​لا رئيس ولا غيره.. قل الحقيقة يا شرف محفوظ

>
ما كنت أود الخوض في هذا الموضوع، لأن علاقتي بالكابتن شرف محفوظ ليست علاقة معجب بلاعب، ولا معشوق بهداف بارع يراقص الشباك وكأنه يؤدي فاصلاً من أوبرا عائدة للعظيم فيردي، علاقتي بشرف أبعد من علاقة صديق بصديق، أخ بأخيه، هو يعلم كم من التضحيات والمواقف التي تصديت لها دفاعاً عنه كقيمة تاريخية لا تمس، لكن الكابتن شرف محفوظ في لقائه بقناة بلقيس خرج عن المألوف، ولم يسم الأمور بمسمياتها، وفي قضية إيقافه أنصف شخصيات باعته، ومكيج وجمل سياسيين هربوا من شر موجهة العيسي مع فاصل من الغناء.

لم أكن أنتظر من صديقي وأخي شرف رداً لجميل، أو إعلاء شأني في قضية كان فيها ضحية لجلادين وكنت فيها محاميه، لكنه عندما تعرض للإيقاف رداً على آرائه ضد الاتحاد لم يجد الدعم اللازم من السياسيين الذين أشار لهم ولم يذكر منهم بالاسم إلا رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي.
عندما أصدر الاتحاد قراره بإيقاف الكابتن شرف محفوظ تعسفيا بسبب تصريحات يمكن أن يقولها أي مدرب أو لاعب محترم، حظي شرف بتعاطف شعبي كبير من مختلف جهات الوطن، لكنه عندما عول على سياسيين لرفع الظلم عنه وإلغاء القرار كانت النتيجة التي يعرفها وأعرفها كما يلي:
- عبدربه منصور أقحمه شرف في موضوع لم يكن له فيه ناقة ولا جمل، لسبب بسيط أن الرئيس كان مشغولاً على مدار الساعة بجمال بن عمر وأقطاب المبادرة الخليجية، وبتحركات الحوثيين على تخوم عمران وصنعاء.
- د. ياسين سعيد نعمان تحرك على استحياء، وعندما قوبل برد فعل عنيف من العيسي أخذ ذيله في أسنانه وهرب متواريًا عن الأنظار وقفاه يقمر عيشاً.
- أنصاف مايو اقتصرت تدخلاته على طبطبة وضحكة فيها كهرباء، ولم تتعد تدخلاته حدود طمأنة شرف بمتواليات الصبر.

- إدارة التلال بجلالة قدرها خافت وارتعشت وتركت الجمل بما حمل للجباري يقدم للتلاليين ومحبي شرف فاصلاً من الشماتة.
- من باقي يا شرف.. آه نسيت.. م. عدنان الكاف كان الاستثناء الحميد الذي تحرك يساراً ويميناً، وكان أكثر إخلاصاً ممن يدعون وصلاً بتاريخ شرف، ولم يكن وقتها سياسيًا، لكنه هو الآخر اصطدم بجلمود اتحاد يعطيك من طرف اللسان حلاوةً، ويروغ منك كما يروغ الثعلب.

كيف تم رفع الإيقاف عن شرف؟
ما كنت أود طرح هذا السؤال، لأنه يندرج على عمل إنساني من أخ للكابتن شرف، ويمكن لمن يريد معرفة الحقيقة طرح هذا السؤال مباشرة على رئيس الاتحاد نفسه، ولا أظنه سيراوغ أو يحيك من نسج خياله تدخلاً لرئيس جمهورية أو غيره.
سأقول هنا الحقيقة "دوغري دون مراوغة أو فذلكة" حتى لا يظل أخي الكابتن شرف حبيساً لمن باعوه الوهم وتخلوا عنه في الليلة الظلماء، ثم ظهروا بعد رفع الإيقاف كالفاتحين، لكن بصورة هزلية أغضبت حتى طواحين هواء دونكيشوت.

لقد كانت بيني وبين رئيس الاتحاد أحمد العيسي مواجهة صاخبة في بيته بصنعاء، ويشهد على ذلك الكابتن عبد السلام الغرباني ولفيف من الحاضرين أولهم الأخ سالم العزاني (وهو حي يرزق يمكنكم سؤاله)، وشهدت جدلاً بيني وبينه، وبلغ الأمر أنني قلت لرئيس الاتحاد بصوت الحق:
سوف أتعاقد مع الكابتن شرف محفوظ لتدريب فريق العين الصاعد وقتها للدرجة الثانية، وسنتحدى قراركم (وقد أبلغت الكابتن شرف بنواياي).

غمغم رئيس الاتحاد متحديا: لو أقدمت على هذا العمل سوف نصدر قراراً بتهبيط فريق العين إلى الدرجة الثالثة.
علقت قائلاً: سنكون سعداء إن هبطنا بقرار، فعندئذ سندخل مع شرف محفوظ التاريخ، وهذا شرف لنا أن ننصره عليكم ونزلزل الأرض تحت أقدامكم.

تدخل بعض الحاضرين لتهدئة الموقف، ثم طرحت مبرراتي بقوة مستنداً على تاريخ شرف الناصع مع كرة القدم ومفنداً تصريحاته، وبعد كر وفر ونقاش عقلاني اقتنع رئيس الاتحاد بوجهة نظري، لكنه كابر كعادته أن يعترف بخطأ الاتحاد في مسألة الإيقاف، ثم اتفقنا معاً أن يرد للكابتن كرامته معلناً عن رفع الإيقاف بعد فرز صناديق انتخابات 2014 وكنت وقتها قد حضرت خصيصاً هذه الانتخابات المسرحية تحسباً لهذا الوعد، دنوت من رئيس الاتحاد هامساً في أذنه: لا تنس وعدك؟ هز رأسه قائلاً: لم أخلف وعداً وعدت به وسترى.

بعد دقائق من إعلان قائمة مجلس إدارة الاتحاد الجديد، صعد رئيس الاتحاد مسرح الحدث مهنئاً الناجحين، ثم التقط نفَسَاً عميقاً قائلاً:
أعلن من هنا عن رفع الإيقاف عن الكابتن شرف محفوظ نهائياً، ومن عدن تابع الكباتن شرف الحدث المتلفز معتقداً أن الصفحة طويت تماماً.

بالتأكيد لم تكن هناك مسوغات قانونية لقرار إيقاف شرف التعسفي، لكن يبدو أن حميد شيباني سعى للمماطلة والعرقلة ولم يصدر قراراً مكتوباً في وقته، ولم أكن حينها أعلم بما يدور في رأس الثعلب حميد من نوايا سيئة تجاه أخي شرف.
اتصلت بشرف أطمئن عليه لأعرف واجهته القادمة، غير أنه صب حمماً في أذني عندما هتف ثائراً ومستنكراً:
لم يصلني خطاب رفع الإيقاف، يبدو أن العيسي اعتبرها مجرد نزوة انتخابية.

أتوماتيكياً انتقل غضب شرف إلى رأسي، شعرت أن هرمون الأدرينالين قد بلغ أعلى منسوباً له، سألت عن رئيس الاتحاد عرفت أنه بعدن، لحسن الحظ كنت وقتها في عدن، تحركت مع الأخ خالد خليفي إلى فندق ميركيور بخور مكسر، وهناك التقيت برئيس الاتحاد وكنت غاضباً بشدة (وهو يعرف البدوي عندما يغضب يخرج عن النص).
عرف رئيس الاتحاد مني أن حميد شيباني لم يفرج عن قرار الإيقاف من درجه، ولم أشأ مغادرة الفندق إلا بعد أن يصل خطاب رفع الإيقاف وأقرأه بعيني كي أطمئن، فمع ثعلب مثل حميد ينكث العهود والوعود عليك أن تبقى مستيقظاً وهو ما حدث، بعدها أبلغت شرف محفوظ أن الخطاب أرسل بالفعل، وأنه الآن خرج منتصراً من معمعة لم يكن لها داع من أساسه لولا دماغ حميد الناشف.

في مقابلة صحفية سابقة، نسب شرف محفوظ الفضل لسياسيين، عاتبته وقتها وتفهم العتاب، لكنه عاد مؤخراً عبر لقاء فضائي مع قناة بلقيس لنفس الموال، وهو أمر استفزني ولم أجد له سبباً مباشراً مع العلم أنني عرفت شرف محفوظ منصفاً ولا يظلم أو يتجاوز من يقف معه.
ربما يراني الكابتن شرف أقل منزلة من سياسيين مقربين منه يسعى إلى تلميعهم لهدف يعلمه الله وحده، ربما يظن أن ذلك سيزيد من حجمه في المجتمع، وهذا محال وهم وخيال، لكنني كنت أتمنى عليه أن يقول للمذيعة:
تخلى عني السياسيون والتلاليون، وأنصفني رجل غلبان من العامية يكره الظلم ويدافع عن الحق في وجه سلطان جائر، لا أن ينعم شرف ويسبغ على السياسيين نعمة رفع الظلم عنه، وهو يعلم أن الذين اعتمد عليهم وخذلوه في مجلس العيسي أبعد من أن يؤثروا في غرف نومهم.
هذه حقيقة رفع الإيقاف عن شرف محفوظ دون الخوض في كواليسها أو ملابساتها، وعندي المزيد من الشهادات، لكن أكتفي بهذا التوضيح مع أطيب تحياتي لأخي وحبيبي شرف محفوظ.

كتب/ محمد العولقي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى