في ذكرى تأسيس"الأيام".. لم يمت هشام باشراحيل من المرض

> كان الرئيس صالح يمرر أي نشر هجومي على حكمه ونظامه من صحف كثيرة إلا صحيفة "الأيام" رغم حدة الرقابة الداخلية في الصحيفة التي كان يوليها الناشران هشام باشراحيل، رحمه الله وطيب ثراه وشقيقه تمام باشراحيل أطال الله في عمره أهمية كبيرة وتولت أسرة التحرير على عاتقها هذه المسؤولية لتجاوز ما قد يؤدي إلى إغلاقها وحدث مرتين خاصة وأن استدعاءات نيابة الصحافة والمطبوعات تتوالى على مدار الشهر.

ما لا يدركه القارئ والمتابع إلى اللحظة حجم المعاناة قبل النشر في ذلك العهد في صحيفة "الأيام" والقبضة الأمنية تحت مظلة التعددية السياسية والإعلامية التي لا يؤمن بها النظام وقبل بها على مضض.

والعديد من الكتاب على الرغم من درايتهم بالخطر الذي يحدق بصحيفة "الأيام" والتهديد بالإغلاق بين حين وآخر وإحراق ومصادرة بعض أعدادها في الطريق إلى مراكز التوزيع من قبل نقاط الأمن المركزي، إلا أن خطاب كتاباتهم ظلت تشعل الأرض نارا في وجه سلطة صالح وعند تدخل الرقيب الداخلي ونقصد بهما هنا الناشرين وأسرة التحرير بعد استئذانهم كحق أدبي في إجراء بعض التعديلات، فيشتاط البعض غضبا في أحسن الأحوال وقلة قليلة منهم كانت مستوعبة الأمر والوضع المحيط بالصحيفة، فيما يذهب البعض الآخر للاعتكاف أيامًا معبرا عن زعله ويعود إلى أدراجه مرة أخرى في الكتابة.

هذا غيض من فيض، الذكريات المرة والحلوة بمناسبة مولد "الأيام" التي عشتها في مبنى الصحيفة وأسرة التحرير وسكن الناشرين، وستظل عالقة في ذهني إلى ما شاء الله، وليعلم الجيل الذي ينشر اليوم أن النشر مسؤولية ومعاناة دفع ثمنها هشام باشراحيل مبكرا ومات في محرابها، فلم يمت المناضل الوطني هشام باشراحيل من المرض مطلقا، بل من معاناة طويلة مع النشر والضغوطات التي حاصرته حتى آخر لحظة من حياته، لروحه السلام والرحمة والرضوان في الفردوس الأعلى بإذنه تعالى.

*سكرتير تحرير سابق لصحيفة "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى