مستقبل الصحافة.. الذكاء الاصطناعي يجمع الأخبار والتحليل للمحرر

> "الأيام" العرب:

> طورت شركة أميركية حديثة خوارزميات تحريرية لاستخدامها في إنتاج المواد الصحافية باستخدام الذكاء الاصطناعي، المجال الذي يشهد تطوراً متزايداً وإقبالاً من قبل المؤسسات الإعلامية العالمية لتسهيل العمل الصحافي وتحسينه وتقليص النفقات.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - أعلنت شركة أبلايد إكس إل الأميركية الناشئة جمع 1.5 مليون دولار لاستثمارها في استخدام أدوات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتطوير ما تسميها "عدسة صحافية"، لمواكبة اتجاه متزايد للمؤسسات الإعلامية العالمية للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الصحافي.

ويقود شركة أبلايد إكس إل فرانسيسكو ماركوني الرئيس السابق لإدارة الأبحاث والتطوير في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية وإرين ريلين مسؤول التحرير الآلي سابقاً في وول ستريت جورنال، ويبدو أن ماركوني وريلين يستفيدان من خبرتهما الصحافية السابقة لدخول مجال واعد يزداد الاعتماد عليه من قبل المؤسسات الصحافية العالمية.

وأشار ماركوني إلى أن الشركة بدأت بالعمل على عدد من مشروعات البيانات والتعلم الآلي المختلفة، حيث تبحث عن تقديم منتج يمكن تسويقه، لكنها الآن مستعدة للتركيز على أول قطاع رئيسي وهو "علوم الحياة" مع منتج سيتم طرحه على نطاق واسع خلال الصيف الحالي.
وأفاد موقع تك كرانش المتخصص في موضوعات التكنولوجيا، بأن شركة أبلايد إكس إل تأسست من خلال شركة نيو لاب فينشر أستديو في العام الماضي.

وأوضح ماركوني أن تكنولوجيا أبلايد إكس إل تتكون بشكل أساسي من "سلسلة من الخوارزميات التحريرية التي طورها صحافيون آليون، وهذه الخوارزميات استفادت من وجهات نظر وخبرات الصحافيين، إلى جانب الوضع في الاعتبار عوامل مثل الشفافية والتحيز وموضوعات أخرى تنجم عن التطور المستمر للتعلم الآلي".
وأشار إلى أن أبلايد إكس ستستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى، كما تفعل وكالة بلومبرج للأنباء وخدمة داو جونز للبيانات الاقتصادية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل البيانات المالية وتصنيفها.

وأصبح المحررون في بلومبرج قادرين على نشر الآلاف من الأخبار والمقالات حول النتائج الفصلية للشركات في وقت قياسي. بمساعدة البرنامج الآلي المسمى "سيبورج"، وما يقرب من ثلث المحتوى الذي تنشره "بلومبرج نيوز" يستخدم شكلاً من أشكال التكنولوجيا الآلية.
ويمكن لـ "سيبورج" قراءة وتشريح التقرير المالي للشركة بمجرد إصداره، وإعداد قصة إخبارية تتناول أهم الحقائق والأرقام الموجودة به بشكل فوري.

ويساعد "سيبورج" وكالة بلومبرج في سباقها ضد منافستها في مجال الصحافة المالية السريعة "رويترز"، إضافة إلى أسوشيتد برس التي مكنتها الخوارزميات من زيادة عدد الأخبار المنشورة حول تقارير الأرباح الفصلية من 300 إلى 3700 خبر.
وفي السنوات الأخيرة ازداد عدد الصحف العالمية التي بدأت في استطلاع وتجربة الخوارزميات القادرة على إنتاج المحتوى الصحافي مثل واشنطن بوست ولوس أنجلس تايمز والجارديان وفوربس، إضافة إلى بلومبرج وأسوشتد برس.

وحلّل ماركوني في كتاب "صُنّاع الأخبار" تحديات وفرص الذكاء الاصطناعي من خلال دراسات ميدانية تتراوح من التحقيقات المالية باستخدام الخوارزميات لكتابة تقارير الأرباح، إلى الصحافيين الاستقصائيين الذين يحلّلون مجموعات البيانات الكبيرة، إلى المنافذ التي تحدّد توزيع الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويؤكّد صانعو الأخبار أن الذكاء الاصطناعي يمكنه زيادة وليس أتمتة صناعة الأخبار، مما يسمح للصحافيين بنشر المزيد من الأخبار بسرعة أكبر مع توفير وقتهم في نفس الوقت لتحليل أعمق.

ويتبنى ماركوني رؤى مستمدة من تجربة مباشرة وخرائط إعلامية تحوّلت عن طريق الذكاء الاصطناعي إلى الأفضل.
ويؤكد في كتابه الحاجة المستمرة للرقابة التحريرية والمؤسسية.

وتعتبر شركة أبلايد إكس إل، واحدة من الشركات الكثيرة التي تسعى لتلبية حاجة المؤسسات الإعلامية لمواكبة التطورات التقنية وتسهيل العمل الصحافي وتقليص النفقات في نفس الوقت.
ويمكن للخوارزميات مراجعة كميات كبيرة من البيانات بسرعة والعثور على التفاصيل الأكثر صلة، مما يتيح للصحافيين كتابة المزيد من القصص في وقت أقل.

وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة. كالخدمة التي تقدم قصصا إخبارية جاهزة أو ربما توجد أداة للذكاء الاصطناعي يمكنها مساعدة الصحافيين في أبحاثهم في مواضيع محددة، مثل تطبيق عدسة جوجل وهو محرك بحث مرئي طوّرته شركة جوجل.
ويمكن أن يسهّل التطبيق الأعمال الصحافية لأنّه يعدّ تقنية تتميّز بتعرّفها على الصور والأشياء والكائنات من خلال التحليل البصري، وبعدما أُطلقت النسخة الأولى من التطبيق في أكتوبر 2017، جرى دمجه لاحقاً في تطبيق الكاميرا في الهاتف.

تكنولوجيا أبلايد إكس إل تتكون بشكل أساسي من سلسلة من الخوارزميات التحريرية التي طورها صحافيون آليون وهذه الخوارزميات استفادت من وجهات نظر وخبرات الصحافيين،

وقامت صحيفة نيويورك تايمز باستخدام عدسة جوجل في عالم الصحافة، حيث أعلنت في 12 مارس 2020، أنه بات بإمكان قراء النسخة المطبوعة من المجلة التابعة لها استخدام عدسة جوجل، للعثور على محتوى إضافي من خلال توجيه كاميرا الهاتف الذكي إلى غلاف الصحيفة عبر صفحات المجلة المطبوعة، ما سيمكنهم من استكشاف عناصر رقمية إضافية لمقالات مختارة، وحفظ ومشاركة المقالات رقمياً أثناء قراءتها مطبوعة، واستكشاف عملية التصميم لكل غلاف من خلال سلسلة مقاطع الفيديو.

ووظفت نيويورك تايمز أيضاً تقنية جديدة للذكاء الاصطناعي لتبسيط العملية الصحافية فقد تعلم الكمبيوتر التعرف على الكلمات المفتاحية الدالة على الملامح الرئيسية في النص، والتي تساعد المستخدمين في سرعة عمليات البحث، واستخراج المعلومات والتحقق من الأخبار.

كما تستخدم الصحيفة الذكاء الاصطناعي في إدارة تعليقات القراء، لأن قسم "تعليقات القرّاء" تتم إدارته بواسطة فريق عمل مكون من 14 محرراً يتولون مسؤولية مراجعة حوالي 11 ألف تعليق يومياً، لكن التقنية الجديدة التي طورتها شركة "جيكساو" تمكن من إدارة وتنظيم تعليقات القرّاء بفعالية، والتفاعل مع التعليقات التي تروق لهم وتجنب التعليقات التي تحمل وجهات نظر عدائية.

وتضطلع الخوارزميات في الوقت الراهن بأنواع محددة من المهام الصحافية، وتحديدا المهام الروتينية التي تسهل معالجتها ولا تحتاج إلى صياغة معقدة مثل تلك التي تتناول التقارير المالية والأحداث الرياضية وإنذارات الزلازل، وتساعد على جعل عملية الأخبار أسرع وأسهل للصحافيين.
ويقول مختصون: إن الخوارزميات مناسبة أكثر للأخبار الروتينية القائمة فقط على الحقائق التي لا مجال لتأويلها أو للتشكيك فيها، مثل متى وأين وقع الزلزال. لكنها لا تستطيع وصف ما حدث وتعجز عن توضيح سبب حدوثه، وهو ما يجعل الجمهور يفضل القصص الصحافية المكتوبة من قبل البشر على المنتجة آلياً.
في دراسة تحت عنوان "هل كتبها روبوت؟" نشرت في عام 2017، أكد قائد فريق الباحثين فرانك وادل أن القراء ينظرون إلى المقالات المصاغة من قبل روبوت، باعتبارها أقل مصداقية من تلك التي كتبها بشر على الرغم من أن الصياغة متطابقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى