محللون: استمرار الهدنة يعني تفجير صراع بين الأجنحة الحاكمة في صنعاء

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> ما زالت الهدنة اليمنية تحتفظ بنسبة ضئيلة من التماسك رغم مرور أكثر من عشرة أيام على انتهائها دون توصل الأطراف المتصارعة إلى اتفاق لتمديدها وتوسعها وفق مقترحات مبعوث الأمم المتحدة هانس جروندبرج.

وتشير الوقائع على الأرض إلى وجود حالة من الترقب على الصعيد المحلي بالتزامن مع مخاوف أممية ودولية من عودة المواجهات الشاملة عسكريا في ظل تهديد الحوثيين باستهداف المناطق المحررة وطريق الملاحة البحرية.

ويؤكد المجلس الرئاسي على سعيه للسلام، لكنه في الوقت نفسه يحذر الجماعة الحوثية بأنه لن يرضخ لابتزازها وسيتصدى بقوة لكل أعمالها العدائية على الصعيد العسكري.

ويعتقد مراقبون للشأن اليمني أن جماعة الحوثي قد تقدم على العودة إلى المواجهة الشاملة في مختلف الجبهات لكنها في انتظار الضوء الأخضر من داعميها الإيرانيين، كما يتوقعون أن يقدم المجلس الرئاسي على إعلان العودة إلى العمليات العسكرية الشاملة إذا ما أصرت الجماعة الانقلابية على اختيار الحرب لتحقيق أجندة طهران وتنفيذ تهديداتها باستهداف المناطق المحررة وطرق الملاحة.

في هذا السياق يرى الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل خفوت الأعمال العسكرية، حتى الآن، أن ذلك يعني «حالة التوجس من جهة وانتظار الخطوات الأخيرة فيما ستسفر عنه الجهود الدولية، ومن ناحية أخرى الاستعداد والترقب، مخافة ألا يقع طرف في موقع البادئ بالعملية العسكرية بعد هدنة طويلة».

ويضيف: «تجري تململات عسكرية ومحاولات لاندلاع الحرب من جديد من جهة ميليشيا الحوثي، لكنها تريد الظروف الملائمة والمبررة لذلك، صحيح أنها لم توقف انتهاكاتها ولا أعمالها العسكرية في أكثر من جبهة، لكنها خفتت نوعا ما بفعل الهدنة، وهي تريد العودة للحرب هذه المرة بشكل أوسع فيما إذا فشلت المفاوضات، لأنها تشعر أن توقفها عن تهديد دول الجوار نوع من الهزيمة أمام الرأي العام، مع أن ما كانت تقوم به لا أثر له عسكريا، لكنها تعتبر ذلك نوعا من التحدي، وإن كان هذا الاستهداف هو استراتيجية إيرانية برسائل مختلفة للغرب».

ويعتقد البيل أن «الهدنة الطويلة ستشكل عبئا على ميليشيا الحوثي، وأن ذلك يفقدها المهمة الأساسية لها، وهي الحرب وإشعال النار، وأنه سيحول الضغوط عليها إلى جهة ما ينبغي أن تقدمه للناس في مناطقها، سواء بالموافقة على شروط الهدنة الإنسانية وتطبيقها، أو ما ينبغي أن تقدمه الميلشيا الحوثية في مناطق سيطرتها للعامة، لأن عذر الحرب الذي تتعلل به انتفى، وبالتالي سيؤثر هذا أيضا على ما تقوم به الميليشيا من ضغوط على الناس إما بإجبارهم وأبنائهم على الالتحاق بالجبهات العسكرية".

من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر أن «هناك هدنة غير معلنة، فالحوثي يريد أن يكون الوضع هكذا، بحيث لا تتم محاسبته عن الأعمال الإرهابية التي ينوي القيام بها، أو من خلال محاولة السيطرة إن أمكن».

ويعتقد أن الوضع هذا «سيستمر لفترة ربما ليست بالطويلة قبل أن يتم تجديد الهدنة شريطة أن يكون هناك ضغط دولي حقيقي على الميليشيا الحوثية».

ويتابع الطاهر بالقول: «الحوثيون يريدون الوضع هذا لأن الهدنة أحدثت مشاكل كبيرة بالنسبة لهم، وأيضا جعلت عليهم مسؤوليات كبيرة، لكنهم لم ينفذوها، ولم يجدوا مبررا لعدم تنفيذ تلك المسؤوليات على عكس عما كان قبل الهدنة حيث كانوا يتحججون بأن هناك (عدوانا) عليهم».

ويضيف: «إذا استمر السلام والهدنة الأممية ربما قد تواجه الأجنحة الحوثية الداخلية بعضها، وهو ما قد ينعكس بالإيجاب للشعب اليمني بالتخلص من التطرف والإرهاب والتخلف الرجعي».

ويتهم الطاهر المبعوث الأممي جروندبرج بأنه «لا يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة» وبأنه «أضعف مبعوث أممي وصل إلى اليمن».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى