أكاديمية وجدان ..!

> محمد العولقي

> * لا يختلف إثنان ، أو ثلاثة ، على أن عدن أرض خصبة ، للمواهب الفطرية الصغيرة ، التي تحتاج إلى العناية المباشرة والاهتمام الجاد حتى لا نتركهم فريسة سهلة للضياع والتشرد والخروج عن النص .. ولا يختلف معي أحد على أن عدن بتاريخها الكروي الطويل والعريض والممتد لأكثر من قرن ، بحاجة ماسة إلى أكاديميات أهلية وحكومية ، تستوعب الصغار وتجعل منهم نجوماً للغد بأقل التكاليف الممكنة.

* أعجبني كثيراً في اللاعب الدولي السابق (الكابتن وجدان شاذلي) حماسه ، لتقديم خدمة مجتمعية لصغارنا ، فأصبح أول لاعب دولي يكسر جدار الصمت مقتحماً عُباب محيط متلاطم بثقة من يمتلك مشرط جراح خبير يعرف مكان الورم.

* اطلعت على مسودة مشروع أكاديمية (وجدان شاذلي) ، والحقيقة أننا بالفعل أمام مشروع حيوي وهام للغاية يجب دعمه أهلياً وحكومياً مع الوضع في الاعتبار أن هذا المشروع الفريد من نوعه ، فرصة ذهبية لتقديم نموذج أكاديمي، يمكن أن يشكل نواة مستقبلية لأكاديميات أخرى أهلية كانت أو حكومية.

* أدري أن الطريق أمام أكاديمية وجدان ، ليس مفروشاً بالورود ، خصوصاً ونحن نعيش زمن الاستقطابات السياسية الحمقاء، لكن وضع صغارنا يُحتم على جميع الأطراف الإنتصار لهذا المشروع لأنه في النهاية انتصار كبير لعدن تحديداً ..

أعرف أيضا أن الأكاديمية قبل أن تحكمها الأعراف المالية باعتبارها عصب الحياة فهي أيضاً في أمس الحاجة للدعم المعنوي وضرورة تفهم الآباء والأمهات لأهداف هذا المشروع الكبير.

* يفترض أن مثل هذا المشروع - الاستثماري بالدرجة الأولى - يتحول إلى سباق وتنافس محموم بين التجار ، ورجال الأعمال الجنوبيين تحديداً فهو أقرب إلى (صدقة جارية) سيشمل أجرها فئات صغيرة مهمشة ، ضاقت ذرعاً من الشارع والحارات.

* في تصوري أن مشروع كهذا يرتكز على عاملين في غاية الأهمية على (وجدان شاذلي) وضعهما في الاعتبار، بعيداً عن حماس اللحظة ووعود دق الصدور :

- الأول : التمويل المالي الثابت والمستقر عند سقف معين إن لم يزد من الأهمية بمكان ألا يتناقص لأي ظرف كان.

- الثاني : الاعتماد على كفاءآت رياضية وتربوية لها رصيد محترم من التجارب، والأهم أن تكون سمعتها عند الناس مثل (بريق الذهب) ، فالصغار بحاجة إلى قدوة ومثل أعلى ومعلم ومدرب وموجه ومثقف ومشرف اجتماعي لمتابعتهم أولاً بأول.

* ويفترض أن هناك عاملاً ثالثاً لست في وارد الانشغال به في المرحلة الأولى ويتعلق بأهمية المنشأة التي ستستوعب وحدات هؤلاء الصغار ، غير أنني أرى أن ملاعب الأندية في عدن يمكن أن تحل هذه الإشكالية مؤقتاً إلى أن تستفيق (قيادات عدن السياسية من سباتها) وتمنح الأكاديمية أرضاً يمكن تحويلها فيما بعد إلى منشأة كاملة ومتكاملة.

* لا أود هنا أن أشطح كثيراً في أحلامي الوردية مثلما أنني أطالب الكابتن (وجدان شاذلي) بضرورة التحلي بالمرونة والصبر ، فإسمه كلاعب كبير له مواقفه المشرفة من عدن يمكن أن يفتح بعض الأبواب المغلقة ويستقطب الكثير من الجهات الرسمية في عدن حتى لا نلوك الجملة سيئة الصيت (ولد ميتاً).

* أنتظر بفارغ الصبر أن يتحول حلم (وجدان شاذلي) من الورق إلى أرض الواقع ، وفي تقديري أن (العزيمة موجودة) حالياً سواء من (وجدان) نفسه أو من قيادات مؤثرة في عدن يهمها أن تكون صاحبة قصب السبق.

* أنصح صديقي (وجدان) بأن يتعامل مع الواقع على حسب اللحاف ، وأن لا يمدد رجليه ، بما لا يتناسب مع هذا اللحاف ، فالعمل على الممكن والحاضر خير من العمل على الغموض وهاجس ما في الغيب.

* سأطير من السعادة والفرح عندما أكون حاضراً لقص شريط افتتاح أكاديمية (وجدان شاذلي) في عدن ، لأن تلك اللحظة المرتقبة ستشكل فاصلاً بين زمنين ، (زمن أضاع صغارنا طويلاً) ، و زمن البناء على أسس ، وأساسيات علمية وعملية من شأنها نقل كرة القدم العدنية من حال إلى حال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى