للحلم بقية

> * لم يكن المشهد الكروي في دور ربع النهائي اعتياديًا لدى غالبية محبي وعشاق الجلد المدوّر فالحلم العربي لم ينته بعد ، والرقصة المغاربية هي الأكثر ضجيجًا وصخبًا في الأرض العربية ، نعم تلاشت معزوفات السامبا وكرنفالات "ريو دي جانيرو" البرازيلية ، وحلت محلها رقصة"كولو الكرواتية ، فيما تمسك منتخب التانجو بحلمه الكبير في معانقة النجمة الثالثة بعد أن استعصت عليه مرتين في (1990م و 2014)، بتجاوزه لمنتخب هولندا العتيد في مباراة دراماتيكية لم تخلُ من المتعة والعصبية معًا ، وبالمقابل أضاع منتخب الأسود الثلاثة "إنجلترا"، التواجد في نصف النهائي ، حين ظل صامتًا أمام صيحات الديك الفرنسي رغم مقدرتها على إسكاته.

* ما يهمنا كعرب ونحن المنسيون في غياهب العالم الثالث ، إن حلمنًا ظل مستمرًا ، فطائرة الخطوط المغربية حطت الرحال في سجلات تاريخ الكرة العالمية، فأطلقوا العنان لأفراحكم ومسيراتكم، فنحن أمة إذا أعطانا الله سجدنا ، وإذا مُنعنا حمدنا ، وما النصر إلا من عنده ، ولا يزال للحلم بقية.

* هاتوا البرازيل الأصلية لعلكم تفلحون ، هكذا كان لسان حال أسود الأطلس بعد مباراة البرتغال، لأن برازيل أوربا ظنت المغرب "سويسرا" ، والمغاربة لم يقفوا يومًا على الحياد كلما لاحت لهم الفرصة لإسعاد شعبهم، فأسود الأطلس ترفض الترّويض ، وتروّض المستحيل وتنصب السرك للبرتغال في ليلة سيخلدها التاريخ إلى أبد الأبدين .. خروج حزين لأسطورة البرتغال كرستيانو رونالدو ، أمام منتخب يكتب قصة أسطورية عنوانها (أول منتخب عربي أفريقي في التاريخ يصل إلى نصف نهائي المونديال). * آفاق جديدة للطموح والحلم المغاربي العربي .. هذا الإنجاز يجب أن يكون نقطة تحول فاصلة في التاريخ .. جملة وجب على كل صغير وكبير أن يحفظها عن ظهر قلب وهي أن المغاربة أبكوا "دي بروين وبوسكيتس" ، وختموها بـ "الدون" ، فكل مآسي العالم للأيام القادمة سببها أبناء وليد الركراكي ، إلا نحن العرب والأفارقة ، فأسعد القوم بما يفعله الأسود "نحنُ".

* عندما يتعجب صاحب الرقم القياسي في الارتقاء للكرات بالرأس ، كما أظهرت الشاشات واللقطات المتتالية، أمام من حطم رقمه وأمام انظاره فذلك هو العرفان بعينه ، "النصيري" ، طار بأجنحة خفية ، وضرب البرتغال أمام نظرات قائدهم كرستيانو رونالدو ، تكفي كي يعلم الجميع ، أن المغرب لم تأت لغرض المشاركة ، بل للمنافسة .. لا تأمن العرب مهما كان اسمك وحجمك ، والدليل البكاء الهستيري لرونالدو عد انتهاء اللقاء وإقصاء منتخب بلاده وخروجه الذي يبدو أنها آخر بطولة كأس عالم له بعد مسيرة كبيرة وحافلة.

* جونزالو راموس ، أو بديل كرستيانو دخل التاريخ في مباراة واحدة أمام سويسرا بتسجيله لـ "هاتريك" ، فأخرجه المغاربة من التاريخ في (90) دقيقة ، وأعادوا قيمته السوقية التي أصبحت تعادل 130 مليون يورو، إلى ما كانت عليه في السابق .. 5 مباريات في المونديال والمغاربة ، لم يستقبلوا سوى هدف واحد في مرماهم ، هذا الكم الهائل من الصلابة والإبداع ليس وليد الصدفة، بل هو وليد الركراكي.

* الأرجنتين وكرواتيا والمغرب وفرنسا ، رباعي الإبهار الأخير في المونديال المثير ، إثنان سبق وأن حققا اللقب هما "الأرجنتين وفرنسا" ، فيما المغرب وكرواتيا يأملان بمعانقة الكأس لأول مرة في التاريخ، فهل تنحاز كرة القدم لواقعيتها وتقاليدها وتتوّج الأكثر ترشيحا الأرجنتين أو فرنسا ، أم تتمرد هذه المرة على المنطق وتنتصر لحلم الصغار .. ولا صغار في مبارياتها ولا أمان أيضًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى