أردوغان يحسم التكهنات حول التواصل مع نظام الأسد: يتوجب الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا

> أنقرة«الأيام» القدس العربي :

> أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، أنه “يتوجب علينا الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا لإفساد المخططات في المنطقة”، في تصريح يؤشر بشكل واضح إلى وجود قرار تركي بالتواصل على المستوى السياسي مع النظام السوري، حاسماً الجدل الذي أثير طوال الأسابيع الماضية حول مدى استعداد أنقرة لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد عقب 11 عاماً من القطيعة.

وقال أردوغان في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة التي عاد فيها من زيارته إلى أوكرانيا: “يتوجب علينا الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا يمكننا من خلالها إفساد العديد من المخططات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي”، مشدداً على أنه “ليس لدينا أطماع في أراضي سوريا، والشعب السوري هم أشقاؤنا ونولي أهمية لوحدة أراضيهم، ويتعين على النظام إدراك ذلك”.

وأضاف: “كنا دائما جزءا من الحل، وأخذنا على عاتقنا تحمل المسؤولية حيال سوريا وهدفنا الحفاظ على السلام الإقليمي وحماية بلادنا من التهديدات الخطيرة الناجمة عن الأزمة”، متهماً الولايات المتحدة وقوات التحالف بأنهم “هم المغذّون للإرهاب في سوريا في المقام الأول… لقد قاموا بذلك دون هوادة ويواصلون ذلك”.

وقال أردوغان: “يجب أن نعلم ذلك ونقبله، لا يجب قطع الحوار السياسي والدبلوماسية بين الدول، في كل زمان وفي أي لحظة تحصل حوارات من هذا القبيل، بل يجب أن يحصل ذلك”، مستدلاً بمثل يقول إنه يجب إبقاء ولو خيط في العلاقات لأنه يأتي يوم ويكون لازماً.

ويعتبر هذا أول تعقيب من أردوغان منذ بداية الجدل والتكهنات حول وجود مسار لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. وعلى الرغم من عدم وجود أي نفي أو تأكيد رسمي لخطوات محددة مقبلة، إلا أن الرئيس التركي قدّم إشارات قطعية على “أهمية الحوار وفائدته” دون التطرق إلى أي فيتو على لقاء النظام السوري، وهو ما يدعم بشكل كبير جداً التكهنات السابقة عن أن أنقرة تعمل بالفعل على بناء “حوار سياسي” مع النظام السوري.

وطوال الأيام الماضية، توالت التصريحات الرسمية التركية حول مستقبل العلاقة مع النظام السوري، ومعها توسعت التساؤلات حول مدى إمكانية حصول تقارب سياسي قريب بين أنقرة ودمشق، وما إن كانت كل هذه التصريحات تمهد بالفعل إلى خطوات تركية قريبة من قبيل إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، أو عقد اجتماعات مباشرة بين النظام والمعارضة بحضور تركي روسي، أو اتفاق جزئي يتعلق بتسهيل إعادة اللاجئين من تركيا إلى سوريا عبر تنسيق مباشر بين أنقرة ودمشق.  

وبدأت موجة التصريحات التركية من تصريحات لوزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، وامتدت لتشمل عددا كبيرا من الشخصيات الرسمية، مروراً بدعم زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشيلي، حليف أردوغان في الحكم، مبدأ التواصل مع النظام، وصولاً لتصريح مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية الحاكم، رفض فيه الجزم بعدم إمكانية حصول لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد.   

وعلى الرغم من النفي الرسمي لوجود “تغيير جوهري” في السياسة التركية اتجاه نظام الأسد، إلا أن غزارة التصريحات الرسمية حول “إمكانية التواصل السياسي” ودعم ذلك من قبل عضو لجنة مركزية في الحزب الحاكم، وزعيم الحركة القومية حليف الحكم، يعطي مؤشراً قوياً على وجود توجه جديد في السياسة التركية قد يكون نتج عن توافقات ما جرى التفاهم حولها في قمة طهرات التي جمعت أردوغان وبوتين وروحاني مؤخراً، وتخدم بدرجة أساسية مساعي أنقرة لإنهاء خلافاتها مع دول المنطقة لتكون آخرها سوريا، وخدمة الملف الأهم المتعلق بملف العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم، وهو ملف حاسم يسعى أردوغان لتحقيق تقدم فيه قبيل موعد الانتخابات المقبلة. 

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى