صنعاء تشترط مبادئ للتفاوض وتتحدى واشنطن

> صنعاء «الأيام» خاص

>
  • صنعاء تحدد 3 مبادئ وتستعد لفتح مطارها وميناء الحديدة
> فجر المكتب السياسي الأعلى لجماعة الحوثيين، أمس الأربعاء، موقفه من المشاورات التي أجراها في صنعاء وفد سلطاني عماني رفيع منذ مطلع الأسبوع لإقناعهم بالانخراط بخطة أممية مدعومة دوليًا لإنهاء الحرب المستمرة في اليمن للعام السابع.

وأعلن المجلس السياسي عقب اجتماع برئاسة الرجل الثاني في الجماعة مهدي المشاط، أمس، قبوله رسميًا فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة الخاضعين لسيطرته، لكنه اعتبر هذه الخطوة "استحقاق إنساني بسيط، وليس مكرمة من أحد" حد وصفه مشترطًا في الوقت نفسه أن تكون الخطوة دون قيود حسب ما نشرته وكالة سبأ(نسخة الحوثي) أمس.

وفيما كشفت مصادر ملاحية بدء أعمال إنشائية، وتجهيزات لمطار صنعاء، لإعادة تشغيله وافتتاحه الأسبوع القادم أمام الرحلات الخارجية بعد إغلاق استمر أكثر من 6 سنوات.

جاء إعلان المكتب السياسي للحوثيين، أمس، بشكل رسمي متماشيًا مع ما أوردته "الأيام" في عددها، أمس الأربعاء، عن مصادر سياسية بأن الحوثيين أبلغوا الوفد السلطاني العماني شروطًا للتفاوض السياسي مع الأطراف الأخرى، كاشفة بأن المشاورات بين الحوثيين والعمانيين ظلت تراوح في المربع الأول، خلال الخمسة الأيام الماضية من الاجتماعات المعلنة عبر الإعلام وغير المعلنة.

وإذ أعلن المكتب السياسي للحوثيين إشادته بجهود سلطنة عمان ووفدها الزائر إلى صنعاء، شدد بأن مشاوراته مع الوفد ركزت على عدد من القضايا ذات الصلة بالملف الإنساني وهو ما يؤكد ما تناولته "الأيام"، بأن الحوثيين تمسكوا بمطالبهم بعدم ربط الملف الإنساني ببنود وقف إطلاق النار الشامل.

وأكد المكتب السياسي في خبر الوكالة "أن موقف صنعاء ثابت في التعاطي الإيجابي مع مختلف الأفكار والرسائل بما لا يمس بالسيادة ولا ينتزع حقًا مشروعًا لأبناء الشعب اليمني".
وذكرت وكالة سبأ (نسخة الحوثي) أن المجلس السياسي يؤكد أن "فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة استحقاق إنساني بسيط لا يعد مكرمة من أحد، وإنما مكسبًا من مكاسب الصمود للشعب اليمني، وبطولات رجال الجيش واللجان الشعبية" حد قوله.

وحدد المجلس السياسي اشتراطاته للتفاوض السياسي المرتقب، سماها بثلاث مبادئ أساسية للدخول بأي نقاشات قادمة، وقال إنه لا يمكن الحياد عنها وهي "رفع الحصار ووقف العدوان جوًا وبرًا وبحرًا، وإنهاء الاحتلال، وخروج القوات الأجنبية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن".

وجدد المكتب السياسي التأكيد على أن قواته "على مشارف النصر" وفقًا لما نشرته الوكالة.
وكان الوفد العماني بدأ السبت زيارته إلى صنعاء غداة بيان وزارة الخارجية الأميركية، التي حملت الحوثيين مسؤولية "كبرى عن رفض الانخراط بشكل هادف في وقف إطلاق النار، واتخاذ خطوات لحل النزاع الذي جلب معاناة لا يمكن تصورها للشعب اليمني".

وأكد سياسيون أن الوفد العماني "سلم رسالة عمانية لعبد الملك الحوثي حملت في طياتها وسائل ضغط ورسائل "تهديد مبطّنة" أمريكية وأممية لإجباره وجماعته على الموافقة، والقبول بمضامين مبادرة الأمم المتحدة، إلا أن موقف الحوثيين، أمس، ضرب تلك الرسائل الدولية عرض الحائط، مستندًا في ذلك على الموقف الإيراني الذي أعلنه وزير الخارجية جواد ظريف خلال اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس في طهران أمس الأول.

وكانت الحكومة المعترف بها أعلنت بلسان وزير خارجيتها أمس الاول قبولها بالخطة الأممية وبنودها الأربعة التي تشمل وقف إطلاق النار وإعادة فتح مطار صنعاء وتصدير المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة وفقا لاتفاق ستوكهولم والعودة إلى مشاورات السلام.
  • الحوثيون قايضوا تحذيرات واشنطن في مفاوضاتهم مع العمانيين
قالت صحيفة العرب الصادرة في لندن، أمس الأربعاء، إن النقاشات في صنعاء بين الحوثيين ووفد المكتب السلطاني العماني، لا تدور حول طبيعة المرحلة الانتقالية بعد الحرب في اليمن، وتشكيلة الهيئات التي ستقود هذه المرحلة.

واعتبرت الصحيفة حسب مصادر سياسية مطلعة أنه "لا يزال من المبكر الخوض في هذا النوع من التفاصيل التي من المفترض أن يتم الحوار حولها في مشاورات الحل النهائي".

وأكدت المصادر أن الرسالة التي نقلها وفد المكتب السلطاني العماني إلى زعيم الحوثيين الذي استقبل الوفد، الاثنين، في صنعاء تركزت على خطة وقف إطلاق النار التي أعدها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس، وحظيت بدعم دولي واسع.


ويشير الغموض الذي يتعلق بأسماء وفد المكتب السلطاني، إلى أن ملف اليمن لا يزال بيد الأجهزة الأمنية العمانية التي يوجهها وزير المكتب السلطاني، الفريق أول سلطان بن محمد النعماني، وأن غياب دبلوماسيين عمانيين معروفين عن الوفد على الرغم من الاستقبال على أعلى مستوى في صنعاء، يؤكد على إدراك الحوثيين لأهمية الوفد وصلاحياته.

وأكد مراقبون خليجيون أن طريقة تعاطي العمانيين مع الملف اليمني لا تزال كما هي، وأنه ملف أمني وليس دبلوماسيًا؛ لأن السلطنة تعتبر أن ما يجري في اليمن جزء من أمنها القومي حسب الصحيفة.

وأشارت المصادر السابقة إلى أن الوفد العماني، الذي التقى عبد الملك الحوثي ومهدي المشاط رئيس المكتب السياسي كلا على حده "نقل رسائل أميركية وأوروبية حول عواقب استمرار الجماعة الحوثية في رفض مقترحات وقف إطلاق النار، ومواصلة التصعيد العسكري ضد السعودية، واستمرار الهجمات على مأرب، التي كان آخرها إطلاق صاروخ باليستي على محطة وقود، تسبب في مقتل وجرح العشرات من المدنيين، بالتزامن مع زيارة الوفد العماني".

ووفقًا لمصادر العرب "يدور الخلاف حول إصرار الحوثيين على فصل مسار التهدئة مع السعودية، ووقف الهجمات على أراضيها، بمسار التصعيد الداخلي المتمثل في الهجوم العسكري على مأرب المتواصل منذ أشهر".

وأشارت الصحيفة الى أن الحوثيين يرغبون "في مقايضة قبولهم بوقف الهجمات على الأراضي السعودية -التي تُستخدم فيها الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية- بوقف عمليات التحالف الجوية التي تعيق تقدمهم نحو مأرب بالدرجة الأساسية"، لافتة إلى أن الحوثيين يتعاملون مع موافقة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على فتح مطار صنعاء، وتخفيف القيود على ميناء الحديدة، باعتباره استحقاقًا إنسانيًّا، بعد أن ظلت لسنوات على رأس قائمة مطالبهم التي يتذرعون بها لرفض أي مبادرات للتسوية السياسية ووقف إطلاق النار.

ويعتقد مراقبون للشأن اليمني أن وتيرة الضغوط الدبلوماسية، التي تمارسها واشنطن وبعض الدول الفاعلة في الملف اليمني، "لا تتناسب مع حجم التصعيد الحوثي الذي يستفيد من حالة الارتباك الدولي، والعجز عن تكوين موقف سريع وفاعل يحدث تحولًا في مواقف الجماعة، التي باتت تلعب في هامش الفراغ الدولي والأممي" وفقًا للصحيفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى