السجن 15 سنة لسعيد بوتفليقة ومسؤولين سابقين في الجزائر

> الجزائر «الأيام» أ.ف.ب

> أصدرت محكمة عسكرية جزائرية فجر الأربعاء أحكاما بالسجن 15 سنة بحق سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق، ومسؤولين أمنيين اثنين ورئيسة حزب في محاكمة جرت في وقت قياسي بعيدا من الإعلام، هي الأولى بعد استقالة عبد العزيز بوتفليقة تحت ضغط الشارع والجيش.
ومنذ رحيل بوتفليقة في ابريل الماضي، جرت حملة اعتقالات شملت رئيسي وزراء سابقين ووزراء وقادة عسكريين ورجال أعمال بشبهة الفساد أو التآمر ضد الدولة والجيش ووضعوا قيد الحبس الموقت في انتظار محاكمتهم.

وحكمت المحكمة العسكرية في البليدة بجنوب غرب العاصمة الجزائرية فجر الأربعاء بالسجن 15 عاما على كل من سعيد بوتفليقة ومحمد مدين (المدير الأسبق لأجهزة الاستخبارات) وبشير طرطاق (منسق الأجهزة الامنية) ورئيسة حزب العمال لويزة حنون بتهمة "التآمر من أجل المساس بسلطة الجيش و التآمر ضد سلطة الدولة" كما جاء في بيان للمحكمة.

وأوضح البيان أن المتهمين تمت متابعتهم "من أجل أفعال تم ارتكابها داخل بناية عسكرية" يعاقب عليها قانون القضاء العسكري وقانون العقوبات.
وأصدرت المحكمة أيضا حكما بالسجن عشرين سنة ضد بقيّة المتهمين "غيابياً" في القضية وهم: وزير الدفاع الأسبق خالد نزار ونجله لطفي نزار وفريد بلحمدين وهو مدير شركة أدوية "الموجودين في حالة فرار".

وتتعلّق القضية باجتماع حضره سعيد بوتفليقة، الرجل القوي في القصر الرئاسي منذ مرض شقيقه، ومدين وطرطاق وحنون في 27 مارس، غداة تصريح لرئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح طالب خلاله علناً باستقالة رئيس الجمهورية.
وبعد بضعة أيام، اتّهمهم قايد صالح، من دون تسميتهم، بالاجتماع للتآمر ضدّ الجيش. وأكّد هذه الواقعة اللواء المتقاعد خالد نزار في شهادته خلال التحقيق مع شقيق الرئيس السابق، كاشفا أنّ سعيد بوتفليقة قال له إنّه يعتزم عزل الفريق قايد صالح.

وبعد نحو شهر من استقالة عبد العزيز بوتفليقة، تم توقيف سعيد بوتفليقة ومدين وطرطاق في الخامس من مايو وحبسهم في السجن العسكري بالبليدة (47 كلم جنوب غرب الجزائر العاصمة). ووُضعت حنون قيد الحبس الموقت في التاسع من مايو .
وبعد أن مثُل نزار كشاهد عادت المحكمة وحولته الى متهم واصدرت امرا دوليا بالقبض عليه بعد مغادرته البلاد، وهو حاليا في اسبانيا بحسب وسائل إعلام جزائرية.

- محاكمة سريعة-
بدأت المحاكمة صباح الاثنين بالاستماع للشهود أبرزهم رئيس المجلس الدستوري السابق طيب بلعيز بينما رفض سعيد بوتفليقة الاجابة على أسئلة القاضي وغادر الجلسة كما رفض اللواء المتقاعد بشير طرطاق منسق أجهزة الاستخبارات من 2015 وحتى استقالة بوتفليقة الحضور.
ومنعت المحكمة حضور وسائل الاعلام وسمحت قوات الامن التي انتشرت بقوة في محيط المحكمة فقط لعائلات المتهمين ومحاميهم بالدخول.

وطلبت هيئة الدفاع المؤلفة من 20 من كبار المحامين في الجزائر تأجيل القضية بسبب الحال الصحية المتدهورة لاثنين من المتهمين هما الفريق المتقاعد محمد مدين رئيس دائرة الاستلام والامن (الاستخبارات) من 1990 الى 2015 ولويزة حنون.
لكن المحكمة رفضت الطلب استنادا الى تقرير أطباء عسكريين فحصوا المعنيين، وفق ما صرح المحامي فاروق قسنطيني، أحد أعضاء هيئة الدفاع. كما أبلغت المحكمة سعيد بوتفليقة وطرطاق أنهما سيحاكمان رغم قرارهما.

وذكر خالد برغل محامي طرطاق أن موكله رفض الحضور للمحاكمة فاتخذت ضده المحكمة "الإجراء المنصوص عليه قانونا حيث أخبره القاضي أن ذلك لن يمنع محاكمته". وقال "طرطاق رفض الامتثال للمحكمة ليس خوفا من المواجهة لكنه يعتبر أن ظروف المحاكمة العادلة في ظل ما تعيشه الجزائر غير متوافرة".
والثلاثاء استمعت المحكمة للجنرال توفيق اذ أجاب على كل الاسئلة وأكد حضوره. وقال إنه "تم الاستنجاد به كخبير من طرف رئاسة الجمهورية ممثّلة بسعيد بوتفليقة للنظر في ما تمر به البلاد"، و"حاول ان يخدم وطنه في هذه اللحظات الحرجة" كما نقل المحامي برغل في تصريح صحافي.

-استئناف-
وكانت النيابة طلبت الثلاثاء عقوبة السجن 20 سنة بتهمة "التآمر ضد الدولة لتغيير النظام"وهي "أقصى عقوبة" نص عليها قانون القضاء العسكري وكذلك قانون العقوبات، بحسب ما قال المحامي ميلود ابراهيمي لوكالة فرنس برس.
وبحسب بيان المحكمة العسكرية فإن "المحكوم عليهم لهم الحق في استئناف الحكم أمام مجلس الاستئناف العسكري في مهلة عشرة ايام التالية للنطق بالحكم".

وقال ميلود ابراهيمي لوكالة فرنس برس عقب صدور الحكم "ليس لدي شيئ أقوله سوى إننا ستستأنف الحكم"، بينما ذكر المحامي الثاني الجنرال توفيق فاروق قسنطيني أنه "مندهش لثقل الأحكام".
كذلك اعتبر بوجمعة غشير محامي لويزة حنون ان "الحكم قاس"وسيقدم استئنافا بدوره.

أما رمضان تاعزيبت القيادي في حزب العمال فوصف المحاكمة ب"السياسية" وبانها "تجريم للفعل السياسي وتهجم على الديموقراطية" موضحا ان لويزة حنون ومحاميها "أبرزا للمحكمة عدم وجود أي سبب لسجنها".
وبينما كانت المحاكمة تجري في البليدة كان الفريق قايد صالح الرجل القوي في الدولة يلقي خطابا في ثكنة عسكرية بتندوف على بعد حوالى 1800 كلم، تحدث فيه عن "فئة تولت مسؤوليات سامية لم تراع حق الوطن وعمدت على التآمر ضده مع الأعداء".

وبدون ان يذكر احدا بالاسم أكد أن أفعال هؤلاء "تصل حد الخيانة".
أما في العاصمة فكان الطلاب يتظاهرون كما دأبوا على ذلك كل يوم ثلاثاء منذ انطلاق التظاهرات في 22 فبراير. وردّدوا شعارات معارضة للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر كما أرادها قايد صالح.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى