قرية جنوبية ينهكها الفقر تصارع الموت

> الملاح «الأيام» خاص:

> مركز صحي: عشرات الإصابات لم تصل بسبب وعورة الطريق
> يتهدد الموت أربعة أطفال في إحدى قرى مديرية الملاح جراء تعرضهم للإصابة بسوء التغذية الوخيم، نتيجة عجز رب الأسرة عن توفير المأكل والمشرب وأي مكملات غذائية لهم.

"الأيام" التقت رب الأسرة علي محمد أحمد حموده وهو من أبناء قرية مويلح النائية بمديرية الملاح، والذي قال إن لديه ثلاثة أطفال يعانون من سوء التغذية إضافة إلى طفل شقيقه مطيع الذي يعاني هو الآخر من سوء التغذية.


الأطفال المصابون بسوء التغذية هم أحمد 6 سنوات، محمد 4 سنوات، أميره 5 سنوات والطفل يحي ابن شقيقه مطيع 4 سنوات، حيث تقف الظروف المعيشية القاسية التي يعاني منها رب الأسرة وراء معاناتهم.

قال الأب "إن وضعه الصعب وعدم توفير لقمة العيش تسبب في عدم مقدرته على توفير المكملات الغذائية المختلفة للأطفال"، مشيرا إلى نقل أطفاله وطفل شقيقة لمستشفى ابن خلدون وتلقى العلاج في المركز المتخصص بسوء التغذية خلال الفترة الماضية لكن بعد خروجهم من المستشفى تعرضوا لانتكاسة بسبب عدم توفير الغذاء لهم موضحا أنه يسكن حاليا في منزل أخيه بغرفة متواضعة بسبب ظروفه المعيشية الصعبة.

وطالب والد الأطفال المصابين الجهات المختصة وفاعلي الخير تقديم الدعم له لتوفير الغذاء والعناية الصحية للأطفال كاشفا عن وفاة أحد أطفاله منذ أكثر من عام بسبب الإصابة بسوء التغذية.
والد الأطفال
والد الأطفال


"الأيام" توجهت إلى المسؤولين في المنطقة النائية فأوضح مساعد الطبيب جمال محمد سعيد مشرف المركز اصحي منطقة مويلح أن المركز رصد خلال الفترة الماضية 22 حالة سوء تغذية وخيم و50 حالة سوء تغذية متوسط مضيفا أن هناك العشرات من الإصابات بسوء التغذية لم تصل إلى المركز بسبب وعورة الطريق ومعاناة المواطنين رغم الجهود التي يبذلها العاملون في المركز الصحي.

وأشار مساعد الطبيب أن الأربعة الأطفال المصابين بسوء التغذية تمت متابعة حالاتهم من قبل العاملين في الوحدة الصحية والنزول إلى المنزل وإحالتهم في وقت سابق إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية لافتا إلى أنه تم إخراج الأطفال من المستشفى بسبب عجز أسرهم عن مواصلة العلاج بسبب ظروفهم المادية الصعبة.

وقال مشرف المركز الصحي في مركز مويلح بمنطقة السرايا إن المنطقة إجمالا يعاني أهلها من ظروف صعبة ونسبة الفقر عالية جدا تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة وبحاجة ماسة إلى توفير سبل العيش والرعاية والتثقيف الصحي.


من جانبه أوضح أنيس المغربي مدير مكتب مدير عام المديرية إن هذه المناطق وغيرها من المناطق الأخرى المترامية الأطراف تعاني أشد المعاناة وتفتقر لأبسط مقومات الحياة المعيشية إضافة إلى الوضع المعيشي التي تعيشه البلاد عامة من الغلاء الفاحش ووعورة الطريق وارتفاع إيجار مواصلات النقل والفقر المدقع الذي حل في هذه المناطق وانجراف الارض الزراعية التي كانت لهم مصدر دخل يعولون بها الأسر وفي خضم هذه الأوضاع المأساوية ومعتركات الحياة القاسية جعلتهم مكتوفي الايدي مكبلين بقيود الجهل وضعف التوعية بين من ينتظرون الموت ببطء ويرون أن الموت هو أرحم لهم من هذه الحياة لهم ولفلذات أكبادهم وبين من يصارع الموت والمرض يحدق بعينيه الغزيرة إلى مساعدة تصله أو نصيب يعطى له.

وأرجع المغربي ذلك إلى نقص التوعية الصحية والثقافية لتنظيم الأسرة وعدم وجود خطة بديلة أو غياب دور مكتب الصحة بالمديرية إذا صح التعبير في البحث عن بديل للمشاريع التي كانت تستهدف هذه المناطق وتم انتهائها وانقطعت متابعة هذه الحالات ولم يتم عمل إحالة للأطفال الذين يعانون من مرض سوء التغذية، ثم عادوا إلى انتكاسة وتعرضوا للمرض إضافة إلى الحميات وفقدان السوائل إلى مرحلة الجفاف فمنهم من توفي ومنهم لا يزال ينتظر الحياة بعين الموت ومازالوا يعانون من أثر هذا الإهمال والتسويف إعاقة في الدماغ والأعصاب ومنهم مازال مهدد بالإعاقة والموت إذا لم يكن هناك متابعة سريرية ومراقبة الأعراض الجانبية والمرضية.

وأشار إلى إن حالة الأطفال الأربعة المصابين بسوء التغذية الحاد هو نموذج واحد لعدة مناطق في أطراف المديرية التي كانت في غياب عن خطط ونصيب مشاريع المنظمات الإغاثية ودور عدالة السلطة المحلية في حياد التوزيع والمتابعة، لافتا إلى تكليفه من قبل المدير العام لمديرية الملاح عنتر المغربي بالقيام بمتابعة هذه الحالات كونها حالات طارئة وعاجلة لا تستدعي التأخير في أي شكل من الأشكال.

وقال "هناك متابعة الحالات واستقصاء من المختصين عن أسباب تدهور الحالة الصحية لهذه الحالات ورفع تقرير تفصيلي بهذا الشأن لمعالجة العوائق وأخذ اللازم تجاه هذه الأسباب من قبل السلطة المحلية بالمديرية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى