تفتيش الجينات لا يشبه عدن

> اختلاق مسمى عرب 48 في عدن معيب ولا أخلاقي أبدًا. يجب الإصرار على التعافي من هذه الآفة المدمرة، خاصة في البلدان التي تشظت بفعل الحروب كبلدنا.

فلو بحثنا في أصول وجينات كل فرد وعائلة، لن يصمد أحد في مكانه. ولو صمد فللجد الرابع على الأكثر، ولماذا يصمد أساسًا؟

هذه حالة طبيعية لدى كل الشعوب: امتزاج وتداخُل.

الجغرافية البشرية ذو تفاعل وتبادل والتقاء متعدد ومركب. لا يملك أي إنسان مهما كان أن يرى نفسه متفوقًا لعرق أو لون أو لسان أو جغرافيا أو مذهب أو معتقد.. إلخ.

السلاليون وحدهم الذين لا يزالون عند هذا الفكر الساذج البائس اللا قيمة له.

التفوق العرقي أو لأي حيثيات أخرى وَهْم. والوَهْم يُطرد من الوعي كما يُطرد أي لص تعدى على أملاك الغير.

الوَهْم بالتفوق فيروس يهدم الحياة، يهزم الإنسان من الداخل.

كل إنسان حر، وكل إنسان - رجلًا كان أو امرأة - مواطن.

والمرء حيث يوجد لا حيث يولد، حيث يثبت لا حيث ينبت كما يقال. فما بالكم بمن وُجد ووُلد ونبت وثبت بالمدينة ذاتها منذ عقود؟ من السقوط الأخلاقي المروع اللا مثيل له أن تأتي لتقول لمواطن عدني أنت شمالي، أنت هندي، أنت صومالي، أنت وأنت.. الخ.

هذه عدن وهذا مجتمعها ألا يتكرر يمنيًا. عدن التي كانت المدينة الكوسموبوليتية، والتي ستعود أوروبا مكثفة جدًا كما وصفها بول نيزان.

أي أسرة كانت موجودة في عدن قبل 1994 فهي عدنية بامتياز، وإذا ما تعافى البلد والمعهود كذلك من قبل ومن بعد فكل من وُلد في أي محافظة وبقي فيها يعود إليها ويُعرف بها، وإذا ما وُلد أي إنسان من خارج اليمن في اليمن فهو يمني. تلك هي المسألة. والحال أن نتأمل ونقرأ ونفهم كذلك معطى ومعنى الهوية الثقافية.

مرفوض قطعًا من اللا مجدي أساسًا التفتيش في جينات أحد حتى لا يُفتش كردة فعل في الاتجاه المعاكس. فحرب الجينات هذه لا أحد يمكنه الصمود أمامها إلا قلعة صيرة وجبل شمسان فقط.

حفظ الله عدن والجنوب والشمال وكل مواطن يمني، ووفق الله مجلس قيادتنا للوصول بالبلد إلى شاطئ الأمان، آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى