رفض دعوات الحوار الجنوبي فرصة كبيرة للانتقالي

> عدن/ القاهرة «الأيام» تحليل

>
  • د.لقور: معارضو الحوار يعيشون عزلة ولا مشروع سياسي لديهم
  • داؤود: الانتقالي لا يمتلك رؤية لموضوع الحوار ومتطلبات نجاحه
> حملة الرفض للحوار الجنوبي-الجنوبي، الذي دعا إليه المجلس الانتقالي الجنوبي، كانت متوقعة بل حتمية من قبل سياسيين قدماء ومعاصرين، خرجوا من المشهد السياسي مرغمين، وليسوا مخيرين، ويسعون للعودة إليها بشروطهم.

وبموازاة حملة الرفض أثارت المقابلة التلفزيونية التي أجرتها قناة العربية ليلة الجمعة الماضية مع مستشار رئيس الجمهورية، حيدر أبوبكر العطاس، ردود أفعال حادة، كان كثير منها جارحًا، لكن المقابلة في مجملها وبما تضمنته كان لها ردة فعل عكسية في الشارع الجنوبي الذي أخذها من منطلق "محاولة قوة خارجية لنسف الحوار الجنوبي-الجنوبي ليس إلا"، وسبب ذلك هو توقيت المقابلة الذي تزامن مع حملة الرافضين للحوار.

وبغض النظر فإن رفض الحوار في هذه المرحلة يضفي مصداقية عليه، فجميع الحوارات المشابهة في عدة دول مرت بانتكاسات ونجاحات قبل أن تفضي إلى نجاح كبير.

في عدن يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي يستشعر مخاطر قادمة في طريق الجنوبيين، مما يفسر الاستعجال والإصرار على المضي قدمًا في الحوار الجنوبي ـ الجنوبي حتى النهاية، فرئيس المجلس، اللواء عيدروس الزبيدي، قال: "مع تزايد حجم المؤامرات التي تستهدف قضيتنا وتتعاظم الحاجة لتعزيز وحدة الصف الجنوبي بما يقوي جبهتنا الداخلية، ذهبنا بأنفسنا إلى من لا يستطيع المجيء إلينا، كما وعدنا، فلنحافظ على هذا التقارب من خلال المشاركة بفاعلية".

واتسمت العديد من ردود الأفعال سواء على مقابلة العطاس أو بيانات الرفض بالخروج عن آداب النقاش السياسي، بينما رأى عدد من السياسيين أن مجمل الرافضين للحوار الجنوبي الجنوبي هم إما ممن زرعوا حالة التشكيك بين الفرقاء السياسيين الجنوبيين أو من المناوئين لاستقلال الجنوب.

لكن عددا من مراكز البحث السياسي كان لها وجهة نظر أخرى، وهي أن الرفض للحوار سيكون مكسبا بيد المجلس الانتقالي لإبعاد كل أولئك السياسيين عن العمل السياسي في المستقبل، بحجة "رفضهم للالتفاف حول مشروع استقلال الجنوب برفضهم الحوار"، بينما رأى محللون آخرون أن الحوار يجب أن يتم مع الداخل قبل الخارج.

وقال قاسم داؤود، رئيس مركز عدن للدراسات الاستراتيجية، إن موضوع الحوار الجنوبي يحتاج لمقاربة أشمل وأعمق، ورؤية متكاملة تجاه مسارات الحوار وموضوعاته ومخرجاته المتوقعة وأولوياته".

وأضاف: "إن نقطة البداية والأساس تكمن في حوار الداخل، في حوار مع المجتمع صاحب الحق الحصري في القضية والمصير والمستقبل، وتاليا مع منظمات ومؤسسات ونخب وشرائح وجماعات لها دورها ومصالحها ووجودها وتأثيرها".

وتابع قائلا: "الانتقالي للأسف لم يمتلك رؤية متكاملة لموضوع الحوار ومتطلبات نجاحه، ووقع في خطأ الإعلان عن خطوة جزئية بدون تقدير لردود الفعل، والنتيجة أنه وضع نفسه ووضع الحوار والأطراف الأخرى في مأزق، كان يمكن تجنبه لو اتبع منهجية عملية وخطة واقعية، وتحضيرات هادئة بعيدة عن الأضواء وعلى مسارات متعددة".

وأضاف: "لم أفهم لماذا لم يطلب مساعدة ودعما فنيا واستشارات وخبرات من الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى لها تجارب وخبرة بموضوعات الحوار؟ خاصة والحوار الجنوبي متصل بالعملية السياسية التفاوضية، والتسوية المؤملة وإحلال السلام".

واختتم داؤود: "ردود الفعل الحادة الرافضة للدعوة التي أطلقها الانتقالي للحوار، يجب ألا تحول دون مواصلة الجهود والتركيز على الداخل، في ضوء فهم ودراية وتحديد دقيق للمسارات والقضايا والأولويات والوضوح".

أما الدكتور حسين لقور بن عيدان فقال: "أعتقد أن ما بدى من مواقف تجاه الحوار الجنوبي من بعض السياسيين الجنوبيين قديمهم وجديدهم لأكثر من سبب، لعل أهمها أن هؤلاء يعيشون في عزلة، ولم يعد لهم تأثير في الشارع، وبالتالي يرون في مخالفتهم لدعوة الحوار ربما يلفت الأنظار إليهم، أما الأمر الآخر فمعظم المعارضين للحوار لا يمتلكون أي مشروع سياسي، يمكن البناء عليهم وبقاءهم بصفة معارضين مكاسبه أكبر".

وأضاف :"لا أظن أن الانتقالي قد أخطأ عندما فتح حوارا في الخارج، لأننا ندرك أنه في ظل الحرب الطويلة التي نعيشها، كثيرون هجروا الوطن، ولا بأس من الحوار معهم، فهم مهما كان شركاء في الوطن، لكن سيظل المناضلون وأي مكونات على الأرض الجنوبية هم الأولى بالحوار".

سأختم بالقول أن من عجز عن إدارة حوار حقيقي خلال ربع قرن من حكمهم بين فرقاء سلطة حاكمة منذ الاستقلال حتى التسليم لصنعاء لا يمكنه اليوم أن يكون شريكا في أي حوار لأنهم تعودوا على نسج المؤامرات و الدسائس و لم يتعلموا منطق الحوار".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى