الشورى والبرلمان اليمني: الشرعية مشلولة والوحدة تتعرض لتدمير مقصود وممنهج

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> قال بيان مشترك، أصدره أمس رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر، ونائب رئيس البرلمان عبدالعزيز جباري، إن الشرعية باتت مشلولة بعد أن تنازلت عن دورها الريادي في قيادة المعركة.
واعتبر البيان أن الوحدة والجمهورية تتعرضان لتدمير ممنهج ومقصود.

نص البيان
"لم يعد خافيًا على أحد ما قد آلت إليه الأمور منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية والدولة، وما انتهت إليه محاولة استعادة الدولة يمنيًا وعربيًا، لقد غدت الأمور أكثر وضوحًا الآن، وانتهى الخيار العسكري إلى طريق مسدود، يكاد يعلن عن نفسه بالفشل.
نحن أمام وطن ممزق، ينزف دمًا، وطن دمرته الحرب، وهي تكاد أن تقسمه إلى دول ومجتمعات، وتصنع في قلبه هويات على حساب الهوية الوطنية اليمنية الواحدة، نحن نقدر للتحالف العربي جهوده السياسية والعسكرية والإغاثية في بلادنا، لكننا ندرك -وهم يدركون- أن السياسات التي قادت المعركة مع الحوثيين، قد ذهبت باليمن إلى أهداف مختلفة عن تلك التي أعلنت عنها عاصفة الحزم.

إن قيام الشرعية بمهامها وواجباتها الدستورية أمر في غاية الأهمية في الظروف الراهنة، إنها شرعية اليمن الموحد، لقد تنازلت الشرعية كثيرًا عن دورها الريادي القيادي للمعركة تدريجيًا، وشُلَّت حركتها، أو تكاد. ترك ذلك أثرًا سلبيًا على المواجهة مع الحوثيين، وبالطبع مع الإيرانيين في اليمن.
علينا أن نصارح شعبنا بحقائق الأمور، فالخطاب السياسي والإعلامي لا يقول الحقيقة كاملة، نحن أمام وضع كارثي في بلادنا، ليس كله من صنع اليمنيين، لكن علاجه يتوقف على اليمنيين، يعاني منه شعبنا الفقر والجوع والمرض، ويشرف على مجاعة حقيقية،

إننا أمام وضع لم تتمكن المؤسسات الدستورية من صده ومعالجة آثاره، مؤسسات هي الأخرى أوقفت عن العمل، إلا من شكليات، وجيش يقاتل بالحد الأدنى من الإمكانيات، وموارد مصادرة أو مجمدة. وانهيار للعملة، وفوضى أمنية عارمة، وفساد مستشرٍ، ومرتبات متوقفة، في مخالفة دستورية وقانونية يتحمل وزرها من اتخذ قرار توقيفها.

تتعرض اليوم الجمهورية والوحدة، وهما أعظم إنجازات شعبنا في تاريخه المعاصر لتدمير ممنهج، تدميرا مقصودا ومموَّلا، الحوثيين ذو النزعة العنصرية السلالية مصدره الأول. وسياسات تفكيكية تعمل على تقسيم وتمزيق الوطن والمجتمع.
لا زال هناك متسع من الوقت والجهد للإنقاذ ووقف الكارثة، وإعادة الأمور إلى نصابها. الصمت اليوم على الأوضاع الراهنة مشاركة في صناعة هذه الكارثة التي اتضحت معالمها إلا لجاهل أو متجاهل.

إننا نقدر وندعم جهوده الأمم المتحدة لإحلال السلام في بلادنا، إلا أنه بعد مرور سبع سنوات من هذه الجهود، يسكننا اليقين أن السلام لا يتحقق مالم تدعمه إرادة وطنية جامعة، وأنه مهمة القوى الوطنية الحية الحرة من أبناء اليمن. إننا ندعو ونرحب بجهودٍ نشطة لجمهورية مصر العربية وللجامعة العربية في هذا الشأن.

كما إننا ندعو كل أبناء الوطن إلى تحالف منقذ، يستمد أهدافه ومبادئه من مبادئ وقيم الثورة اليمنية، تحالف يرفض عودة الإمامة، ويصون الجمهورية ويدافع عن الوحدة دولة اتحادية، كما يضع مصالح الوطن العليا دون غيرها في المقدمة.
تحالف وطني يسعى إلى وقف فوري للحرب، وحوار وطني شامل لا يستثنى منه أحدًا، برعاية أممية ودعم قومي، يكون هدفه الوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل، يستند إلى المرجعيات الوطنية التي شكلت يومًا ما محلا للأجماع الوطني،

إنها دعوة موجهة للشعب اليمني أولا، ولنوابه وأعضاء مجلس الشورى وقادة الأحزاب والقوى السياسية الوطنية، وقادة المجتمع والنخب الثقافية والإعلامية، المرأة والشباب دعوة فرضتها تطورات الأحداث ومسار المعركة، وهي ثانيًا، دعوة في الوقت نفسه لفرقاء الصراع أن يغلبوا المصلحة الوطنية على ما عداها، وأن يحتكموا إلى الإرادة الشعبية وصوت العقل، وأن يبعثوا الحكمة اليمانية من مرقدها. والله على ما نقول شهيد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى