يموت في السجن. فقد توفي المرشد السابق للجماعة مهدي عاكف في سبتمبر 2017، والقيادي في الجماعة فريد إسماعيل في مايو 2015. على صعيد آخر، أفاد مصدر في الاتحاد الافريقي لكرة القدم أن كأس الأمم الإفريقية ستقام في مصر كما هو مقرر من 21 يونيو الى 15 يوليو كما هو مقرّر، مشيرا الى أن وفاة مرسي ليس لها تأثير على الوضع الأمني في البلاد.

ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى